يروي أحد الاطباء في مذكراته، أنه كان يقود سيارته ذات يوم في احدى الطرقات الريفية النائية الفارغة بسرعة كبيرة، فقد كان مجهدا ويرغب في الوصول الى بيته في اسرع وقت ممكن..فاته أن يقف عند أحد تقاطعات التفتيش. استقل شرطي المرور، المنوط بالخدمة دراجته واسرع خلفه وهو يطلق صفارته بقصد محاسبته وسحب اجازة السوق منه.
خطرت في ذهن الطبيب فكرة للخروج من هذا المازق..اخذ (السماعة) التي يحملها الاطباء معهم عادة من المقعد المجاور وراح يلوح بها لشرطي المرور الذي يلاحقه بقصد خداعه..فما كان من شرطي المرور إلا ان هدأ من سرعته ثم استدار وعاد الى موقعه معتقدا ان هناك حالة طارئة تتوقف عليها حياة انسان سوف ينقذه الطبيب.
بعد مدة من الزمن، بينما كان الطبيب مارا في الطريق عرفه الشرطي فاستوقفه واخرج من حزامه القيد الحديدي الجامعة (الكلبچة) الذي يقيد به اللصوص والمجرمون واخذ يلوح به للطبيب وهو يبتسم بمعنى (وحدة بوحدة)، هذا هو القانون.
تذكرت هذه الحادثة، انا وغيري قد سمع وشاهد رتل وزيز حقوق الانسان وحمايته وهم ينهالون بالضرب المبرح المدمي والشتم على موظفين بمختلف العناوين مهمتهم تأمين الطريق لكل مواطن وله كمسئول!.
هكذا يفعل الكثير من المسئولين وحماياتهم وذويهم والابناء .. مع اطلاق نار لفتح الطرق، تعد هذه الظاهرة عراقية للأسف ؟.
متى نتعلم ان القانون وقواعد السير ونظام المرور تنطبق على المسئول قبل غيره وهي ذاتها التي يحترمها المواطن الاعزل من كل عنوان.