الإتفاق النفطي بين المركز والإقليم، شراكة ناجحة، ومفاوضات مثمرة للعقلاء، الذين يريدون خيراً للعراق، ولا يصطادون بالماء العكر، فالإنكماش الإقتصادي مرده، إنخفاض أسعار النفط، وهذا يعني أزمة عالمية، ليس على مستوى العراق فحسب، بل العالم أجمع.
الليل الإقتصادي سيطول وقوفه، ما دام الفاشلون يقفون على قارعة النفط، ويكيدون الأباطيل، لعرقلة المسيرة، التي يقودها الدكتور عادل عبد المهدي، نحو الإصلاح في ضوء التطورات، الإقتصادية المتسارعة في العالم.
السياسة الإقتصادية لأي بلد، هي التي تحدد مدى قوته وفاعليته في المنطقة، من خلال تحقيقه للتوازن الإجتماعي، والأمن المعيشي بكافة أصنافه، وبالتالي تحقيق توازن مقبول، كما أن تبني منهج البحث الإقتصادي، ضرورة لا بد منها، للنهوض بأداء مؤسساتنا نحو الأفضل، خاصة وأن العراق يمر بأوضاع، تختلف عن بقية بلدان المنطقة العربية، الواقفة على شفا جرف هار من النار، التي يوقدها الإستكبار العالمي.
إن إحداث نقلة نوعية في الإقتصاد العراقي، من خلال إستثمار روؤس الأموال، وتشغيل أعداد كبيرة من العاطلين، خطوة مهمة للتقدم الى أمام، وهي أحد صفحات البرنامج الحكومي، للنهوض بالإقتصاد، كما أن معالجة المشاكل الإقتصادية، تكمن في إقرار قوانين حازمة، تساهم في تسوية القضايا العالقة، بين المركز والإقليم، بالإضافة الى أن فتح مناخ جديد، للإستثمار الصناعي والتجاري والسياحي، يسهم وبشكل كبير، الى زيادة واردات الخزينة العراقية.
أهمية التدبر والحكمة، في تطبيق السياسة الإقتصادية، سيعني بالتأكيد إنفتاح الحياة الإقتصادية، في العراق على العالم، وإنفتاح العالم على العراق، بعيداً عن مفهوم عسكرة الإقتصاد، الذي كان سائداً أيام الطاغية المقبور، فعندما تطول أظافرنا، فإننا نقوم بقصها، وليس قص أصابعنا، لذا فحينما تكثر مشاكلنا، يجب قطع المشاكل، وليس قطع العلاقات، وهذا ما أردنا الوصول اليه في تذويب القضايا الخلافية، بين المركز والإقليم.
هذه هي معركة الوعي الحقيقي، التي تخلى عنها المثقفون، وإالتزموا الشائعات كثياب النساء، كلما زاد إختصارها كلما زادت إثارتها، وكلما تطوع الفاسدون، بإكمال ما خلفها من خطوط شيطانية، حيث أن أكبر خطأ يرتكبه الإنسان، هو إعتقاده أنه لا يخطئ.
كان الأجدر بالبومة العمياء، أن يتفوق في الإعتذار لشعبه، بدل أن يتفوق في مدح حكومته المنبطحة، تحت نظرية السياسة، ومن ورائها المكاسب المادية، والصفقات ليس الإ، والحقيقة أننا لا نستطيع بناء إقتصاد متكامل، في بضعة أشهر، لذا فخير للإنسان، أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح، من أن يكون غزالاً في الطريق الخطأ.