14 نوفمبر، 2024 9:35 ص
Search
Close this search box.

ما الجديد بالفصل السادس والعشرين بمسرحية القمم العربية ؟؟

ما الجديد بالفصل السادس والعشرين بمسرحية القمم العربية ؟؟

يجتمع حكام العرب بمن بقي منهم ومن أضيف اليهم بأواخر الشهر الحالي بقمة عربية جديدة بمدينة شرم الشيخ المصرية بعد أن تنازلت الامارات بالعام الماضي عن تنظيم هذه القمة على اراضيها أنسجامآ مع الرغبة المصرية التي دعت بقمة الكويت بالعام الماضي الى رغبة مصربتنظيم القمة القادمة على اراضيها ،، بالحقيقة هذا الخبر لايشكل اي عامل تفأول لدى الشعب العربي الذي أعتاد على مشاهدة مملة لفصول هذه المسرحية،سواء أكانت المسرحية ستعرض بمصر او بألامارات او بأي ارض عربية اخرى، فمنذ انعقاد أولى هذه القمم العربية “المسرحيات الهزلية “منذ عقود مضت كنا نقرأ بالتاريخ دسائس تأمر العرب  فيها  على بعضهم البعض  كما كنا نقرأ  ونشاهد  حجم تغلغل اليد  الصهيو –أمريكية  فيها ,, مع العلم ان هذه اليد هي التي تحرك الكثير من حكام العرب ومن خلف الكواليس او بالعلن ,لافرق بذلك ,وبالفترة ألاخيرة لهذه القمم أصبحنا نشاهد وبوضوح حجم تأمر بعض حكام ” العرب  ” العلني على أبناء الامة العربية وأتساع  حجم ومدى عمالتهم للمشروع الصهيو -امريكي ،، وكل ذلك بمقابل بقائهم على عروش اغتصبوها وكراسي لم يستحقوها ،، و يعلم أغلب المتعمقيين بتاريخ هؤلاء  الحكام كيف وصل الكثير من هؤلاء لكراسيهم وعروشهم، وعلى حساب مقايضات قذره عكست بجملة ما تعكس حالة الارتهان للمشروع الصهيو -امريكي الذي تعيشة الامة العربية والاسلامية بهذه المرحلة  لهذه المشاريع .

وفي اخر فصول مسرحيات القمم العربية هو اجتماع وزراء خارجية العرب  بجلسة طارئة للتحضير لقمة شرم الشيخ ,,والهدف هو بناء ألارضية لبعض الحكام العرب لمناقشة مجموعة أزمات يمر بها العرب بهذه الفترة ،، والهدف على مايبدو هو التحضير لبداية مشروع “رومانسي كلاسيكي ” ومضمون هذا المشروع هو تشكيل جيش عربي موحد ,,ولكن السؤال الذي يبحث عن اجابات عند من وضعوا هذا المقترح ,”هو ما الهدف من تشكيل هذا الجيش ؟؟ومن الاشخاص والعروش التي سيحميها هذا الجيش ؟؟,,ومن سيدير هذا الجيش ,,وما هي بوصلة هذا الجيش ؟؟”,هي مجموعة أسئلة تتفرع من سؤال رئيسي ,,والجواب عليها ببساطة هو ان تشكيل هذا الجيش العربي الموحد كما يسمى ,ليس بهدف تحرير فلسطين أو نجدة القدس أو غزة ,او نجدة العراق الذي دمره العرب بغفلة منهم ,او نجدة سورية بحربها مع دول الشرق والغرب ,أو ,أو ,ووالخ ,,,ولكن هدف هذا الجيش العربي الموحد هو حماية بعض العروش والكراسي لبعض الحكام العرب الذين يخشون من خلعهم عنهم ,,بعد التطورات والتغيرات والتبدلات الاخيرة بالمنطقة والاقليم كل .

وهنا أتساءل  واقول ألا يخجل بعض العرب ,,عندما ينادون ويتحدثون ويكتبون عن تشكيل جيش عربي موحد لحمايتهم كما يدعون من نار الأرهاب,,ألا يعلم هؤلاء أنهم هم ألارهاب الفكري بنفسه ,,وطبعآ ليس بعيدآ عن كل ذلك دورهم ودور جامعتهم العربية بالتحكم بمسار الحرب المفروضة على الدولة السورية والعراقية والليبية واليمنية واللبنانية ومشاركتهم الواضحة بمسار التدمير الممنهج لاركان هذه الدول ،، والكل يعلم ان كثير من الانظمة العربية والمتأسلمة بالاقليم لها دور كبير بهذا التدمير الممنهج لهذه الدول ،، ولايخفى على احد بهذه المرحلة مدى التلاقي بين مشاريع الانظمة الرجعية والمتأسلمة العربية والاقليمية مع المشروع الصهيو -الامريكي ،، على الاراضي السورية -المصرية -العراقية “تحديدآ” ،، فجميع هذه المشاريع التقت على هدف واحد وهو اسقاط الدول العربية المحورية ككل بحالة الفوضى ،، كتمهيد لاسقاط المنطقة ككل بحالة الفوضى،، لخدمة المشاريع والاهداف المستقبلية للكيان الصهيوني بمنطقتنا ،، ومن ناحية أخرى ستستفيد هذه الانظمة الرجعية والمتأسلمة من حالة الفوضى ككل ،، بتثبيت أعمدة أركان حكمها “مرحليآ “بعد أن شارفت على ألانهيار .

 
فاليوم من الواضح كذلك أن فلسطين  قضية العرب المركزية كما يدعون قد غابت بشكل كامل عن قمم العرب ,,مع أنهم يدعون بقممهم أنهم دائمآ بخندق الفلسطينيين ,,وينادون دائمآ بأقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967,ويتغنون دائمآ بمبادرة السلام العربية التي اطلقها الملك الراحل السعودي عبدالله بن عبد العزيز عندما كان وليآ للعهد بقمة بيروت 2002,,وحينها يذكر العرب كيف أن رئيس الوزراء الصهيوني  المقبور أرئيل شارون قد صفع وصعق العرب ,عندما قال ان هذه المبادرة لاتساوي الحبر الذي كتب بها ,,بل ورد على العرب كذلك حينها بمذبحة جنين التي سماها عملية السور الواقى ,,وهذا ماردده كذلك نتنياهو بألامس عندما قال بصريح العبارة “لا حديث اليوم عن أقامة دولة فلسطينية “,ليقدم صفعة جديدة للعرب بمسلسل الصفعات واللطمات الصهيونية  المستمرة للعرب على مدى التاريخ الحديث ,وهذا مايؤكد حقيقة ان حديث العرب عن قضية فلسطين بقممهم هو جزء من حبكة مسرحية القمم العربية ,,فبدل الحديث الفارغ عن قضية فلسطين وعن المبادرات حولها ,,لماذا لايتم تحويل الاموال التي يحولها بعض العرب لتدمير سورية والعراق واليمن وليبيا ,الى غزة والقدس ومختلف المدن الفلسطينية لأدامة الصمود الفلسطينيي في هذه المدن,ولأعادة اعمار قطاع غزة المنكوب الذي كان بعض العرب شركاء بتدميره والحرب عليه بعملية “الجرف الصامد-2014 ” وفق ما تقول دوائر صنع القرار الصهيوني .
 
 
بألمحصلة,يقول البعض أن بعض العرب سيجتمعون بقمتهم العربية ليحتفلوا بشراكتهم الفعلية بتدمير سورية ،،فهم قدموا سورية بكل أركانها كفريسة سهلة ولقمة صائغة سهلة للعدو الصهيوني ,,فالعدو الصهيوني بهذه الحرب  المفروضة على الدولة السورية بكل اركانها أستطاع أن يحقق وبالشراكة مع بعض العرب ماعجز عن تحقيقه منذ عقود ،، وهو الوصول الى نشر الفوضى والدمار الممنهج بالدولة السورية، بعد أن أنجز مخططه وايضآ بالشراكة مع العرب  بضرب وحدة واستقرار وقوة العراق ، وكل ذلك موجود برؤية الصهاينة التلموذية الاستراتيجية لطبيعة مستقبل المنطقة ككل ،، وورد كل ذلك بوثيقة كيفونيم الاسرائيلية الصادرة عام 1982 والتي تحدثت عن أطر عامة يجب أن يعمل بها قبل اعلان قيام دولة اسرائيل الكبرى ،، فتدمير سورية  والعراق ولبنان والاردن ومصر ونشر الفوضى والدمار بها هوجزء من مشروع كبير يستهدف تعبيد الطريق امام قيام دولة أسرائيل الكبرى على انقاض هذه الدول التي يجري تدميرها بشكل ممنهج وبالشراكة مع بعض العرب بهذه المرحلة تحديدآ .

 

اما ملفات العراق وليبيا واليمن والصومال ومورتانيا,,فقد أختصر النقاش فيها بقمم العرب مؤخرآ على كيفية محاربة ألارهاب  القادم من هذه الدول والذي يهدد عروش وكراسي بعض الحكام العرب ,, فتطلعات وهموم وأزمات شعوب تلك الدول أصبحت بحكم المنسية بقمم العرب،، فبعد أن ساهم العرب وبشكل واضح بمشروع تدمير هذه البلدان العربية ،، تركوا أبنائها وشبابها فريسة سهلة ولقمة صائغة لكل اعداء هذه الامة ,,يتحكمون بهم ويديرونهم كيفما شاءو .

ختامآ،، فأن أي حديث عن أجتماع للعرب بقمم ومسرحيات عربية “كلاسيكية رومانسية ” ماهو الاحديث ​​فارغ من أي مضمون ،، فالعرب كعادتهم سيجتمعون اليوم وغدآ وبعد عام وبعد عامين ،، وسيستمرون بمنح صكوك الطاعة والولاء لاسيادهم بالاقليم وبالغرب ،، ولكل من يخالفني هذا الرأي أقول له “لننتظر اجتماع العرب  بجامعتهم العربية “التي ولدت منذ تأسيسها ميتها ولكن تتنظر من ينعاها بشكل رسمي “ولنرى ماذا سيخرج العرب بنتائج تخدم طبيعة المرحلة بقمة شرم الشيخ بنهاية الشهر الحالي ,, فالمرحلة خطرة وباب التكهنات مفتوح لجميع ألاحتمالات  وخصوصآ اذا علمنا  ان القاهرة دخلت بدوامة الارهاب والفوضى والقدس تحترق ودمشق تدمر وبغداد شارفت على الانهيار وطرابلس تغرق بجحيم الفوضى وصنعاء تحترق على نار هادئة وبيروت تغرق بجحيم الطائفية،وعمان تغرق بأزماتها الاقتصادية ،وو,الخ ،،فمعظم العواصم العربية تحترق,, وبعض حكام العرب لهم اليد الطولى بكل مايجري بهذه العواصم العربية كبادرة حسن نية يقدمونها لأسيادهم بالشرق والغرب,, ومع ذلك سننتظر ولنرى ماذا سيقدم العرب لهذه البلاد والعواصم العربية “،، وسننتظر الايام القادمة لتتضح للجميع حقيقة ان بعض الحكام العرب وان تغيرت وجوههم وصورهم فهم مازالو يدورون وبقوة بفلك عمالتهم الواضحة للمشاريع الصهيو -امريكية ،بالمنطقة العربية، وكل ذلك بهدف الحفاظ على عروشهم وكراسيهم وكسب مودة ورضا اسيادهم بالشرق والغرب،،ومع ذلك سينتظر بعض ابناء ألامة العربية هذه القمة للأستمتاع الممل بفصل جديد من فصول مسرحية القمة العربية بفصلها السادس والعشرين ,,وهنا أتمنى لهؤلاء مشاهدة ممتعة للفصل السادس والعشرين وأود أخبارهم أن الفصل الجديد سيحوي وجوه جديدة وستكون الحبكة مختلفة بتوصيفها ,وكما أتمنى على الحكام العرب قبل بدء الفصل السادس والعشرين من فصول مسرحيتهم أن يقراءو الفاتحة على روح الامة العربية ,,فرحم الله العرب –رحم الله أمة العرب -لأن أمة يحكمها هكذا حكام -فهي أمة لاتستحق الحياة………..

[email protected]

أحدث المقالات