في شهر محرم الحرام من كل عام وبعد انتهاء المراسم الحسينية ، يتبارى رئيس وأعضاء حكومة كربلاء المحلية في ذكر عدد الزوار الذين شاركوا في هذه المراسم الدينية ، من داخل العراق ومن خارجه ، وتبدأ (المزايدات) في تضخيم وتصعيد ارقام واعداد اولائك الزوار لغاية في نفس يعقوب ، حيث يبدأها أحدهم بثلاثة ملايين زائر ، ومن ثم يستمر العدد بالصعود لكي يرسوا على ما يناهز عشرين مليونا أو أكثر وفق ادعاءات تلك الحكومة ، مع ملاحظة أن الرقم يزداد سنويا ، ومن غير المستبعد بعد سنتين أو أكثر أن يخرج علينا أحد اعضاء حكومة كربلاء لكي يعلن أن عدد الزوار بلغ مجموعه ما يساوي ربع نفوس الصين الشعبية .
طيّب .. لما كان بأمكان هذه المحافظة الكريمة وشعبها المضياف من استقبال كل هذه الحشود (المليونية) وتأمين الغذاء والمسكن والخدمات الصحية وحتى الصرف الصحي لها ، لما يناهز الشهرين تقريبا .. فهل من المعقول أن تمنع حكومة كربلاء اعداد لا تتجاوز المئات من النازحين الهاربين من اتون الحرب ودمارها من الدخول الى المحافظة بحثا عن ملاذ آمن ؟ ، وأكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ .. أليس هؤلاء هم أهلنا وأخوة لنا في الدين وفي الوطنية وفي الأنسانية .. ألم يقل السستاني أن هؤلاء هم أنفسنا ؟؟ .. ان كنتم تتحججون بالوضع الأقتصادي الحالي للمحافظة ، فنحن نسأل .. أين غيرتنا الأسلامية والعربية ، وأين الغيرة العراقية التي تميزنا فيها عن الآخرين .. وأين مليارات أموال زكاة الخمس وعائدات (السياحة الدينية) التي يتبجح فيها بعض ساستنا العظام من اصحاب الجنابر عندما يقولون انها نفط لا ينضب .. أم أن تلك العائدات المليارية تستخدم حصرا في شراء العقارات ألملكية في أحياء لندن من أمثال حي نوتينغ هيل و هامستيد و ويستمنستر .. أتقوا الله في اهلنا العراقيين أيها الظلمة ولا تنسوا أن الله يسمع ويرى .. ولأننا نعلم أنكم لاتمثلوا شعب كربلاء المعطاء الكريم ولا تمثلونا قطعا ، فاننا نقول لكم .. الله يصخم وجوهكم مثل ما خزيتونا أمام العراقيين المساكين الذين استجاروا بنا من أجل الأمن والسلامة لا أكثر .. أوعلى الأقل دعوهم يعبرون عبر كربلاء الى محافظة بغداد ولا خلفت عليكم .