لم تُسعفنا الظروف يوماً، لزيارة الجارة جمهورية إيران الإسلامية، إلى إن أَذنت لنا الظروف ونوينا السفر الى هذه الدولة المجاهدة التي يَخشاها العالم بأسره.
أخترت ومن معي طريق البرّ، عبر مَنفذْ مهران، وأثناء عبورنا الحدود وإكمال الإجراءات الخاصة بالخروج والدخول، شعرت بحرقة وألم؛ فبمجرد عبور الحدود تشعر أن الحال قد تغّير، والطبيعة إختلفت وحقوق الإنسان المعدومة في بلادنا، طُبقت وووو……الخ.
كانت نقطة الإنطلاق سيارة تكسي، وبصراحة لاأتقن اللغة الفارسية كثيراً سوى بِضع كلمات، لكني إستطعت التكلم مع سائق السيارة، حيث فهمت إن المتوفر الآن، فقط الى “محافظة كرمنشاه” وبما إن الوقت متأخر، ولايمكننا البقاء عالقين داخل الحدود الإيرانية، فهممنا الذهاب الى محافظة كرمنشاه التي علمنا إنها من المحافظات الكردية، المحاذية لشمال العراق.
في الطريق من مهران الى كرمنشاه، لمّ تغمض لنا عين، من سحر ما رأينا، حيث الجبال الباسقة، والطبيعة الخلاّبة، والوديان، والمزارع الخضراء وكل ما تشتهي العين النظر، كان الطريق شاقاً وشيقاً؛ بسبب السفر والجلوس لفترة طويلة، لكن مارأيناه، خفف عنّا وطأة السفر.
حارب نظام البعث المقبور؛ هذه الدولة طوال”8 سنوات” ولأسبابٍ غير مقنعة وواهية، خلفت ملايين الشهداء وملايين المعاقين واليتامى والأرامل، وإستمرت حكومة البعث بغبائها، 15 عاماً حتى سقوطها عام 2003، وأستمر الإستغباء السياسي؛ حتى بعد سقوط البعث، بل زاد الطين بلّة! ومنذ إنتهاء الحرب العراقية- الإيرانية إلى يومنا هذا، يُعاني العراقيون أزمات وحروب لاطائل منها ولا تلد، والعراق بحاجة إلى سياسيون يمتهنون “اللعب الديبلوماسي” مع الدول كافة، وآذان صاغية، وليست صماء.
الى أين إتجهت الدولتان؟ و ماالذي حصل بعد إنتهاء الحرب؟ حرب الثمانِ سنوات، الطرف الأول : العراق، الطرف الثاني: إيران، بدئت هذه الحرب عام 1980 وإنتهت عام 1988 م.
إتجهت الحكومات العراقية، نحو تأجيج الحروب والأزمات؛ وإستمرت هذه الحكومات، بتنفيذ أجندات رؤساها في الخارج، أما إيران ففجرت ثورة صناعية كبرى، وأصبحت في مصاف الدول الصناعية المصدرة للمنتجات، وتعتمد ميزانية إيران على 40% من عائدات النفط، أما الـ 60 % فتلك عائدات تصدير المنتجات المحلية، التي ساعدت على نمو الإقتصاد الإيراني رغم الحصار المفروض من قبل أمريكا وحلفاؤها؛ بسبب البرنامج النووي الإيراني، الذي أصبح ” رعب إسرائيل الأوحد”.