23 ديسمبر، 2024 8:36 م

اللعبة أبعد من اليمن السعيد!

اللعبة أبعد من اليمن السعيد!

بدأ العرب بإعادة تأريخ الفترة المظلمة على أرضهم، وهذه المرة في القرن الحادي والعشرين، فنراهم قد تركوا القضية المركزية (فلسطين)، وإنشغلوا بالحروب، التي إفتعلتها رأس الشيطان الأكبر أمريكا، في حلقات المسلسل الجهنمي (لن تعيشوا بسلام)، والذي يتصدر شاشات العرض في العالم بإمتياز، بعناوين الحروب الطائفية، والقبلية والأزمات الإقتصادية، والإنهيارات الفكرية، وببساطة فإن المتاهة، التي صنعها الإستكبار العالمي، جعل العرب يدورون في حلقة مفرغة، من الضياع والشتات والفرقة، لأن التخريب والدمار، كان أكبر حجماً وأكثر عنفاً.
البحث عن أعداء ليست مهمة صعبة على أمريكا، لأن الأفكار المسرطنة، توقد الأورام الخبيثة من جحورها، وتدعو أقرانها، من العقد المنحرفة التائهة، الى النهوض بدافع قتل النفس، وما تفعله أمريكا في أرضنا العربية، جعل الأخوة أعداء بكل سهولة، فاللعبة كانت أبعد من اليمن، لأن أدوات أمريكا الإرهابية، هي التي فتحت مجالاً للعالم، نحو نظرة دونية متطرفة للإسلام، لذا تجد أن من يرى السلاسل تمزق أشلاء الأحرار، لا يفكر إلا في طريق الحرية الحمراء.
المطامع الدافئة لأمريكا، تكمن في ضرب حركات التحرر في كل مكان، والسيطرة غلى مصادر الطاقة، فإخترقت ساستنا، عن طريق الربيع العربي، لتغيير أدوات اللعبة الوقحة، التي ضجرت أمريكا منها، ومن عدم قدرتها على وأد الفكر الحر المتوقد، لدى المظلومين في العالم، وما تجاهل أمريكا لإستعراض عسكري لداعش، وعدم قصف الصهاريج المحملة بالنفط العراقي، وغض النظر عن إستهداف البغدادي، الإ تتمة للمسلسل الإجرامي، تحت عنوان هراء طويل الأجنحة، من بطولة الغول الإرهابي والمسخ اليهودي.
سياسة التضليل والتعتيم، المستخدمة من قبل أمريكا, على التغييرات التي تحدث في اليمن، بتطلعات شعبه في الإصلاح والتغيير، والسكوت عن التطهير الطائفي، على الحدود اليمنية السعودية، يكشف لنا عن صفقات التآمر والخديعة،  من أجل إشاعة الجنون السياسي، والديني  والمذهبي، بين أبناء الشعب الواحد، فالتوتر الذي يعصف بالمنطقة العربية، هو نتاج طبيعي، لما ترسمه مخططات الإستكبار العالمي، وبالتالي فأن من مصلحة أمريكا، إستمرار المنظومة المنتجة، للجنون في الأرض، لتقديم عهود السمع والطاعة والولاء لها.
الخلافات المستمرة قد تؤدي الى صدامات ليست محسوب، فالأبالسة من داعش لا يرتضون لتنظيمهم، إلا من يستلذ بقطع الرقاب، وحرق الأجساد، وعقولهم مليئة بأفكار منحطة، تحمل الموت في غياهب الليل، فالبغدادي مأوى الشياطين، لكن أدغال التوحش الأمريكي، سرعان ما قلبت سحرها على مكتشفيها، فبدأت بتصوير مشاهد أخرى عن أراض أخرى، لئلا يأخذهم الظمأ الدموي أعواماً طوال، فالفاسدون في أمريكا، نراهم ضعافاً كالذباب، ومع ذلك فعندما يسقطون في أطماعه، فإنهم يبدون كالذئاب الضارية الهائجة.
لا نستطيع أن نعتمد على رأي الجاهل، الذي ينكر الدور التآمري لبعض العرب، في تخريب المقومات الإقتصادية، والبنى التحتية لليمن، وتجنيد القبائل لتحطيم الوحدة، وتأجيج الصراع المذهبي، وأن أمريكا تحارب الإرهاب والتطرف، فقد تعجبت لملوك يسمعون الغناء فيبكون، وعندما يسمعون القرآن لا يخشون، لأن الدرس الأول، الذي تعلمه هؤلاء، هو ما قاله مروان بن الحكم، عندما آلت الخلافة اليه: هذا فراق بيني وبينك، فيا بني لا تقصص رؤياك، لأن اللعبة أبعد من اليمن.