23 ديسمبر، 2024 7:55 م

والله مامعاوية بأدهى مني، ولكنه يغدر ويفجر

والله مامعاوية بأدهى مني، ولكنه يغدر ويفجر

“وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”.
لقد تمادى الكيان الصهيوني كثيرا في إستغفال المسلمين والعرب والاستهانة بثوابتهم ومسلماتهم المصيرية أيضا، -من خلال عدم احترامه للارادة الأممية والمواثيق الدولية وعدم احترام القرارات الصادرة من مجلس الأمن الدولي المتعلقة بانهاء الاحتلال والاستيطان، ومن خلال تفعيل ودعم الإرهاب والتطرف الدولي خارج حدود بما تسمى بدولة إسرائيل، اضافة لإضطهاد الشعب الفلسطيني وحرمانه من ابسط حقوقه في نيل حريته والعيش بكرامة أسوة ببقية شعوب الأرض-، ذلك وبسبب تمادي بعض من العرب والمسلمين بقضاياهم المصيرية العادلة، والاستهانة بأنفسهم من ناحية أخرى أحيانا، وتمادي بعضهم بالبعض الآخر خاصة بما يترتب من نتائج وخيمة من سلوك بمن ركب طريق الإرهاب من الاعراب ممن حسبوا أنفسهم على العرب والمسلمين من السلاجقة والمرتزقة والدواعش، وبسبب الاستهانة بقضيتهم المركزية أيضا، ولإبتعادهم من مباديء دينهم الحنيف، ولإبتعاد بعض حكامهم عن الشروط الالهية لادارة الحكم وكيفية التعامل مع ادارة الأزمات ومع الاعداء، وبسبب جعل إسرائيل في المقام الثاني من لائحة الاعداء -إن كان هناك عداء يذكر- بعد وضع بعض الأشقاء من العرب والمسلمين في المقام الأول بتلك القائمة، لا بل حدا بعضهم بوضع إسرائيل على متن قائمة الأصدقاء وبإقامة علاقات سرية وعلنية ولوجستية وطيدة، فضلا عن اقامة علاقات ديبلوماسية وتجارية معها، بل ورفع علمها خفاقا عاليا بأهم وارفع مؤسساتهم الحكومية، وإصرارهم بعدم رفع العلم الايراني أو رفضهم بإقامة علاقات ديبلوماسية معها، ” إذ انهم ارادوا بهذا عزل ايران ومحاصرتها عن العالم من قبل أسيادهم، فاصبحوا والعالم معهم هم المعزولون والمحاصرون”.

في نفس الوقت، تقوم إسرائيل بين الفينة والاخرى بضرب المقاومات في المنطقة كحزب الله وحماس وبأسلوب الاستفراد امام أعين وأنظار العرب والمسلمين دون ان يحركوا ساكنا، خلا المواقف المشرفة التي تتخذها جمهورية إيران الاسلامية لدعم هاتين المقاومتين في كل مرة وعلى طول الخط.

-“أي عندما يقوم العدو الثاني للعرب وهي إسرائيل بضربهما، يقوم العدو الأول للعرب وهي إيران بدعمهما والتصدي للعدو الثاني”-.

ونستخلص من هذا الوضع أن معادلة ما شائكة خارجة عن المألوف وشاذة عن القاعدة جدا وهي: “ان العدوين، يتعاملا مع حزب الله وحماس بموقفين مختلفين متضادين ومتعاكسين تماما”، معنى ذلك ووفق القاعدة التالية عندما يفترض ان يكون: “عدو عدوي صديقي”، ان تكون ايران صديقا وشريكا أساسيا لهم، لا عدوا وخصما لأنها عدو عدوهم، -“وما يؤكد هذا العداء ماصرح به رئيس وزراء إسرائيل في مطلع هذا الشهر في احدى المؤسسات الامريكية وهيئات الأمم المتحدة، وابدى تخوفه من ايران، ولم يبد تخوفه من دولة إسلامية أخرى أو عربية على الاطلاق عدا ماذكر من مخاوفه بخصوص مايسمى بالدولة الاسلامية أي “داعش” للتغطية على الموضوع، ونحن بدورنا نقول ل’نتنياهو’: “اطمأن من شرور داعش ورهابها لأنها مفصلة خصيصا لرهاب العرب والمسلمين ولتشويه سمعة الإسلام والمسلمين، ولأنها من صنيعتكم والمبشرة لنشر رسالتكم وتحقيق أهدافكم واحلامكم في المنطقة أيضا، ولايصح منك ان تقارن ايران الاسلامية النهج والفكر والاعتقاد والتطبيق المحض، وتناظرها بهذا النهج المنحرف والفكر الضال والمعتقد التكفيري والتطبيق الارهابي المعادي السيئ للانسانية ولجميع الأديان والمذاهب”-، أي جعلوا من هذا الافتراض وبطريقة معكوسة جعلوا من الكيان الصهيوني الذي تمثله إسرائيل هي الصديق الحميم لبعض العرب الذين يتخذون من إيران العدو اللدود لهم وفي المقام الأول من العداء، وكثيرا مايصفونها ومن يتعاهد معها أو من يحسب عليها وتحسب عليه مذهبيا بالعدو المجوسي الفارسي الصفوي كما هو الحال لما يعاني منه شيعة العراق من شرور وبغي بعض من ‘أنفسهم’، بالوقت الذي يفترض فيه ان تكون إيران بالاضافة إلى كونها شقيقة وشريكة لهم من ناحية الدين والأرض فهي ووفق القاعدة الآنفة أن تكون صديقا حميما لهم باعتبارها عدوا لدودا للكيان الصهيوني الذي تمثله إسرائيل كما هو مقتضى الحال على أرض الواقع المرير .

اننا كمواطنين وكشعوب عربية وإسلامية، نرى ونلمس ونعاني كثيرا من هذا الواقع المرير المزمن ، فبعض العرب مازالوا يصرون على ان إيران ليست لهم بصديق وشقيق أو شريك على الرغم من مواقفها المشرفة الجلية الوضوح، لالكونها عدوا لإسرائيل فحسب لابل لأنها أيضا صديقا مخلصا لنا ولإخواننا في حزب الله ولانفسنا في حماس بل وشقيقا مخلصا لنا ولهما، ومع ذلك يعتبرونها وللأسف الشديد العدو السيتراتيجي اللدود وفي المقام الأول من قائمة الاعداء قبل إسرائيل كما اسلفنا، ذلك لربما بسبب الموروث الثقافي والقومي الحيزي والفكر الديني العقدي المتطرف والنهج السياسي المنحرف الذي استورثه بعض العرب من اسلافهم من الاعراب والمتأسلمين من حزب الشيطان حزب الطلقاء الأمويين الذي أفرخ بما ابتليت به الأمة من علماء فجرة نظير ابن تيمية ومحمد ابن عبد الوهاب وممن من تلاهم من علمائهم الفجرة التكفيريين المعاصرين الذين رفدوا الساحة بافكارهم الدينية الإسلاموية العقائدية التيمية الوهابية الداعشية والتي شكلت جزءا كبيرا من ثقافتهم وتراثهم من الناحية العقدية والسياسية والاجتماعية، والنتيجة انها كانت السبب الرئيس لفرقة هذه الأمة وادماءها، وببتشويه الدين وسمعة الإسلام، وبسبب المواقف الخسيسة المعاصرة التي انبثقت من معتنقي هذا الفكر المنحرف الضال كالقاعدة والاخوان وداعش- إذ صدق رسول الله (ص) انه قال؛ “آفة الدين ثلاثة:

فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد جاهل”- فبرزت على الأفق المجاميع الإرهابية، وانبثقت منظمات الإرهاب العالمي باخطبوطات عدوانية همجية منظمة وعشوائية مدعومة من قبل بعض دول الاستكبار العالمي وإسرائيل والاعراب والسلاجقة، لاهم لها الا القتل والخراب والتدمير والقضاء على كل ماهو انساني وحي وحضاري، فأين يكمن الشذوذ، أفي تلك القاعدة الآنفة؟ ام ببعض العرب والمسلمين؟ أم بايران؟

نحن لانريد ان نصادر حرية القاريء الكريم في تحري الحقيقة والقراءة الشافية بل العكس، وننصحه بان لايقف على الحياد، بل الأحرى ان يكون منصفا ومناصرا للحق من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن باب “وقفوهم انهم مسؤولون”، وكذلك لايصح لأي منا الوقوف على الحياد أيضا عند التحري في معرفة الصواب، وان من يقف على الحياد، لاشك انه لاينصر الباطل، لكنه يقينا يساهم في خذلان الحق من حيث لايدري.

“كثيرا مايخالجنا هذا السؤال الذي يدور ببال الكثيرين، هو انه: لماذا تدعم إيران الشيعية حماس الاخوان السنية، رغم أختلاف الكثير من العقائد والسلوكيات لدى الطرفين، وعلى آلرغم من انها العدو الأول لبعض الاعراب حسب التصنيف المعلن الذي يعبر عن حقيقة النوايا العدائية السيئة والتكفيرية تجاه هذه الدولة المسلمة ظلما وتعنصرا وعدوانا؟”.

أعتقد انه لمن يريد المتابعة والجواب، فملخص ذلك يجده أو يتحراه في مجمل تطورات وسيناريوهات العلاقة بين إيران وحركة حماس.

{‘إذ بدأت العلاقة بين إيران وحركة حماس منذ سنة 1990، وما اسهم في تقوية تلك العلاقة هو تطور علاقة حماس الايجابي مع حزب الله اللبناني اواخر سنة 1992على اثر ابعاد قادة حماس إلى مرج الزهور.

لم يكن للاختلاف الطائفي دورا في التأثير على تلك العلاقة، ايمانا وحرصا من أطراف الممانعة التي سميت آنذاك في التأثير على رؤية وفكرة الأطراف المتعاضدة لوجوب تحرير فلسطين وعدم الاعتراف بإسرائيل تبعا لتأثير الخلفية الاسلامية الحركية لأطراف الممانعة وشعارها في دعم صمود الشعب الفلسطيني، وهذا الموقف يعبر بحق عن مصداقية موقف إيران الاسلامي وإخلاصها في دعم القضايا الاسلامية وحركات التحرر العربي والاسلامي من براثن الهيمنة والاحتلال كالتزام أخلاقي وتكليف شرعي منها من الناحية السياسية الايرانية التي تحسب لها في زيادة وزنها السياسي ودورها الأقليمي في المنطقة والعالم، ماترتب على هذا ان قدمت إيران دعما كبيرا لحماس في مواجهة العدوان والحصار الاسرائيلي على قطاع غزة، مما عزز من موقف حماس على انها جزءا أساسيا في محور الممانعة الذي شاركت فيه إيران وسورية وحزب الله اضافة لحماس.

غير ان حماس وعلى مايبدو من خلال سير الأحداث وتسارعها آنذاك انها لم تكترث بالإلتزام بمبادئ وبنود محور الممانعة بخروج قيادتها من سوريا، ودعمها أيضا للمقاومة المسلحة المنبثقة من درعا في سورية لإسقاط نظام الأسد، فقابله بذلك دعم ايراني الكامل لسوريا، الأمر الذي ادى إلى وقوع إختلافات بينها وبين إيران نجم عنه تراجع ايران عن دعم حماس وبرود العلاقة بينهما.

غير أنه من المهم وفي إطار تسارع الأحداث في المنطقة التي خلفتها ثورات الربيع العربي المخملية وسقوط بعض الأنظمة العربية، يبقى الرهان قائما على ديمومة تلك العلاقة بين الطرفين، على ان إيران وبناءا على احترام مواقفها ومبادئها اسرعت إلى ادارة الخلاف بينها وبين حماس على اثر الأحداث المسلحة القائمة من سنة 2011 في سوريا، وما تبعها من احداث سنة 2014 في العراق التي ترتب عنها سقوط الموصل وبعض المدن العراقية بيد عصابات داعش الإرهابية، بطريقة ايجابية على قاعدة المساحات المشتركة لخدمة القضية المركزية قضية فلسطين’}.

بذكر، ويشهد لايران من حيث انها ساهمت وبشكل فعال ومؤثر بدعم حكومة اسماعيل هنية في مواجهة الحصار الاسرائيلي، وبلغت ذروته في 2008-2009 أثناء العدوان الاسرائيلي على غزة، الذي قوبل بدعم المقاومة المسلحة في سوريا لإسقاط نظامها الذي كان جزءا من محور الممانعة والمقاومة ضد إسرائيل.

ذلك كان ملخص مجمل العلاقة بين إيران وحماس، لكن يبقى طلب معرفة أسباب تلك العلاقة قائما لمقتضيات المعرفة والوقوف على الحقيقة ولمقتضيات البحث العلمي والتاريخي”.

قرأت تحليلات بعض الأصدقاء الساخرة في إحدى مواقع التواصل الاجتماعي عدة أمور أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مايلي:

“إن إيران تريد ان تدعم المقاومة بشريك سني، كموقف منها ان لا يغلب عليه الطابع الطائفي”، و”ثانيا ربما تريد إيران ان تصلح افكارهم مع تقادم الوقت، ومع تشخيص مواقف الآخرين في الأزمات من باب ‘لاتكن عونا للشيطان على أخيك'”و”ثالثا ربما تتعامل معهم بمبدأ ‘والله مامعاوية بأدهى مني، ولكنه يغدر ويفجر'”، “رابعا تأمل إيران ان يتخلوا عن افكارهم باعتبارهم آخر سهم من جعبة الإسلام الأموي، بعدها قد يتم الدخول في إسلام ومذهب أهل البيت(ع)، أو ربما يحتمل بتشيع بعض قياداتهم فعلا”، و”امر خامس ان إيران ترى ان العلاقات الدولية لاتبنى على أساس العقائد والأديان والمذاهب، والا لقطعوا علاقاتهم مع الدول والمنظمات التي تعتنق المسيحية والهندوسية والبوذية والسيخ والشيوعية والعلمانية والليبرالية، ومن حق الجميع أن يتصرفوا بنفس المبدأ وبماتقتضيه مصالحهم”، “سادسا ربما ان رؤية إيران تنحصر لمعالجة الوضع الفلسطيني الشائك بتصحيحه وفق انساق عربية وإسلامية وفلسطينية لشرعنة القضية، بدلا من اهمال هذه الحركة ادراج رياح تصرفات الاعراب الشائنة”،

عليه وبمقتضى عدم ترك الاولى كحد ادنى من حدود التشخيص المنطقي والتحليلي للمواقف أن لا نلومن ايران على مواقفها التصدوية من الناكثين والمنافقين من جميع الاعراب والسلاجقة الذين وضعوها في المقام الأول من قائمة التكفير والعداء على الرغم من مواقفها المشرفة الداعمة للعرب والمسلمين في مواجهة الحالات الشائنة المتعددة على سوح التداعيات في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والخليج، فلولا طهران لسقطت دمشق وبغداد بيد الدواعش، ولدولت القضية الفلسطينية ومعظم القضايا العربية والاسلامية المصيرية، ولأصبحت حركتا حماس وحزب الله في خبر كان أو ضحية للإستهتار الصهيوني والإستخناث الاعرابي، ويجب ان يقع اللوم على بعض ممن حسبوا على أصحاب القضية بإقامة علاقات مع من صادر ثوابتنا ومسلماتنا وقضينا من الاعراب والسلاجقة، وصاروا ضدنا في كل شاردة وواردة، أدناها محاربتنا والاستعانة علينا،والوقوف مع أعدائنا الصهاينة وقوى الاستكبار والدواعش الارهابيين أعداء الدين والانسانية،كما فعل اسلافهم عبر التاريخ الاسلامي، فنسألهم: أين الذين قاتلوا علي(ع) وبايعوا يزيد ورفضوا بيعه الحسين(ع)؟؟.

“الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ”