23 ديسمبر، 2024 8:44 م

عبد العزيز العقيلي/52

عبد العزيز العقيلي/52

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
اللواء الركن عبد العزيز العقيلي.. ضابط متميز، في تاريخ العسكرية العراقية؛ لأنه شخصية مهنية لامعة الاداء، ترك بصمة واضحة في تاريخه الناصع، منذ تأسيسه، في 6 كانون الثاني 1921.
ولد في “الموصل” سنة 1919، أو 1920، يرجع نسبه الى عشيرة “العقيل” متخرجا في الكلية العسكرية، ضمن الدورة التي ضمت بكر صدقي، قائد انقلاب 29 تشرين الأول 1937متخصصا بصنف المدفعية، ليتخرج في كلية الاركان 1945، مسهما في قمع حركات برزان التحررية الأولى (أيلول 1945) وضابط ركن حركات القوة التي يقودها اللواء مصطفى راغب.
عمل العقيلي في الحرس الملكي، برتبة مقدم، وتخرج في كلية الحقوق، سنة 1950، حاملا شهادة الليسانس بدرجة جيد جدا، منضما إلى حركة الضباط الأحرار سنة 1957، ضمن مجموعة من ذوي الكفاءة والاخلاق الحميدة والوطنية الحقة، الذين فاتحهم التنظيم قبل سنتين من تنفيذ ثورة 14 تموز 1958، التي وقعت وهو يشغل منصب (آمر اللواء الرابع) للفرقة الثانية ومقرها كركوك، وبعد نجاحها أصبح قائدا للفرقة الأولى.
أسهم في التخطيط لحركة الموصل سنة 1959، مشكلا “جماعة القسم” التي ضمت ضباطا ومدنيين، بعد فشل الحركة؛  بهدف الثأر من عبد الكريم قاسم، الذي إكتفى بإعتقاله وإطلاق سراحه ومحالا على التقاعد.
في اليوم التالي لإنقلاب 8 شباط 1963، عين مديرا عاما للموانىء، ووزير دفاع 1965- 1966، معارضا الوحدة العربية، بالتشديد على استقلال العراق في الشؤون الداخلية والخارجية، ومن دعاة إستعمال القوة المفرطة، في حل القضية الكردية.
لا غبار على مسلكه العسكري، الذي أكسبه ثقة الجيش واحترامه، ولو شاء فرض نفسه بالقوة، لاستطاع جمع عدد كاف من الضباط والاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري، ولكنه أراد الوصول إلى الرئاسة بالطريق الدستورية.
بعد مجيء البعثية الى السلطة، في 17 تموز 1968، رفض التعاون معهم؛ معتذرا عن العمل كسفير؛ لذلك أعتقل وحكم عليه بالإعدام ثم استبدل بالسجن المؤبد، الذي مرض خلاله، ودخل في غيبوبة، وبعد فترة قصيرة توفي يوم 7 أيار سنة 1981.