تحرير تكريت بزمن قياسي, فضح الكذب الأمريكي, فالتحالف الدولي بقيادة أمريكا, وضع خطة من ثلاث سنوات وقد تزيد, للقضاء على داعش, لكن القوات العراقية المشتركة والحشد الشعبي, حرر تكريت بعشرة أيام, من دون أي عون من التحالف الدولي, مما بهت الذي كذب, فكان فرضا على الأمريكان وأذنابها بردة فعل, فكان تهريج الأمس واليوم, عبر المنابر الإعلامية, للتغطية على الانتصارات, وإشاعة المخاوف من المنتصرين, والمصيبة ببعض العربان, الذي لا يعرفون إلا إن يكون صدى لأمريكا, فرددوا مخاوف أمريكا.
ما إن تم إعلان الدخول إلى تكريت, حتى أسرع القادة الأمريكان, للتحضير لمؤتمرات إعلامية, للتلاعب بالصورة, والضحك على الجماهير.
بعد إعلان دخول الحشد الشعبي لتكريت, أسرعت الماكينة الأمريكية للإثارة الإعلامية, حيث نشرت صحيفة ميدل ايست اونلاين تصريحات, لرئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارتن ديمبسي, معبرا فيها عن قلقه بشان الكيفية التي سيتم بها معاملة السنة! كأنه للتغطية على الموقف الأمريكي الغريب, باكتفائها بالمراقبة, من دون تنفيذ إعلانها عن محاربة داعش, فتوسلت بالمكر الإعلامي, لتهميش الانتصار, وسحب الأنظار إلى نقطة طائفية, لتنطلق منها أبواق السوء, للحط من كرامة المتطوعين, في الجيش والحشد الشعبي.
الرأي العام الأمريكي كان سيحاسب الإدارة الأمريكية, على فشلها بتحقيق نصر سريع على تنظيم داعش, وهي القوى العظمى, وسيتساءل المواطن الأمريكي, كيف استطاع العراقيون الانتصار, بزمن قياسي على داعش؟ لذلك لجا المسئول الأمريكي لأخذ دوره المرسوم, في رسم الذعر مما حصل, واعتبار عدم المشاركة الأمريكية نابعة عن حكمة, وهكذا يغرق المواطن الأمريكي في اللاوعي.
هذا الفعل الأمريكي اثر سريعا بالمنطقة العربية, ذات النفوس التواقة للفتن, والعاشقة للأكاذيب, والمندمجة تماما بعالم الوهم, منذ قرون بعيدة, فشاهدنا محليا, بعض الأشباح تتقافز من على شاشات الفضائيات, لتنشر سمومها, وحسب السيناريو الأمريكي, فتصرخ رعباً من المنتصرين, وتعلن الخوف من إيران, وتسرع لتطلب العون الأمريكي والتركي والعربي! كأنهم يرضون بالذل تحت داعش, على إن يتم تحريرهم بأيدي الشيعة وإيران, هذه هي المفارقة, التي زرعها الغرب وأذنابه, في عقلية بعض الساسة.
لم يتوقف الأمر على الجانب المحلي, بل إن الحراك العربي كان كبيرا, كلما اقترب النصر في تكريت, فكانت المفاجئة من مصر.
الأزهر, الكيان الديني المهم, يطلق اتهامات عبر الإعلام, ضد الحشد الشعبي, مباشرة بعد تصريحات ديمبسي! فاعتمد على الرؤية الأمريكية في الحكم على الحدث في العراق, من دون اهتمام بكلام العراقيين أنفسهم, فنسب الفضائع للحشد الشعبي, وليس مجرد الشعور بالخوف, اعتمادا على معلومات من جهات لا تريد الخير بالعراق, ودفعه تصريح دميبسي أخير, للتمسك بالرؤية الأمريكية, هكذا هم من يدعون العلم, يحكمون بدون دليل, متناسين بديهيات القضاء الإسلامي, في ضرورة السماع من كل الإطراف, وعدم تغليب العاطفة في الحكم.
الإرث العربي مثقل بالتخلف والأحقاد والخرافة, ويحتاج للمراجعة والتمحيص, فمازال يتحكم بمواقف ساسة المنطقة العربية, وعلى من يسكن معنا إن يفهم, إن الشيعة أخوته, وليس العدو, وان إيران ليست وحشا, بل العدو هو من يغذي هذه الأفكار, والتي لم تجلب سوى الدمار لنا ولكم.