ديوان بغداد، مجلس يعقدهُ الحكيم رئيس المجلس الأعلى كل شهر، ويتم دعوة شريحة معينة من شرائح المجتمع، للنقاش والمشورة حول الوضع العراقي، وفق رؤية هذه الشريحة، ويكون الحوار مفتوحاً، فهو من جهة يحاول التقريب بين الأطراف المتشنجة والمتقاطعة، ويحاول من جهة أخرى إيجاد حلول للأزمات التي تعصف بالبلاد وأشراك الشعب في ذلك.
كانت الشريحة المختارة للحضور إلى ديوان بغداد هذا الشهر، هي شريحة السلطة الرابعة(الإعلام)، وكُنتُ أحد المدعوين، حيث حضر أغلب قادة الرأي من مدراء الشبكات الفضائية (المرئية والمسموعة)، ورؤساء تحرير الصحف، وكتاب ومقدمي برامج….الخ، والذي أثار إستغراب جميع الحاضرين، حتى أن أحد الحاضرين صرح به: أن الحكيم إستطاع أن يجمع هذا الكم، من الشخصيات الإعلامية المتناقضة في مكان واحد، ولم يكن هناك أي تجاوز على طرف من آخر، سوى بعض الإعتراضات على مداخلتين أو ثلاثة، وعندما تكلم الحكيم بعد أن أتم الجميع مداخلاتهم، عقب على تلك المداخلتين وصوبهما، مما دعى الحاضرين إلى تحية الحكيم بالتصفيق.
بعض المداخلات كانت كأسئلةٍ تطرح في مؤتمر صحفي، وليست مداخلات لفتح حوار، أو إلفات النظر إلى موضوع مهم يجب الألتفات إليه، وبالرغم من أن المداخلات أثارت غضب بعض الحاضرين، لكن لم تأّول من قِبل الحكيم إلى شئ، سوى أنها تطرح موضوعاً وشأناً عراقياً مهماً، ولكن العكس حصل من قِبل بعض الإعلاميين حيثُ أولَّ كلام الحكيم تأويلاً غير صحيحاً.
عندما عرض أغلبنا آرائهم ووجهات نظرهم، جاء الدور للحكيم كي يعرض آراءه وفق ما يقرأه في الساحة السياسية والعسكرية، وكان مما قال:” هناك فرق بين القاعدة وداعش، فالقاعدة 90% منهم أجانب والـ10% الباقية هي من العراقيين، على العكس من داعش فنسبة العراقيين فيها 90% ونسبة الأجانب10%، هكذا أنا(والكلام للحكيم) أرى الموضوع، وقد تختلفون معي في رؤيتي”.
دافع الحكيم عن أبناء الحشد الشعبي، وطلب منا أن يكون لنا موقف قوي، في فضح داعش ونصرة أبناء الحشد، وكذلك صرح بأن قوة العراقيين في وحدتهم، وقبول أحدهم الآخر، حيثُ أن هناك كثير من الشباب مغرر بهم ولا بأس بنصحهم وإستتابتهم، مما دعى بعض المواقع الخبرية إلى تأويل كلام الحكيم إلى معنى قبوله التفاوض مع داعش! وهذا تأويلٌ متعسف، أقتطع جزءً وترك جزءً كما تفعل داعش في تأويلها الأحاديث والآيات!
بقي شئ…
كما فتح الحكيم لنا قلبه قبل ديوانه، على الأعلاميين أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن لا يغردوا خارج السرب، لأنهم سيكونون الخاسرين.