23 ديسمبر، 2024 7:55 م

أسامة عيسى مسلم/59

أسامة عيسى مسلم/59

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
ما زالت رائحة حب آل بيت رسول الله، تعبق من ذكرى الشهيد أسامة عيسى مسلم، الذي لم يبقِ جلاوزة الطاغية المقبور صدام حسين، قبرا له.
والشهيد عيسى.. طالب في ريعان جامعة بغداد، ذهب مع صديقه البحريني حسن شرف، العام 1991، الى النجف الاشرف، يقيمان في ظل ضريح سيد البلغاء.. الإمام علي.. عليه السلام.
إستقر بهما السكن، عند مجموعة من أصدقائهما البحرينيين.. زملاء لهما في طلاب العلم، يتزودن للآخرة، من معين الحوزة المباركة، دفقا من معرفة في شؤون الدين والدنيا، من دون أن ينقطعوا عن الدراسة الأكاديمية، في الجامعة.
وبهذا فإنهم يحيطون بإشتملات العقل.. جامعيا وحوزويا؛ خدمة حقيقية للمجتمع، بإتجاهيه.. الإعتقادي والمدني، عمليا ونظريا، على حد سواء.
وهذا الدأب المتفوق، يستفز نظاما جاهلا كالبعثية، وفي مطلع شرهم صدام؛ لأن شبابا يواظبون على إستيفاء متطلبات الإنتشار الإجتماعي السديد؛ لتأسيس حكم إسلامي أمثل؛ يقلقون حكومة تؤدي عملها وفق المثل الشائع: “الإنسان عدو ما جهل”.
عبرت مديرية أمن النجف، عن فظاعتها بإعتقال إضمامة الشباب المؤمن، المتطلع للمعرفة.. عراقيين وبحرينيين معا، ولأن المجرم المقبور صدام، إعتاد على إستباحة وجود الناس.. عدما؛ فإن باقة رياحين المعرفة، هؤلاء، إعتقلوا جمعا وأعدموا من دون تحديد تهمة معينة تستحق التجريم، إنما تنفيذا لوصية معاوية بن أبي سفيان، للولاة الذين يعينهم على العراق،إبان تأسيسه السلطة الأموية، قائلا: “إقتلوا لأدنى شبهة”.
ما زال مصير الجمع المبارك هذا، مجهولا، سوى وصول اخبار غير مؤكدة عن أعدامهم في مقابر جماعية بين كربلاء والنجف الاشرف، بحسب كلام لم تجد له أم أسامة دليلا يصادق عليه، مستخلفة الله في الآخرة.. حسن الثواب، تستنشق عطر حب آل محمد، ينبعث من جثمان نجلها المظلوم، الذي تركها ثاكلا، على أمل أن يلتقيا عند ماء حوض الكوثر، يسقيهما رشفة منه أمير المؤمنين، الذي أقام ولدها في رحاب حوزته، مستشهدا بجواره.
“فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا”!؟