متى يتوقف هدير الدم والوجع ونعيش مثل العالم متى يتوقف الزمن من سلب أحبتنا وأفراحنا ونشعر بالأمن والأمان, هل اقترفنا ذنبا” كبير لنعاقب عليه ,الم تجود في شرائع السماء غفران الم يوجد بهذا الشعب من يستجاب دعائه, أرواحنا ماتت,الطامة الكبرى أننا نعرف من تسبب في موتنا ونحن أحياء, لكن الصمت وثقافة الخنوع والانبطاح والسكوت على الفاسد الذي جردنا من إنسانيتنا, أصبحت جزا من موروثنا
السواد الأعظم من المجتمع العراقي يعانى عبر تاريخه ضروبا” من الأوجاع الغير مقروءة ,أوجاع قاسية غالت في نفسيته وجسده وفكره, أوجدتها الأنظمة الفاسدة التي تسيدت المشهد السياسي منذ نشوء الدولة العراقية عام 1921 , الى يومنا فكان لضروب “الجوع والقتل والإذلال والسجن ” اثر كبير في أفراده(المجتمع) وعزله.,هذا السيناريو السوداوي ظل ملازم للشعب بسبب حيازة السلطة الجائرة وتداولها,ولم يتنفس الصعداء الا في فترة وجيزة بين 58—1963 حتى هذه الفترة عانت من بعض المنغصات, ثم أعيد أنتاج ثقافة الوجع بسيناريو أكثر سوداوية وقسوة واستمر الضغط مع استمرار
التمسك بالسلطة وظل الشعب أسير الأفكار “الشوفينية” تحشره في حروبها العبثية وسياساته الرعناء متى تشاء وعانت شرائح واسعة من المجتمع أبشع أنواع التعذيب والطعن في شرف هويتها وانتمائها, هدف السلطة كان من اجل تمزيق النسيج الاجتماعي واعتماد سياسة”فرق تسد” الدخيلة ,ودفعت هذه الشرائح فواتير انتمائها “المذهبي والعرقي” في المعتقلات والسجون وفي حرب الشر بحثنا عن الكرامة والعروبة وترسيم الحدود..الخ من الشعارات الزائفة. لكن الحقيقة هي تحقيق رغبات دول الجوار الصديقة والشقيقة “حد اللعنة” التي لم تشبع ليومنا هذا من دماءنا, واستمر المخطط
المشبوه واستمرت الأوجاع ونزف الدم,وأعيد أنتاج المسلسل بسيناريو جديد وبأحدث استوديوهات الغرب عملائه وأموال اغلب الدول الإقليمية , وتغيرت وجوه السلطة ولم تتغير الأفكار , وظلت الأوجاع تراوح مكانها بل ازدادت وجع واستهلكت في انتخابات زائفة جاءت في سطور دستور فصل على مقاس صناعه وبمباركة المحتل الذي غير الشواخص على الارض وفقا لما رسمت مراكز أبحاثة واستراتجياته ورؤى البيت الأسود,اما نحن الشعب فلم نكن وفق حساباته بل كنا مجرد أرقام يمكن التلاعب بأعدادها بحاسوبه اللعين, لذلك يجد المراقب للحدث منذ وطئت أقدام المحتل ومريدي سفارته
أرضنا والى الساعة وحمامات الدم مفتوحة على مصراعيها تجري بأدوات القتل المتنوعة, والوجع يزاد وبتنا لم نعرف من أين يأتي من القتل او التشريد او الآلام او الإذلال او الفقر المدقع,.لكن الذي يؤلمنا ويقض مضجعنا ويوجعنا أكثر من الوجع هو أن أبناء جلدتنا وثروتنا هم من أنتجوا ثقافة الوجع.