أسرة آل الحكيم, من الأسر العلمية العريقة في النجف الأشرف, إرتبط تميز هذه الأسرة, بتزعم سماحة السيد محسن الحكيم “قدس سره” للحوزة العلمية في النجف, وأصبح سماحته مرجع الطائفة الأوحد, بعد وفاة آية الله حسين البروجردي قدس سره.
زعامتين حازتمها أسرة آل الحكيم, الزعامة الدينية, والزعامة السياسية.
إرتبط إسم الحكيم بالسياسية, منذ بداية القرن الماضي, فقد كان السيد محسن الحكيم ومنذ شبابه, قائدا لسرايا المجاهدين ضد الاحتلال البريطاني, وقاد تلك السرايا في منطقة الشعيبة في البصرة, كان السيد محسن خلالها عالما ومجاهدا بنفسه.
إستمر النهج السياسي, والخط الجهادي لتلك العائلة الكريمة, ليبرز أكثر خلال فترة تزعم السيد محسن الحكيم للحوزة العلمية, حيث عاصر سماحته كل المتغيرات الجديدة, التي طرأت على الساحة العراقية, من تحول الحكم الملكي إلى جمهوري عام ,1958 ثم الأحداث التي تلتها إلى وصول البعث المقبور لسدة الحكم عام 1968.
في خضم المتغيرات السياسية, ونشاط الأفكار الشيوعية والقومية في العراق, إنبرى أبناء السيد محسن الحكيم للعمل في الميدان السياسي, وتشكيلهم للفكر السياسي الشيعي, ومحاولة مأسسته, ومنها مشاركتهم في تأسيس حزب الدعوة الإسلامية.
كانت مواقف أبناء السيد الحكيم السياسية, واضحة للعيان, وكانت الإطروحات للسيد مهدي الحكيم ويوسف الحكيم ومحمد باقر الحكيم, وقع كبيرا في المشهد العراقي والعربي والإقليمي, حتى قضوا جميعهم شهداء في هذا الطريق.
مارس النظام البعثي, التنكيل, والترويع, ضد أسرة الحكيم, فأعدم كثيرا منهم وهاجر بعضهم إلى إيران.
بعد وصول صدام للحكم, وإندلاع الحرب العراقية الإيرانية, برز دور آخر لآل الحكيم, متمثلا بقيادة السيد محمد باقر الحكيم, للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وجناحه العسكري فيلق بدر.
لقد كان السيد محمد باقر الحكيم عالما ومقاتلا, لم ينزوي في دهاليز الغرف, بل كان حاضرا في الميادين القتالية كافة, يمارس القيادة بنفسه, متنقلا بين الأهوار والجبال, مضحيا بنفسه هو وأخيه ومساعده سماحة السيد عبد العزيز الحكيم قدس سره.
بعد وفاة السيد عبد العزيز, إستلم السيد عمار الحكيم, قيادة المجلس الإسلامي العراقي الأعلى.
السيد عمار الحكيم أعطى مفهوما جديدا للقيادة الشابة, فالكاريزما التي يتمتع بها سماحته, جعلته يحضى بالإحترام والمقبولية من جميع الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية.
خلال الأحداث الأخيرة, والهجمة البربرية لداعش, وإنطلاق فتوى الجهاد الكفائي, لسماحة السيد السيستاني, إنبرى السيد عمار الحيكم, لتلبية تلك الفتوى فلبس الزي العسكري كسيرة آباءه, وكانت كلمته الشهيرة ذات وقع وصدى حين قال “ستكون لنا مع داعش صولة كصولة عمنا العباس عليه السلام”.
نعم كانت صولة أبناء شهيد المحراب, صولة عقائدية, وكانوا مع اخوانهم من باقي فصائل المقاومة يرسمون أروع معاني البطولة والإنتصار.
لم ينأى السيد عمار الحكيم بنفسه عن المعركة, بل كان حاضرا, يشارك أخوته في الجهاد التضحية بنفسه, فقد كان حاضرا في جرف النصر, وديالى وتكريت, وقد شاهدنا بأم العين وقوف السيد الحكيم في الساتر الأمامي وهو يتعرض لنيران الأعداء.