حمل العراق اليوم المجتمع الدولي مسؤولية تدمير تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” لاثاره التاريخية نتيجة تقاعسه عن أتخاذ اجراءات فاعلة ودعا مجلس الامن الى عقد جلسة طارئة للوقوف بجدية لحماية اثاره.
وقالت وزارة السياحة والاثار العراقية ان “عصابات داعش الارهابية قامت بسرقة وتدمير مدينة الحضر الاثارية التريخية برغم صيحات كل الشرفاء وتحذيراتهم للعالم اجمع بأن جرائم داعش ستستمر وتطال مواقع أثرية اخرى في بلادنا الاّ ان التجاوب لم يكن بالمستوى المطلوب فساهم تباطؤ دعم المجتمع الدولي للعراق بتشجيع الإرهابيين على إقتراف جريمة اخرى بسرقة وتدمير آثار مدينة الحضر المدرجة على لائحة التراث العالمي والتي يعود تاريخها الى القرن الثاني قبل الميلاد” .
واضافت الوزارة في بيان صحافي اطلعت على نصه “أيلاف” إن “هذا العمل الجبان قد مسّ هذه المرة إرث مسجل على لائحة التراث العالمي منذ عام 1987 وينبغي أن ينبري العالم ومنظماته الدولية لمجابهة هذا الإعتداء الصارخ على الموروث الإنساني.” وقالت “لا زلنا ننتظر عقد جلسة مجلس الامن الطارئة ومعها وقفة جدية من دول التحالف الدولي للتعاون مع العراق الذي يقاتل لوحده الآن على الأرض من اجل ايقاف جرائم داعش الارهابية, وبخلافه فإن تلك العصابات ستستمر بإنتهاكاتها ناسفة إنجازات حضارية بذل فيها الانسان قرون من المعرفة والإبداع”.
وحذرت من ان ترك هذه العصابات الضالة دون عقاب سيجعلها تجهز على حضارة الانسانية جمعاء حضارة بلاد الرافدين مسببة خسائر حضارية لا تعوض .. وشددت على ضرورة اتخاذ اجراءات فاعلة
تضع حدا لهذا الوضع المأساوي الذي يمر به العالم المتحضر والوقوف مع العراق ضد اعداء الحضارة والانسانية.
وامس السبت قام تنظيم “داعش” بتفجير وتجريف مدينة الحضر الأثرية جنوب مدينة الموصل وسرقة العملات النقدية القديمة منها. وقال شهود عيان إن “عناصر “داعش” قاموا بتفجير مدينة الحضر الأثرية وتجريف المواقع الآثرية بالجرافات والاليات الثقيلة وسرقة العملات القديمة الذهبية والفضية التي كانت محمية في سراديب بتلك المنطقة .
ويوم الخميس الماضي أقدم عناصر “داعش” على تدمير آثار مدينة النمرود بواسطة الآليات الكبيرة والجرافات في خطوة جديدة لمحو جميع الآثار التي تعكس حضارة وتاريخ الموصل. وقال شهود عيان أن “عناصر التنظيم جلبوا معهم الآليات الكبيرة وقاموا بتدمير آثار مدينة النمرود الأثرية الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل”.
وكانت مدينة نمرود مركزاً مهماً للدولة الآشورية منذ حكم الملك الأشوري شلمنصر الأول (1373 ـ 1244ق.م) ثم أهملت لحين تولي عرش الامبراطورية الأشورية من قبل آشور ناصر بال الثاني (883 ـ 859ق.م) وقد عمد هذا الملك إلى جعل مدينة نمرود عاصمة عسكرية للدولة الآشورية، فشيد فيها المباني والقصور منها القصر المعروف باسم (القصر الجنوبي الغربي)، فضلاً عن معبد (نابو) وبنى له قصراً جديداً بالقرب منه، كما عمل على تجديد هذه المدينة وأعتنى بزقورتها التي تعد من أهم زقورات العصر الآشوري.
والخميس الماضي طالبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونيسكو” مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع طارئ عقب نشر تنظيم “داعش” فيديو يظهر تحطيمه آثارا بمتحف الموصل. وقالت مديرة “يونيسكو” إيرينا بوكوفا إن “هذا الاعتداء هو أكبر بكثير من يكون مجرد مأساة ثقافية، إنه أيضا شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق”.