ان الجهد الاعلامي الذي قاده الفاسدون خلال فترة الانتخابات الاخيرة كان مركزا على ان يكو هناك تشويش على تحديد موقف المرجعية الواضح من الحكومة السابقة وخصوصا قائد تلك الحكومة وجندت تلك الابواق الشيطانية كل الجهود المتاحة من اجل الوصول الى حالة التشويش المقصودة وهذا الامر سببه واضح جدا لان الخوف كان يعتري تلك الحكومة الفاسدة التي ما انفكت تجند الصفحات المزيفة لتشويش صورة المرجعية في اذهان اتباعها من السذج والمغفلين واصحاب المصالح الضيقة الذين اعتبروا مصلحتهم الشخصية هي مصلحة البلاد والعباد .
وكان المؤمل ان تكون الاعمال العسكرية مجندة ضمن الجهد المذكور لتغيير المسار الذي انطلقت باتجاهه بوصلة الحقيقة .
هذه المسالة المصيرية .
فبدات عملية التسقيط تنال حتى المرجعيات الدينية لان الاحزاب الفاسدة لا تعرف كبيرا غير الشيطان الذي اوحى لهم ان مصالحهم اهم من كل الموجودين في هذا البلد مهما كانت مكانته عند الله تعالى .
ولان الجذر الذي انطلقت منه هذه الاحزاب هي الرغبة في التسلط على كل شيء فقد رخصت عندهم دماء ابناء البلد وصار الظلم والفساد مبررا وليس غريبا الان ان تسمع ان بينهم قتلة وناشرون للفساد ومبتزون والصورة تتضح يوما بعد اخر للشعب المخدوع باعلام الحكومة الفاسدة .
وكان الراي الذي حرصت الحكومة الفاسدة على عدم وضوحه هو راي المرجعية العليا في هذه الحكومة حتى وصلت ايام الانتخابات ,وتبين ان هناك مراسلات قامت بها تلك الاحزاب لتبريء ذمتها من فساد امينها فكان الجواب واضحا جدا وهو التغيير .
وفي اروقة اللقاءات الخاصة بتلك الاحزاب واتباعها تجد الكلام اللاذع يوجه بصورة صريحة لوكيلي المرجعية ومعتمديها الذين صرحا براي المرجعية في هذه القضية فكان التقليد تارة والسب تارة اخرى من الكبير والصغير من الفاسدين وعلى صفحات ماجورة وخاص بهذه المهمة.
ولكن ما ان ظهرت تلك المراسلات وظهر العديد من اساتذة الحوزة يصرحون بلزوم تغيير الحكومة الفاسدة حتى صار الراي واضحا وان المرجعية قد طردت المالكي ومن معه من الحكومة من رعايتها وحتى من النصيحة التي كانت تبديها لها خلال السنوات الماضية والتي ثبت من خلالها ان الفساد والمال الحرام هما شعار هذه الحكومة ومن فيها بغض النظر عن الثمن الذي قد يدفع هنا او هناك .
وبعد مرور ستة اشهر على تلك الحالة وحصول الغرض المنشود وزوال حكم الفساد عن العراق الجريح صار واضحا ان المالكي هو طريد المرجعية .
وبسبب طول المدة التي تفصل بين هذه الحالة وما نحن فيه الان يجب الا ننسى ان المالكي كان مطلوبا للعدالة الالهية الممثلة بالمرجعية الدينية وان جهود المرجعية المكثفة لم تكن شيئا عابرا وانما كان ضرورة وان السكوت كان امرا غير مسموح به ابدا لان الخطر المحدق بالبلد كان كبيرا وهذا ما حصل بالفعل وبلغ من شدة رغبة المرجعية في لتغيير انها اوصلت رسائل صريحة الى جهتين تعملان في العراق وهما امريكا وايران اما الاولى فعن طريق الاعلام وخطب الجمعة وطرد المالكي من بابها واما الثانية فعن طريق من وصل الى المرجعية من ممثليها خلال تلك الفترة وكان الخطاب شديدا وفهم الكثيرون من اتباع الطرفين ان المرجعية تهدد الطرفين بان تدخلهم لن يكون مسموحا به بعد الان في هذه القضية بالذات …
واليوم لا يوجد شك في ان المرجعية نصحت السياسيين واكثرت في النصح ولما تيقنت من عدم النفع اغلقت الباب امامهم رغم التوسلات الطويلة للحصول على لقاء ولو من دون كلام لكنها طردت جميع افراد الحكومة وخصوصا من كان يكذب على لسانها على بعض اصحاب المصالح ويروي لهم قصصا من كيس ابي هريرة .
والان صار واضحا ان المرجعية لها طريد واحد وهو المالكي وكل من يؤيده فهو مشمول بهذا الامر لان تاييد الفاسد الواضح الفساد فساد ..ولما تغيرت لوجوه التي لم تات بالخير للبلد سكتت المرجعية عن هذه القضية حتى حين لان التغيير ليس مطلوبا مطلقا وانما هو مطلوب من اجل تحسين الوضع العام وفي كل مفاصل الدولة .
لكنها كانت تريد ان ترسل رسالة واضحة الى الجميع في الداخل والخارج ان المالكي طريدها وقد فعلت ..