26 نوفمبر، 2024 10:44 ص
Search
Close this search box.

التاريخ محوري يعيد تكرار نفسه العبادي قبس من نور علي (ع)

التاريخ محوري يعيد تكرار نفسه العبادي قبس من نور علي (ع)

“قال: إني أنست نارا، سآتيكم بقبس منها”
الديمقراطية، بأبسط تعريف لها، تعني: “الأخذ برأي الأغلبية، مع إحترام رأي الأقلية” وإختيار د. حيدر العبادي، لرئاسة الوزراء، جاء بمحض إجماع، لم يسعَ له، بل الحاضنة الديمقراطية، التي يتدفق نبض العراق، حيويا بموجبها، هي التي رست عليه، في ظرف بالغ التعقيد، كاد ينسف تجربة تحرر العراق من ربقة الديكتاتورية، ويلقيه في لهيب إستعار الحرب الأهلية الهوجاء، التي تضيع في ضرامها التأملات، كالماء الزلال في ارض سبخة.. “أيش يفيدك عقلك إذا تسودنت الناس”.
وهي واحدة من فترات سبق ان تنبأ بها الرسول محمد.. صلى الله عليه وآله: “خيركم من سكت”!
 
الخلافة كرها
جيء بالامام علي.. عليه السلام، الى الخلافة، وهي كره له، في تداخلات تاريخية، طوحت دولة “لا إله الا الله” في لحظات أوشكت ان تطيح بأركانها؛ لو لا أن رحم الله المسلمين بعلي، شفيعا لإنتشالهم من أخطائهم، التي تسلطت على رقابهم.. مجزرةً.
ولكي نتعظ، ونغني أنفسنا.. مجتمعا وأفرادَ.. من الوقوع في الاخطاء ذاتها؛ يجب ان نقرأ التاريخ جيدا، ونفيد من حكمته، في تدعيم قواعد الحاضر، وترصين أعمدة المستقبل، وفق رؤيا واضحة، لا تضببها أطماع وتشوشها مخاوف.
فالتاريخ محوري، كالاسطوانة الدائرة، تعود الى نفس النقطة، بعد كل (فرة) فلا ندعها (تفتر) من دون ان نفكر في كيفية تحاشي الوقع، في الأخطاء نفسها.. مرة أخرى.
والفرصة أمامنا الان، بإتباع د. العبادي.. سيرا على الطريق الصحيح، يمكننا أن نجمّل وجه التجربة الديمقراطية، الذي شوهه الإنفلات الامني والفساد المالي والارهاب، مستجيبين للإجراءات الجادة التي ننتظر الإقدام عليها، بعد الإنتصار على “داعش” إن شاء الله.
حينها نلتفت الى تقويم الانحرافات في بنية الهيكل العام للبلد، حتى يعود “ليرة ذهب” و”بلورة كريستال” و”ماس نقي” يضمن رفاه شعبه، متمتعا بثرواته التي كتب عليها ان يبددها الطاغية المقبور صدام حسين، في الحروب، التي أسفرت عن جوع الحصار.. الممض؛ جراء العقوبات الدولية، التي ألحقها بالعراق؛ فأخمصت البطون وأرمضت الحجر وجففت الضروع وأجدبت الزرع.
وبعد الطاغية، حل كابوس الفساد والاغتيالات والاهمال، على أيدي رجال “موش أجاويد” جروا ويلات شغلت الناس عن ملاحقة إختلاساتهم المفضوحة، لا يعنون بتخبئتها، زاهفين بالقانون والقضاء وحرمات الحق!
 
همة إجرائية
الهمة التي يفكر بها العبادي، وخطط العمل، والخطوات الاجرائية، التي أقدم عليها، تبشر بأن آثار إثنتي عشر عاما مضت ونحن نلطع دماء الجروح التي أثخنها الطاغية في جسد العراق، سيعنى بتضميدها.
ولأن “الناس على دين ملوكها” و”الخير يخير” فأنني أجد لو إلتف الشعب مخلصا، حول النوايا الجادة، التي يهم بها العبادي؛ لتخلصنا من المفسدين، الذين يضيق عليهم الخناق في الاجواء الصحية، تنبذهم الامكنة النظيفة، ولما وجدت “داعش” موطئا لأقدامها النجسة، فوق أرضنا الطاهرة.
 
إتمام المعنى
ثمة جزء مهم من تعريف الديمقراطية مهمل، يتوجب التذكير به: “إحترام رأي الاقلية” في عز التأسيس على موقف الأغلبية.
وأتمنى ان اقول “الاكثرية” في هذا الموضع، بدل “الاغلبية” لأنها آتية من “الغلبة” ونحن لا نريد لعجلة البلد ان تدور على أساس “الغلب” أي “القهر” و”الاستقواء” إنما تجري الحياة على أرض الرافدين، بهدي الآية القرآنية الكريمة: “ريح وريحان وطيب مقام” تكاملا مع الآية الإنجيلية المقدسة: “ليس لدى الرب امرا محالا”.
وبهذا نحقق معجزات ونحن نحيا برفاه رخي لا قلق ولا إحتقانات أثنية فيه؛ إذا أحسنا إختيار من نوليه المسؤولية، وفق عقد جان جاك روسو الاجتماعي، وإلتزمنا خيارنا الوطني بحق!
 “ولسوف يعطيك ربك فترضى” شارحا صدورنا للتفاؤل والمحبة والولاء المسؤول أخلاقيا.

أحدث المقالات