23 ديسمبر، 2024 7:38 م

نصيرية و زيدية و مرجعيات … نماذج لانتحال التشيع وسفك الدماء‎

نصيرية و زيدية و مرجعيات … نماذج لانتحال التشيع وسفك الدماء‎

المطلع على تاريخ المذهب الشيعي الإمامي ألاثني عشري, يلاحظ وبكل وضوح مدى الابتلاءات التي صبت على هذا المذهب, من قبيل الأفكار والشخصيات المنحرفة التي دخلت هذا المذهب وسببت انحراف كبيرا فيه, حتى أصبح ذلك المذهب من أكثر المذاهب الإسلامية بغضا وكرها ومقتا, وبدأ ذلك من المنحرف الضال عبد الله بن سبأ وتوالت الانحرافات واحدة تلو أخرى بتنوع المستويات والشكليات, فتارة تجد شخص وتارة أخرى حركة وغيرها دولة, فكان – ومازال – انتحال التشيع هو الستر والغطاء الذي يستخدمه الكثير من أجل الحصول على المصلحة الشخصية والمكاسب الضيقة المريضة وإن أضرت وشوهت ودمرت هذا المذهب.

وقد ازدادت سوداوية صورة هذا المذهب بشكل اكبر وأوسع بسبب بعض الرموز والشخصيات والحركات التي تدعي التشيع كذبا وزورا ونفاقا وافتراءا, وهؤلاء جميعا يمثلون امتدادا طبيعيا لتلك الحركات والأفكار والشخصيات والدول السالفة التي انتحلت التشيع, مثل الدولة الزيدية والإسماعيلية والفاطمية والعلوية والقرامطة … الخ, ومن التطبيقات الصريحة والواضحة لتلك الدول الآن, بشار الأسد في سوريا, والحوثيين في اليمين, أما في العراق فالكل اجتمع تحت عنوان التشيع انتحالا لهذا المذهب وليس واقعا.

ففي سوريا من يحكم الآن هو بشار الأسد وهو من الطائفة النصيرية التي انتحلت التشيع,  لكنها في حقيقة الأمر ليست بشيعية امامية اثني عشرية, وإنما فرقة أو طائفة شذت عن مذهب الامامي بفكرها وسلوكها وتطبيقاتها, فبعد وفاة الإمام حسن العسكري – الإمام الحادي عشر – يعتقد الشيعة أن ابنه الإمام محمد بن حسن المهدي قد غاب “غيبة صغرى”، حيث أنه رغم احتجابه عن عامة الناس إلاّ أنه كان يستطيع الإجابة عن المسائل الفقهية التي كانت ترسل إليه عبر وسطاء محددين، وهم ما سماهم الناس “السفراء”، وهم أربعة أشخاص.

إلاّ أن مجموعة أخرى من الشيعة كان لها اعتقاد آخر، حيث لم تؤمن هذه الجماعة بهؤلاء السفراء وإنما آمنت أن محمد بن نصير النميري هو “باب” الإمامين الحسن العسكري وابنه محمد المهدي، مثلما كان الإمام علي باب الرسول محمد استنادا إلى الحديث “أنا مدينة العلم وعلي بابها”, إذن اعتبرت هذه الجماعة محمد بن نصير اقرب الأشخاص إلى الإمامين الحسن العسكري والإمام المهدي وأكثر الناس معرفة بعقائدهم ودينهم وأحاديثهم, فسماهم الناس “النصيرية” نسبةً إلى محمد بن نصير, ويسمون أنفسهم كذلك بالعلويين.

واسم علوي كانت له دلالات كثيرة في التاريخ, فكان يطلق على كل من تولّى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ووافقهُ وسارَ في نهجه, ثم صار يطلق على ذريته فقط، وأحيانا على من يؤيد حكم ذريته, وفي عهد الصفويين أطلق الاسم على طائفة في شرق الأناضول تقول بتأليه علي بن أبي طالب عليه السلام فسماها الأتراك “علي إلاهي” والنصيرية ممن يغالون في الإمام علي عليه السلام.

أما الحوثيين فهم طائفة أو فرقة انشقت عن مذهب التشيع الإمامي ألاثني عشري, فهم يرجعون إلى الطائفة الزيدية التي تقول بإمامة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام, ويقولون بإمامة الإمام الذي قتل بالسيف فقط ومن لم يقتل بالسيف عندهم ليس بإمام, وهم أيضا لا يقولون بعصمة الأئمة ولا يؤمنون بالغيبة – غيبة الإمام المهدي – ومن شروط الإمامة لدى الزيدية أن يكون – الإمام – عالماً في الشؤون الدينية، صالح وتقي، لا يعاني من عيوب جسدية أو عقلية ومن سلالة علي وفاطمة بنت النبي محمد، لكن علماء المذهب الزيدي أصدروا فتوى تقضي بإسقاط شرط النسب الهاشمي للإمامة!!.

 تنتشر الزيدية في شمال اليمن ويشكل أتباع المذهب الزيدي ثلث تعداد المواطنين  في محافظات صعدة وصنعاء وعمران وذمار والجوف وحجة. وتتواجد أقلية إسماعيلية زيدية صغيرة من مواطني السعودية في منطقة نجران في جنوب السعودية, أول من أدخل المذهب الزيدي إلى اليمن الإمام يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي، المعروف بالهادي, في نهاية القرن الثالث الهجري, وقد استطاع الهادي أن يقيم دولة له في صعدة شمالي اليمن, فكان المؤسس الأول للدولة الزيدية, وقد خاض الزيدية خلال تاريخهم حروباً عديدة مع القرامطة الباطنية. استمر حكم اليمن بيد أولاد الهادي وذريته حتى قيام الثورة اليمنية سنة 1382هـ (1962م) أي استمروا بالحكم فترة مدتها أحد عشر قرناً.

و حركة أنصار الله هي حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من صعدة في اليمن مركزا رئيسيا لها, عرفت باسم “الحوثيين ” نسبة إلى مؤسسها حسين الحوثي الذي قتل على يد القوات اليمنية عام 2004, ويعد الأب الروحي للجماعة, تأسست الحركة عام 1992 نتيجة مايشعرون أنه تهميش وتمييز ضدهم من الحكومة اليمنية, تنتمي قيادة وأعضاء الحركة إلى المذهب الزيدي.

أما الشخصيات والرموز والمرجعيات التي تدعي التشيع في العراق, فهي كثيرة جدا, وما يدل على إنها تنتحل التشيع هو السلوك العام لتلك الشخصيات والمرجعيات والرموز, والذي يخالف وبشكل كبير جدا المنهج والسلوك والأفعال والأدوار التي كان يمارسها الأئمة عليهم السلام, فقد وجدت شخصيات ومرجعيات تدعي التشيع, أسست وتؤسس لمنهج لا أخلاقي ولا شرعي ولا ديني ولا إنساني من قبيل السب والشتم والطعن بعرض النبي الخاتم محمد “صلى الله عليه وآله وسلم”, وكذلك وجود مرجعيات خاوية خالية فارغة من الناحية العلمية وهذا خلاف لنهج آل البيت عليهم السلام الذي هو بالأساس خلاف للمنهج القرآني الإلهي, وهذا ما يسبب كثرة الفتن والشبهات وقلة التحصين الفكري والعقائدي, فمن كان مدعِ لمنصب أو مكانه وهو ليس كفؤ لها وهناك من هو اعلم فيها منه, فان الله سيكبه على منخريه في نار جهنم كما ورد عن صادق آل البيت عليه السلام, وهذا هو أساس الانحراف عن التشيع, لكن الإعلام ودوره الفعال اخذ مأخذه في تثبيت هكذا شخصيات ورموز على إنهم شيعة إمامية اثني عشرية. 

فهذه الدول والحركات والشخصيات والرموز والمرجعيات انتحلت التشيع وتسترت به من أجل مصالح شخصية ونفعية وسعي خلف المنصب والجاه والسلطان, وليس حبا بالمذهب ولا خدمة له أو للإسلام بصورة عامة, فتجد كل ما صدر ويصدر منها هو عبارة عن سفك للدماء والقتل والتهجير, فهذا النصيري الأسد, وذاك الزيدي الحوثي, وهؤلاء الشخصيات والرموز والمرجعيات, يقتلون ويسفكون الدماء تحت عنوان مذهب التشيع, وهذه مرجعيات تفتي بالطائفية وتسب وتشتم بالنبي وصحبه وزوجاته باسم مذهب التشيع, ومذهب التشيع براء من هؤلاء جميعا وممن سار ويسير خلفهم.

وهذا الأمر أكد عليه المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الوطن المصرية بتاريخ 21 / 2 / 2015 م, في جاب لسماحته على سؤال الصحيفة عن سبب تخوف العالم الاسلامي من التشيع, فكان الجواب …

{ …- بالتأكيد السياسيون والانتهازيون يتخذون الإسلام والطائفة والمذهب للتغرير والاِرتزاق والاستئكال والتسلط وتخدير الشعوب والاستخفاف بها وسلب مقدراتها وحتى الوصول بها إلى الانحراف الفكري والأخلاقي، وهذا لا يختص به مذهب دون آخر بل لا يختص به دين دون آخر ولا تختص به قومية دون أخرى، وأما تسليط الضوء على المذهب الشيعي في هذه المرحلة فهناك أسباب، ومنها أن الأحداث والفتن معظمها يقع في العراق ولأن أهل السياسة والدين المعاصرين هم الأسوأ في العراق على طوال التاريخ.

– يعني أن الشيعة الانتهازيين منتحلي التشيع جلبوا السمعة السيئة على مذهب التشيع، فلا بد أن يتخوَّف العالم الإسلامي والعربي من هؤلاء وأمثالهم فإن المذهب الشيعي وأئمته تخوفوا من هؤلاء وحذروا منهم ومن فِتَنِهِم، فالإمام على بن موسى الرضا عليهما السلام قال ” إن ممن ينتَحِل مودتنا أهلَ البيت مَن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال”…}.