أظهرت عملية لبيك يا رسول الله، ووصولها إلى مراحل متقدمة، عن عجز تنظيم داعش بالدفاع عن دولته المزعومة، التي ما كان له أن يعلنها، لولا الهرج والمرج من قبل بعض السياسيين، الذين فشلوا بالإستحصال على ما يبتغونه من السلطة، وأيضا الخيانة لشرذمة من ضباط الجيش والشرطة السابقين، بسبب إرتباطهم بحزب البحث المنحل.
كشفت الخطة العسكرية التي وضعت لتحرير تكريت، عن مدى فعاليتها، وقدرة القوات المشتركة على دحر التنظيم الإرهابي داعش، فخلال أيام تمكنت القوات المسلحة، مدعومة بفصائل الحشد الشعبي، من تطهير المدن المحاذية لتكريت وتحريرها بالكامل، دون الحاجة إلى تدخل قوات التحالف الدولي، والتي أثبتت مدى فشلها بضرب مواقع التنطيم الإرهابي، والفديوهات التي حصل عليها الحشد المتمركز في الخطوط الأمامية، برهنت على وجود تواطئ بين تنظيم داعش، وبعض دول التحالف الدولي، من خلال إلقاء المساعدات العسكرية، لبقاء التنظيم صامدا، بوجه القوات العراقية المشتركة لإدامة زخم الحرب.
تقدم ما كان ليتحقق؛ لولا التعاون الكبير الذي أبدته العشائر السنية في صلاح الدين، حيث أستقبل أبناء العشائر، ونساؤهم شباب الحشد الشيعي، في دليل واضح على وطنية الحشد، الذي أمتثل لفتوى السيد علي السيستاني، في الدفاع عن العراقيين دون إستثناء، الزغاريد ودبكات النساء ،وفرح الأطفال الجياع، وأهازيج العشائر، الذي توافدوا من أجل مصافحة وتقبيل الجندي العراقي .
هكذا كان الإستقبال حارا، والذي لم يتمكن شيوخ الأزهر من رؤيته، بسبب التظليل الإعلامي الذي مارسته القنوات الخليجية، وما تصريح البرادعي؛ الذي كشف في وسائل الإعلام، عن دفع الحكومة السعودية لثلاث مليارات للأزهر، من أجل هذا البيان بغريب.
المملكة السعودية سيطرت على المشهد المصري، فكانت وراء الإطاحة بالرئيس الإخواني، من خلال الإنقلاب الذي قاده وزير الدفاع السابق والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، والذي ملأ سجون مصر بجماعة الأخوان المسلمين، مقابل دعم عسكري ومالي وإقتصادي.
الأبواق التي تطبل وتصرخ في القنوات الخليجية، ما هي إلا طنطة ذباب لا يسمعها أحد، فزئير الأسود، وصوت الرصاص هو ما يعلو صوت المعركة، والعمليات العسكرية أوقفت القتال، بانتظار إجلاء المدنيين المحاصرين، والذي أتخذهم تنظيم داعش دروعا بشرية، ليطيل من أمد المعركة، ما هي إلا ساعات بعد قيام طيران الجيش إلقاء المنشورات، التي تحذر المواطنيين لساعة الصفر، وإستعدادهم لإستقبال القوات العراقية المشتركة.
هذه العمليات اثبتت قوة العراقيين بالتصدي لداعش، دون الإستعانة بالتحالف الدولي، هذا الفعل أغضب الأميركان، الذين أرادوا التصرف بما يشاؤون، ولكنهم فشلوا بعدما حقق أبطال العراق، خلال مدة قصيرة هذه الإنجازات الكبيرة، في حين خططوا لثلاث سنوات للقضاء على داعش.
الحقيقة أن ظهور اللاعب الإيراني، ودخوله اللعبة؛ هو ما جعل الأميركان وحلفاؤهم من العرب، ينتابهم نوع من الهستيريا، لم يستطيعوا إخفاؤه .