مايجري بهذا البلد لايجعل الأمور ستستقر …عندما دخلت أمريكا بعسكرها عام 2003 بحجة كاذبة حول أسلحة الدمار الشامل …في حين دخلت الجارة أيران على الخط بحجة حماية المقدسات لكن الواقع يشير الى غير ذلك وهو الوقوف الى جانب دعم سورية والتواصل مع حزب الله وكلا الموقفين يتعارضان مع طموحات أمريكا …وعلى العموم ليس واضحا شكل ونوع الصراع وكيف سيكون …وعموما المصالح هي التي ستحدد توجهات أمريكا في التدخل وهذا واضح ومعروف …أما أيران فأنها في الواقع تعمل على أبعاد الشيطان الأكبر عن حدودها …مع طموحها بأنجاز المشروع النووي السلمي …وأفساح المجال للتمدد في المنطقة …هذا سجال يجري الأعتقاد أنه سيستمر …فعند خروج أمريكا من العراق مع توقيع الأتفاقية بينهما …قد وضعت لها حجة أخرى ومبرر للتدخل وهي داعش…ودفعت بقطر وتركية والسعودية (بربيعهم العربي )للتدخل في سورية والعراق …وأصبحت الأتفاقية الأمريكية العراقية كأنها مجرد ورق لا يستطيع أن يبعد أيران في حين يرى العالم أن داعش تبسط نفوذها وتعطي المبرر تلو الآخر لتدخل الجنرال قاسم سليماني قائد جيش القدس ومستشاريه …هذا التدخل أثار حفيضة أمريكا بأشخاص قائد القوات الأمريكية (ديمبسي )ووزير الدفاع (كارتر )ووزير الخارجية (كيري )بأدعائهم أن الجيش العراقي لا زال ضعيفا ويحتاج الى وقت وأجهزة وتدريب …لكن موقف المرجعية وظهور الحشد الشعبي قلب الطاولة …وأثبت مع الجيش العراقي أنه ذراع قوي وصارم أثبتته ساحات الوغى والنزال …لذلك فأن عصابات داعش بمعزل عن الصخب الأعلامي ليست بتلك القوة التي يصورونها …كما أن تصرفات القوات الأمريكية تثير الشكوك وعدم المصداقية …وخاصة بعد تكرار قصف الطيران الأمريكي للقوات العراقية في الأنبارمما أدى أستشهاد (22 جندي ويقال 50 جندي أضافة الى قصف مناطق تواجد القوات العراقية في ديالى والفلوجة )وأمداد داعش بالذخائر والعتاد وأجهزة أخرى أضافة الى مواد تموينية (وعلى عينك يا بلد )هذا الضجيج الأعلامي والمبالغة بأفتعال أخطاء الحشد الشعبي وتضخيمها وكأنها حقيقة واقعة …ثم هناك جهات دولية لازالت تتمنى بقاء العراق في حالة تناحر دائم …يتمزق بسببه البلد مذكرا دعوات الحاكم سيئ الصيت بريمر عندماأبلغ السياسيين أنهم يتحدرون من خلفيات طائفية ومكونات ليست بالضرورة سياسية
اليوم بدأت تتوضح الصورة لتزييف الحقائق …وتأجيج حالات التناحر …وزرع الحقد الطائفي …شعبنا يخاطب من أرتضوا أن يكونوا أدوات أمريكا ورهطها …وما أذا كانوا يرغبون بعودة أمريكا لتتحكم بمقدرات هذا البلد …وأن يبقى ممزقا …وماله مبدد …وشعبه مقيد يأن من جراحه …وحكامه منغمسون حتى النخاع في الفساد ولازالوا …فمن سيدفع ثمن هذا الرهان يا ترى ؟…بين قطب أيراني صاعد يبحث عن ملئ الفراغ وآخر أمريكي المتوقع حسب ما يشار اليه أنه سيأفل نجمه ويضعف مركزه في المنطقة …فمن سيظفر بالمنطقة ويعزز مركزه حتى لو تم ذلك على حساب دماء أبنائها وتشتيت وتشرذم شعوبها.