23 ديسمبر، 2024 7:54 م

التضخم الذاتي…عقدة نقص وإبتذال أخلاقي!‎

التضخم الذاتي…عقدة نقص وإبتذال أخلاقي!‎

فتح المسلمون العالم من اﻷندلس الى بلاد الصين شرقا ومن بحر ايجة الى اندونسيا جنوبا،وكان نشر الفضيلة واﻷخلاق العليا واخراج الناس من الضلالة الى الهدى،هي اﻷهداف اﻷساسية لتلك الفتوحات،ووضع اﻷسلام مقياس التفاضل بين المسلمين كافة وهو التقوى كما جاء في قوله تعالى:(ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم).
وايضا اوجب علينا اﻹقتداء برسول الله صل الله عليه واله،كما قال سبحانه وتعالى:(وكان لكم في رسول الله اسوة حسنة)،فاﻹقتداء يضعنا على طريق الحق والصواب والتوازن النفسي واﻹعتدال الشخصي،وبدونه فليس اﻻ الزيغ والتهور والسقوط اﻷخلاقي في هاوية الهوى.
ولكن يعيش اليوم أغلب اصحاب القرار إعتدادا ذاتيا مفرطا،وتضخما شخصيا مظلما،وهذا يدل بالقطع الذي ﻻيحتاج الى دليل على عقدة نقص في نفوسهم يحاولون باﻹعتداد والتضخم تعويضها،ولكن أنى للمفلس ان يصبح مليارديرا اذا كتب صكوكا بلا رصيد!وكيف للمجنون ان يصبح عاقلا،اذا حاول التشبه بالعقلاء!
يقال ان بهلول قال للرشيد العباسي :لو ضايقك اﻹدرار(البول)وقالوا لك:ﻻنسمح لك بالتخلص منه اﻻ بنصف ملكك؟
قال الرشيد:أعطيهم نصف ملكي.
فقال بهلول:لو شددوا عليك وطلبوا ملكك كله؟

قال الرشيد:أعطيهم إياه!.
فقال بهلول:اذا كان ملكك يساوي قطرات إدرار فلم تظلم الناس!.
فمن من هؤﻻء عنده ملك هارون الرشيد حتى ينتفخ ويتضخم ذاتيا! هذا يذكرنا بقصة البقرة والضفدعة التي كنا نقرأها في الصف الثاني اﻹبتدائي.