اشار تقرير نشرته صحيفة [ وول ستريت جورنال ] الامريكية . ان العراق صنف في المرتبة التاسعة من بين الدول الاكثر امتلاكا للموارد الطبيعية في العالم . واشارت الى ان تلك الموارد تبلغ نحو 15.9 تريليون دولار من النفط والغاز والفوسفات . وتشير تقارير الامم المتحدة .. الى ان الحكومة العراقية تستطيع الاستفادة من تلك الخيرات ..في ترفيه شعبها واسعاده اذا ارادت . لكن تقارير الامم المتحدة ايضا تشيرعلى لسان , ستيوارت بوين . المسؤول عن ملفات تدقيق هدر الاموال العراقية المستمر , ان حوالي 100 مليار دولار قيمة الاموال العراقية التي هدرة .
وان معظمها تسرب الى بنوك الامارات العربية المتحدة وبيروت . ان من الغريب ان يكون العراق ضمن الدول الغنية , وشعبه من افقر الشعوب , وكأن الاموال الهائلة خصصت للمسؤولين فقط وليس للشعب اي علاقة بها لا من بعيد ولا من قريب . فالمسؤول ينهب بالمال العام ولا يجد اي نوع من المسائلة .. لان من يسئله ويتصدى لسرقاته [ حرامي ايضا ] وليس لديه اي اعتراض على تلك الاعمال التي اصبحت واقع حال في كل وزارة ومؤسسة . ونحن نشاهد الدول النفطية . وهي تعمل كل ما بوسعها لصرف تلك المليارات لاسعاد شعبها وترفيهه , ونشاهد الفرق الشاسع بيننا وبينهم في كل شيء ..
فبيوت المواطنين كبيرة وجميلة , والرواتب عالية تساعدهم على الانفاق وتامين مستلزمات الحياة اليومية , والفقر ليس له مكانا في ربوعهم , والارض خضراء على طول الطريق , والعمارات الجميلة وسط المدن , والعمل جار على قدم وساق لبناء الجسور والانفاق و الشوارع , والقطارات التي تقل المواطنين صباحا الى اعمالهم .
والحدائق الغناء والمتنزهات , والنعمة التي هم عليها .. وشوارعهم التي تكاد تخلو من المتسولين الذين تعج بهم شوارعنا في كل قرية ومدينة . والاكثر من هذا وذاك .. فهم يدعون الله سبحانه وتعالى ! في الليل والنهار , ان يحفظ ولي امرهم , او حاكمهم . ويتمنون له الصحة والعافية وطول العمر . لانه انصفهم بالحق , واعطى كل ذي حق حقه . ولم يضع المال كله في جيبه الخاص , كما يفعل اصحابنا الذين لا يخافون الله عز وجل ! يوم يقفون امامه ويسئلهم عن مال الشعب المسكين الذي يموت بعض ابنائه لعدم تمكنهم من دفع ثمن الدواء , او ثمن العملية الذي يعجزون عن تامينه , فيضطرون الى دفع حياتهم ثمنا للعوز والفاقة .
ومع ان خيرات العراق لا تنضب , فقد اعلنت وزارة النفط العراقية [ان قدرة العراق التصديرية ستبلغ 7 ملايين برميل يوميا عام 2015 . وقال مدير العقود والتراخيص النفطية في الوزارة عبد المهدي العميدي . ان هذه الكميات يمكن الحصول عليها عندما تستكمل وزارة النفط بناء المنصات العائمة هذا العام ] . الا ان الشعب العراقي لا يتفائل بتلك الزيادة ..[ فلا ناقة له فيها ولا جمل ] . والمليارات الحاصلة من الزيادة تذهب الى جيوب المسؤولين وتودع في بنوك الخليج ولبنان , حسب التقارير الواردة من هيئات خاصة في الامم المتحدة التي لا تخفي عليها شيء وتستسقي معلوماتها من مصادر رفيعة المستوى , لا يمكن الشك في مصداقيتها , وليس لها مصلحة في تشويه سمعة فلان وفلتان . وهذه الزيادة الحاصلة في سعر النفط او في حجم تصديره , لن يسعد بها شعبنا المظلوم ! الذي ما ان يخرج من مصيبة حتى يقع باخرى .. هذا الشعب البطل الذي قدم الغالي والنفيس من اجل وطنه وشعبه, ولولا تضحياته الجسيمة .. لكان العدو الداعشي الان داخل العاصمة يعيش بها قتلا وخرابا . والمفروض ان يقابل بالمزيد من الحب والتقدير لما قدمه من تضحيات .. فقد بيض وجوهنا جميعا .. واثبت بالملموس , بان تراب العراق لا يمكن ان يداس , ويتوهم من يظن غير ذالك . واثبت تلك النظرية بالفعل لا بالقول .. وخاض غمار الحرب الضروس .. وقابل عدو من طراز فريد .. لا يعبء بالحياة ولا يحسب حسابا لعدوه .. واستقبله العراقي [ ابن الملحة ] بقلب فارقه الخوف , واستحكم فيه الايمان بالله سبحانه وتعالى ! وبحتمية الفوز بجنة الخلود التي لا يدخلها الا من جاهد في سبيل الله والوطن , بقلب سليم ونية صافية ! .
ان التاريخ لن يرحم , وان الدنيا لن تبقى على حال , وان الصفحات ستكتب ما كان عليه المرء من فعال [ ولو دامت لغيرك لما وصلت اليك ] . والذكر الطيب هو من يسعى اليه اصحاب الانوف العالية والصدور العريضة والقلوب المفتوحة . وان الكرم اصل الشرف ومنبع الطيب , وان السرقة والنهب لا يخلفان , الا سواد الوجه والذكر السيء , والسمعة المشكوك في مصداقيتها , والتي ستترك وصمة عار في جبين السارق لا تفارقه ابدا , يخلدها التاريخ مهما طالت الايام والليالي ..