بين يدي الآن .. أسبوعية البصائر.. لعدد 743، صفحة 11، مقالا يتحدث فيه صاحبه عن الأستاذ البليغ محمد الأكحل شرفاء.. رحمة الله عليه..
هذه الأسطر لاتتعرض إطلاقا للمقال، إنما تتعرض لصورة الأستاذ البليغ التي أرفقت بالمقال، فالمتأمل في الصورة، يرى جيدا أنها لاتليق بالمقام العلمي والأدبي والاجتماعي للأستاذ محمد الأكحل شرفاء، وتسىء إلى تاريخه العلمي..
الصورة تظهره في أسوء الوضعيات .. وهو يخرج لسانه.. وكأنه أحمق أو غبي .. وحاشى للأديب الفصيح، أن يكون ذلك ..
الصورة لا علاقة لها بكبر السن ولا بالمرض، فكان يمكن إختيار صورة لائقة، ختى ولو في أواخر أيامه، حيث المرض وكبر السن ..
إن الدول ، تختار أحسن صورة لقادتها وزعماءها وقادة الرأي ، فتظهرهم في أحسن صورة، وتمنع نشر الصور التي تراها لاتناسب مقامهم، ولو كانوا على فراش المرض، أو كرسي متحرك.
منذ عامين فيما أتذكر.. نشرت يومية جزائرية، صورة لشيخ جزائري يحرم الصورة ، ورغم أن الجريدة تعمدت عدم إظهار ملامحه جيدا، إحتراما لرأي الشيخ في الصورة، إلا أن تعاليق بالمئات تهاطلت على الجريدة.. توبخها وتأنبها وتهددها وتصب عليها كل أنواع الشتائم والتهم، لأنها نشرت صورة غير واضحة المعالم لشيخهم .. فكيف لو نشرت الصورة كاملة؟. وما بالك والبصائر ، نشرت صورة مسيئة لأحد أعلام الجزائر والعرب في اللغة وحسن البيان؟.
أتذكر جيدا، حين كنت طالبا بالجامعة، 1986-1990، نشرت يومية المساء حوارا مع الشيخ محمد الغزالي، رحمة الله عليه، وكان متجها إلى بلده، ويبدو فيما أتذكر ، كان آخر حوار له بالجزائر، فلم يسمح للصحفي أن يلتقط له صورة، وهو بملابس النوم، وطلب منه أن يتهيأ جيدا، ويأخذ له صورة تناسب مقامه الفكري والعلمي والديني، وفعلا تم له ذلك، ونشر الصحفي الحوار، مرفوقا بصور الشيخ الملتقطة.
إن الخطأ الذي إرتكبته أسبوعية البصائر جسيم في حق عالم من علماء الجزائر.. وعلى رئيس جمعية العلماء الجزائريين، الأستاذ عبد الرزاق قسوم، أن يتخذ كافة الإجراءات لكي لاتتكرر الصورة المسيئة التي نشرت عن الأستاذ محمد الأكحل شرفاء ولغيره .. وإذا تطلب الأمر أن فليفتح تحقيقا في ذات الشأن، ليتأكد هل الصورة المسيئة، كانت تنم عن قصر نظر، وضعف في الإعلام، أم أن نشر الصورة السيئة كان بدافع الحقد والحسد، وتشويه صورة علماء الجزائر، الأحياء منهم والأموات.