دعت الأمم المتحدة إلى “بذل جهود حثيثة لتلبية حاجيات ما يقرب من 1.3 مليون نازحة في كل أنحاء العراق المتضرر من جراء النزاع”. وقالت بعثة الامم المتحدة في العراق “يونامي” في بيان صحافي الاحد لمناسبة العيد العالمي للمرأة وارسلت نسخة منه الى “أيلاف” انه منذ بدء أعمال العنف في العراق في شهر كانون الثاني (يناير) 2014 تم تشريد ما يقرب من 1.26 مليون عراقية وهن يكابدن الآن ظروفا قاسية حيث تمثل النساء والفتيات ما نسبته 51% من موجات النزوح الأخيرة حيث أجبر 2.5 مليون عراقي تقريباً على الهرب من ديارهم للنأي بأنفسهم عن العنف وانتهاكات حقوق الانسان والتهديدات بالقتل.
وقالت ليز غراندي، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في العراق بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة “إن من أولويات المجتمع الانساني الاستجابة لحاجيات المجموعات النسائية في بيئة كهذه ويتعين علينا بذل المزيد من الجهود”. واشارت الى انه على الرغم من تضرر المجتمع العراقي بكامله من جراء الصراع الحالي تبقى النساء والفتيات وخصوصاً المعرضات لسوء المعاملة والهدف الأول للاعتداءات التي تشمل انتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان إذ إن التقارير التي تتعلق بعمليات الخطف والقتل والإتجار بالبشر والزواج القسري والعنف الجنسي تثير الانزعاج.
واضافت البعثة قائلة “لقد أحدثت عقود من الصراع تغييرات جذرية في بنية العائلة العراقية إذ يوجد ما يقرب من 1.6 مليون أرملة بالإضافة إلى ما يفوق هذا العدد من النساء اللواتي يقمن يإعالة أسرهن”.
واوضحت انه في الخامس من الشهر الحالي فقد بدأت الأمم المتحدة حملة تحت شعار “لننقذ نساءنا وفتياتنا” في مسعى للفت اهتمام العالم إلى المعاناة والتجاوزات التي تواجه النازحات العراقيات وخصوصا المختطفات من النساء والفتيات وكذلك الناجيات من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
وقالت انه في ذلك اليوم وخلال الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة- والذي تم تنظيمه بصورة مشتركة من قبل وزارة المرأة لشؤون المرأة العراقية وفريق عمل الأمم المتحدة المعني بالنوع الاجتماعي- بدأ حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي حملة “هو من أجلها” بدعوة الرجال للانضمام إلى الحركة ودعم تعزيز حقوق المرأة. وتعتبر حملة “هو من أجلها” حركة تضامنية تناشد الرجال والفتيان الوقوف بوجه اللامساواة المستمرة التي تواجهها النساء والفتيات عالمياً .
وقال صادق سيد الممثل القطري لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (هيئة الأمم المتحدة للمرأة) في العراق “نعتقد أن حملة (هو من أجلها) تمتلك إمكانيات هائلة لتكون قوة محفزّة لتعبئة رجال العالم ضد واحد من أكثر أشكال انتهاك حقوق الإنسان تفشياً” مشددً على أنه “لن يصبح العالم مكاناً يتصف بالحرية ما لم يتم القضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة والطفل.”
بينما قالت غراندي أيضاً “يمكن للنساء أن يلعبن دوراً قوياً في تسوية النزاعات وبناء السلام، ويُعدُّ منحهن الدعم والفرصة للقيام بهذا الدور أمراً ريسيا للبلاد، كما تعتمد الاستجابة الانسانية الفاعلة على مساهمة النساء وإشراكهن بصفتهن صانعات قرار.”
واوضحت بعثة الامم المتحدة في العراق ان الأولويات الأساسية في تلبية احتياجات النساء النازحات تشمل الإغاثة الانسانية ودعم سبل المعيشة والتقليل من مخاطر العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وتوفير الخدمات الخاصة بهاذين النوعين من العنف للناجيات منه، ويشمل ذلك بناء قدرات الموظفين العاملين مع النازحين بمن فيهم منتسبو الشرطة وضباط الأمن.
واكدت الأمم المتحدة في العراق انها تضم صوتها الى أصوات وزارة الدولة لشؤون المرأة والمجلس الأعلى لشؤون المرأة في اقليم كردستان بشأن مواجهة العنف ضد النساء في أوساط السكان العراقيين النازحين واللاجئين السوريين والدعوة الى وضع حد لمعاناة الناجيات. وقالت ان “حملة أنقذوا نساءنا وفتياتنا” تهدف الى لفت انتباه العالم الى محنة النساء النازحات في العراق- بمن فيهن النساء المختطفات والناجيات من الجرائم القائمة على النوع الاجتماعي- في محاولة لوضع حد للاعتداءات البشعة على حقوق الإنسان التي تعرضن لها.