يبدو أن العام ٢٠١٥ هو عام الخيارات الصعبة للسياسة الأمريكية. أبرز سماته التردد في إتخاذ القرار. فالصقيع الذي يضرب رُكب جون كيري، شلّ رشاقته “المأمولة” في زمن المارثونات الكبرى في تكريت وكييف وطهران وصنعاء.
هل من مصلحة الولايات المتحدة حسم الموقف في العراق أم إدارته عبر العمل على ايجاد توازن بين جميع الأطراف يحول دون أن يجهز طرف على آخر؟
لو لم تتدخل أمريكا كحليف حقيقي في العراق. فستكون أمام قدرين أحلاهما علقم.
الأول: ينتصر أنصار (محمد بن عبدالله) على أنصار (محمد بن عبدالوهاب) -كلاً مع من تحالف-. وهنا سيدخل العراق رسمياً وبالأهازيج والدبكات محور “الممانعة”. ممتلكاً الخبرة والرغبة والشراسة بما تهيأ له من قوة شعبية مقاتلة وجبارة، تملك حظوظاً في الإمداد البشري أكثر من أن تستوعب. سيضاف ذلك إلى قوات الحرس الثوري وحزب الله وحماس والحوثيين والجيش السوري. وبذلك سيقفل الشرق الأوسط لمحور دون أخر. اذاً سيخسر العم سام قطعة الشطرنج الكبرى.
الثاني: لو طالت معركة تحرير تكريت والموصل -لا قدّر الله-. فسيكون ذلك بجهد أمريكي دون شك. وكل يوم سيمضي، سيزداد فيه إنتماء العراق إلى نادي “الممانعة”. ومن المفيد التذكير بأن وجود “الخطر” و”التهديد” و”العدو” هو أبرز ما ينمّي هذا المحور ويطوره ويصقل تجاربه. وأكثر ما يفككه هو الركود والرتابة. وفي هذه الحالة ستخسر الإدارة الأمريكية أيضاً.
الحل الوحيد هو أن تشترك الولايات المتحدة بجدية في عمليات وتكريت. وتسرق النصر الذي يلوح في الأفق من جميع الأطراف. وتلمم ما تبقى لها من أوراق على هذه الطاولة المحروقة تمهيدا لرهان آخر يتسم مقامروه بالدهاء والبديهة.