26 نوفمبر، 2024 12:43 م
Search
Close this search box.

الحرب النفسية ضد داعش

الحرب النفسية ضد داعش

تساهم الحرب النفسية بوسائلها المتعددة في تحقيق النصر قبل دخول المعركة الفعلية حيث تستهدف المقاتلين وتتلاعب بافكارهم وتصوراتهم وصولا الى تغيير قناعاتهم، فالحرب النفسية بوسائلها تحطم المقاتل داخليا دون ظهور نتائج التحطيم حتى بدأ المعركة فتنهار جبهة العدو سريعا لان وسائل الحرب النفسية هيئة الفرص البديلة لخوض المعركة وزرعت افكار الهزيمة فنمت هذه الافكار لتثمر نتائجها بانهيار الجبهة.
لم يستخدم الجيش العراقي وسائل الحرب النفسية جيدا في مواجهة داعش لتحقيق تقدم سريع على الارض فهناك تجارب سابقة حققت نتائج كبيرة يمكن نسخها والاستفادة منها في معركة تحرير الموصل.
ومن الامثلة استخدام المنشورات، ففي حرب العراق عام٢٠٠٣ قامت القوات الامريكية والقوات المتحالفة باسقاط (٢٩ مليون منشور مختلفة الاشكال ) وصلت الى ٩٨٪ من قوات الجيش العراقي اختلفت بين التحريض على الاستسلام او الموت في حال المقاومة حتى ان اشكال المنشورات شابهت العملة العراقية ليسهل اخفائها ونشرها وان كل من يحمل المنشور يعتبر اسير حرب ويامن على حياته، وقد استخدم هذا الاسلوب ايضا في حرب افغانستان فكانت النتائج سقوط جبهة القاعدة سريعا.
الاذاعة، في حرب الخليج الاولى تاسست اذاعة “صوت الخليج” من ١٩ كانون الثاني عام ١٩٩١ واستمرت دعما للقوات المتحالفة الى ١ نيسان حيث ساهمت في تحطيم معنويات الجيش العراقي وسرعة انهياره.
استخدام مكبرات الصوت، وقد استخدم هذا الاسلوب خلال الحرب العراقية الايرانية من كلا الطرفين حيث كانت الرسائل تتنوع بين التهديد والتحريض على الانسحاب او الاستسلام، اما الولايات المتحدة فقد استخدمت مكبرات الصوت لبث الرعب في نفوس العدو وارهاق جنوده وتشويشهم فاستخدامت صوت المدافع الرشاشة والقنابر وجنازير الدبابات لخلق مواجهات مستمرة دون خسارة للعتاد.
اما الدعاية فتاريخيا خلال الحرب العالمية الاولى اسقطت الولايات المتحدة وبريطانيا على الجبهة الالمانية (٥ ملايين نشرة للدعاية مليئة بالمعلومات والرسومات المضللة) على شكل بالونات تحمل (١٠٠٠) نشرة اسبوعية ماساهم في تحطيم معنويات الجنود الالمان.
وسائل اخرى يمكن استخدامها كرسائل الهواتف النقالة التي تحرض على الاستسلام او الهروب من الجبهات، ايضا يمكن بث موجات (wi-fi) من مناطق قريبة لتوفير وسائل اتصال للمتعاونين مع الجيش العراقي او الترويج لوجود متعاونين داخل الموصل يصورون ويرسلون معلومات مهمة عن تجماعات داعش لتحقيق عدم الاستقرار الداخلي.

استخدام الحرب النفسية يقلل من الخسائر البشرية والعسكرية ويسرع في سقوط الجبهات فالبحث عن نقاط الضعف في جبهة المحتل داعش والضغط على هذه النقاط باستخدام وسائل الحرب النفسية وزمن للتهيئة والاقناع يساهم في فقدان المعنويات ورغبة القتال وانهيار الجبهة عند بدأ المعركة.
ان التخطيط للحرب النفسية يتم عن طريق جمع الخبراء العسكريين والاعلاميين وخبراء علم النفس و ممثلي الجيش العراقي والاستخبارات العسكرية والمخابرات في غرفة عمليات توفر وسائل الاتصال كافة لاختيار اساليب ورسائل الحرب النفسية ومراجعة نتائجها.

أحدث المقالات