الأساليب المتكررة لتدمير المدن ومحقها تماما وإزالة معالمها الأثرية والحضارية , وتغيير واقعها التأريخي ونسيجها الإجتماعي , صار يتحقق بإهدائها لفئات ما , ذات قدرات متوحشة , وإرادات فاحشة , وتطلعات عدوانية سافرة , وتأهيلها ماديا ولوجستيا وإعلاميا , ومن ثم العزف على إسطوانة تحريرالمدينة من قبضة الخارجين عن العصر.
وكيف يكون التحرير؟
أ ليس المقصود به التدمير؟!
هذه المدن المهداة عن قصد أو غير قصد لأعداء الحياة والدين لا يمكن تحريرها وإنما تدميرها!!
والأدلة دامغة ومتكررة…
فهل تحررت عين العرب أم دمرت بالكامل؟
وانظروا حلب المدينة التأريخية العربية , وتأملو مدنا أخرى في العراق , وما سيأتي من الخراب والدمار المنجز تحت شعار تحريرها من الإرهاب.
إن الذي يجري في المنطقة هو سياسة محكمة ومنضبطة لتدمير جميع المدن ذات القيمة الحضارية والتاريخية , ولن تنجو مدينة عربية واحدة ذات معنى حضاري ودور إنساني.
فالذي يتحقق هو إقتلاع الحضارة والتأريخ والهوية العربية , وإزالة كل ما يشير إلى الوجود العربي الإسلامي في المنطقة , لأن مشاريع إعدادها لإكتساب هويات أخرى ومميزات جديدة , تجري على قدم وساق.
والعرب (أصحاب) السلطة والقرار , أما مُسخرون لهذه الغايات أو أنهم في غفلتهم يعمهون , وفي صلال تصوراتهم يغيبون , ويسترشدون بإنفعالاتهم المصنعة فيهم , والمواقف المختلقة لتحفيز ردود أفعالهم المطلوبة للوصول إلى هدف اتدمير العربي الإسلامي الحضاري الشامل!!
فهل سندرك حقيقة ما يجري؟!!
أم سنبقى نؤدي الرقصات على أنغام طبول الويلات , التي تقرعها جحافل ذوي الأضغان؟!!