العراق، سوريا، لبنان، اليمن، والبحرين؛ يُعتقد إن الوضع في هذه الدول، هو أساس الخلافات والأزمات الدائرة بين الدولتين المحوريتين في الشرق الأوسط “السعودية وإيران” وإن الحروب الدائرة حالياً في هذه الدول، قد تنتهي بمجرد الإتفاق بين هذين الدولتين.
في خِضم الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، وحسب المُعطيات والوقائع، نستطيع القول: إن أساس الصراع الطائفي الدائر في الدول المذكورة، هو الخلاف بين إيران والسعودية، حول تسيّد المنطقة، ولعب دور المسؤول.
بعد موت الملك عبدلله بن عبدالعزيز، وهو الإبن الثاني عشرمن أبناء الملك عبد العزيز الذكور، والذي حكم المملكة العربية السعودية بعد وفاة أخيه فهد مدة 19 عاماً تقريباً، تستلم الملك عبدلله إدارة شؤون الدولة عام 1995 وأصبح الملك الفعلي بعد إصابة الملك فهد بجلطات ومتاعب صحية، وبعد وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز في 1 آب أغسطس عام 2005، تولى الحكم.
توقع بعض المراقبون إن توجهات المملكة العربية السعودية وسياستها، قد تختلف جذرياً بعد تسنم الملك سلمان بن عبدالعزيز، زمام الأموروإدارة شؤون الدولة، وهناك دلائل على إن الملك سلمان قد خالف أخاه الراحل بسياسته التي إنتهجها، منذ إن كان أميراً على الرياض، وبعد توليه الحكم، سارع الملك سلمان بإستبدال حاشية الديوان الملكي.
حث الملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز، الولايات المتحدة على محاربة “الشيعة” و” قطع رأس الأفعى ” قاصداً إيران؛ عام 2008، وطالب عبدلله بن عبدالعزيز، سفير الولايات المتحدة لدى العراق، ريان كروكر والجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس، إلى وضع حد لـ “برنامج إيران للأسلحة النووية”، ويعتقد الملك الراحل عبد الله، أن إيران تحاول إنشاء منظمات مثل حزب الله، في البلدان الأفريقية، مشيراً إلى أن الإيرانيين لا يعتقدون أنهم يفعلون أي شيء خطأ، ولا تعترف إيران بأخطائها.
دعم الملك عبدلله حركة الأخوان المسلمين في مصر، التي سارعت بعد فوزها في الإنتخابات، الى قتل الشيخ حسن شحاتة ومن معه، بطريقة بشعة والشيخ شحاتة ينتمي إلى مدرسة آل بيت رسول الله (ص)، مما أثار ردود أفعال كبيرة وكثيرة، لدى المصريين أنفسهم، الذين سارعوا الى الثورة وإسقاط الإخوان المسلمين، وعزلهم عن حكم مصر.
في تصريح لرئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، واصفاً الصلة بالملك سلمان بن عبد العزيز بالأخوية؛ عندما كان أميراً على الرياض، مؤكدا إمكانية التصالح بين البلدين كـ”قوتين إقليميتين” في ظل الملك سلمان، كما إتهم رفسنجاني، رئيس مجلس صيانة الدستور “علي جنتي” الذي يحتل مناصب حكومية رسمية، كرئاسة مجلس صيانة الدستور، وعضوية مجلس خبراء القيادة، وإمامة صلاة جمعة طهران الحكومية، بحمله مسؤولية التسبب في المزيد من التأزم في العلاقات، بسبب تصريحاته خارج التقاليد الديبلوماسية، واللياقة الأدبية تجاه رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
مما يدل على إن هناك تقارباً وتفاهمات مرتقبة، بين هاتين الدولتين، اللتان تلعبان دوراً أساسياً في عموم المنطقة، ويُلاحظ أيضاً بزوغ علاقات جديدة، بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، ستفرز أحداث جيدة نوعاً ما فيما يخص الوضع الأمني في العراق خاصة، وعموم المنطقة عامة، ويتوقع أن تعلن السعودية بدء علاقات جديدة مع إيران، وإنتهاء فترة الخلافات والإختلافات التي طالت سنواتٍ كثيرة.