” من أجمل المواضيع التي طالعتها هذه الليلة في الساعة الثانية صباحاً هو موضوع الحديث عن المعلمة نجوى جواد زيدان – للكاتب ظاهر جواد الشمري- . أعدتُ قراءة الموضوع عدة مرات وفي كل مرة أتوق لأعادة القراءة مرة أخرى , لأنني أحسستُ أن هناك لازال في البلد المنهار أشخاص يحملون شعوراً وطنياً بكل ماتعنية هذه الكلمة من معنى. الموضوع لايتحدث عن الدمار الشامل الذي كان قد حصل لتدمير ألآثار في متحف الموصل ولايتكلم عن بناء سور كبير حول كربلاء لحمايتها من القادمين أو الذين ينوون للزحف حول المدينة المقدسة حينما تسنح الفرصة لذلك ولايتحدث عن الموعد المرتقب لتحرير الموصل وماشابة ذلك من المواضيع التي تجعل الفرد العراقي يحبس أنفاسة من الخوف والترقب لحدوث شيء مرعب. الموضوع يتكلم عن معلمة – عملاقة- في أخلاقها وحرصها لتوفير مكان جميل ومريح للأطفال الذين يدرسون في مدرستها. أي عملٍ نزيه ..شريف ..وطني هذا الذي قامت به هذه المعلمة الرائعة. هي تستحق أعلى وسام للوطنية في زمن تحول فيه ألأنسان الى شيء مجهول . فكرتُ كثيراً مع ذاتي وقارنتُ عملها بتلك ألأعمال المرعبة التي قام بها ويقوم بها بعض الناس لسرقة أموال العراق وتهريبها الى الخارج بحجج واهية كثيرة. لماذا لاتكرمها وزارة التربية أو أقرب دائرة حكومية تتبع لها تلك المعلمة؟
هل أن التفاني من أجل ألآخرين أصبح عملاً نكرة أم أن هناك شيئاً آخر؟ وكمل قال الكاتب بما معناه – لو أن اصحاب الرواتب العملاقة المهولة من أعضاء البرلمان قام بترميم صف واحد من صفوف المدارس المرهقة في طول البلاد وعرضها كل شهر لتحولت تلك المدارس الى أماكن تعليم نموذجية في فترة قياسية . أقسم لو أنني من اصحاب ألأموال لتبرعت لتلك المعلمة بمبلغ يعادل راتبها خمس سنوات ولكن كما يقول المثل – اليد قصيرة والعين بصيرة- مع هذا لاأستطيع أن أقدم الى تلك المعلمة إلا آيات الشكر والتقدير على هذا العمل ألأنساني البطولي الوطني من كل أعماق قلبي وبارك الله فيها. سيكتب عنها التاريخ يوما ما وستكون قدوة لنا ولجميع العاملين المخلصين في كل جزء من أجزاء الوطن الجريح. من خلال هذا المنبر الحر ألتمس- ولو أنني متأكد أنه لن يستمع لي أي مسؤول معني بألأمر- ألتمس الى هذا المسؤول أو ذاك أن يسارع الى تقديم كتاب شكر من الدرجةِ ألأولى الى المعلمة الشريفة الوطنية مع مبلغ محترم يخصص لها والى تلك المدرسة التي تعمل فيها من أجل أن تكون حافزاً إيجابياً لكل العاملين في قطاع التعليم للمبادرة بنفس الهمة والشعور بالوطنية لأنقاذ المدارس التي تعاني الشيء الكثير من الحرمان في كافة المجالات. بلدنا غني جداً ولكن يحتاج الى شخص مخلص وفي عادل لتوزيع الثروات الى كافة القطاعات بطريقة عادلة لينهض عراقنا من جديد ويتحول الى بلد متكامل من كافة الجهات. سلاماً – نجوى- أرفع لكِ قبعتي بكل إحترام لأنكِ تستحقين كل ألأحترام. “