بين فترة واخرى التقي بصديق لي هو معلم في تربية كربلاء على ابواب التقاعد (صبحي جواد كاظم) وهو يحمل بضاعة البيت المعتادة (علاگات) من كل شيء الى الزوجة والابناء واطفالهم. كلما رأيته سألته ذلك السؤال الأزلي: متى تحال على التقاعد وما هو النشاط التجاري الذي سوف تمارسه ؟. يقول: متزوج والعنوان حمال!.
يبدو لي مصطلح التقاعد الذي سألته عنه، جاء من فعل الامر(مت) وأنت (قاعد) في البيت!.
البيت لا تنقطع متطلباته الجديدة والقديمة المؤجلة والمعروضة للبيع أو الاصلاح، ينتهي الانسان ولا تنتهي تلبية الاحتياجات المنزلية والمحيطية.
ينقل الآباء الى الابناء في دار الدنيا وسوف يحملونه الى دار الآخرة.
هل تسمعون الباعة المتجولون ينادون بمكبرات الصوت (من عده سكراب للبيع )؟. ينادون على النساء (من عده) ولا يقولون (من عنده) يعرفون النسبة الغالبة من الرجال يشترون البضاعة وماعلى ربة البيت الا تصديرها وبيعها من جديد حتى لوكانت الأجهزة بعمر الورود. هذه نزعة عند بعض النساء التملك ثم الافراط حتى في اعداد الطعام والشراب والملبوسات وبعض الواجبات الاجتماعية التي ترهق الاسرة ولم نعد هذه المظاهر نتخطاها. لكن، ملك الموت الذي يدور على البيوت وبدون صوت، كانه ينادي من(عنده انسان ذهب صاغ سليم) ليس للبيع وبدون مقابل نقبض روحه !.
الموت نقاش على كفه
جواهر يختار منها الجياد
قبل فترة وجيزة انتقل شقيقه(فاضل) الى رحمة الله تعالى وهو ايضا معلم بعد صراع طويل مع مرض عجز الكلى اضطره الى بيع قطعة الارض التي يملكها لشراء كلى، لكن العملية الجراحية لم تتكلل بالنجاح بل بوفاة ذلك المعلم المدير النموذج في العطاء لأسرته وللاسرة التعليمية في كربلاء.
زاد هذا الموقف من حمولات (ابو انور)..
هكذا هي الحياة؛ الاحياء يحملون الاموات الى منازل الآخرة، وبانتظار من يحملهم هم..انها سحابة صيف.