22 نوفمبر، 2024 10:57 م
Search
Close this search box.

داعش الامس تقاتل داعش اليوم‎

داعش الامس تقاتل داعش اليوم‎

تنبّهت الاستخبارات العسكرية العامة  لحجم المؤامرة والخطر المُحدِق بالعراق منذ زمن بعيد،  بعدَ المذاكرة الشفويه (التبليغ المباشر “الشفوي”) من قبل القائد العام للقوات المسلحة الرئيس صدام حسين مع مدير الاستخبارات العسكرية العامة منتصف عام ١٩٩٠، حيثُ أوضح الرئيس صدام حسين: [ان من المحتمل ان تقرر القيادة السياسية القيام بعمل عسكري تجاه الكويت لتماديها بالإصرار على ايذاء العراق بعد مؤامرة تخفيض اسعار النفط وتهديد الاقتصاد العراقي الخارج من حرب الثمان سنوات دفاعا عن البوابة الشرقية للائمة العربية، وتجاوزها على حدود العراق طيلة فترة الحرب العراقية الايرانية،  مـُستغلة انشغال الجيش العراقي  بالدفاع عن الأمة العربية من اطماع الفرس، وعلى الاستخبارات البدء باستحضارات  وإكمال متطلبات المجابهة المُحتملة مع الكويت في حال فشلت الطرق الدبلوماسية في حل الأزمة].
حال انتهاء المُذاكرة الشفوية مع الرئيس، اجرى “الفريق الركن صابر عبد العزيز الدوري” مدير الاستخبارات العسكرية العامة مع معاونه الاول لشؤون الاستخبارات كافة “الشهيد اللواء الركن سنان عبد الجبار ابو گلل” مذاكرات شفوية عدة، ادت الى إعداد تقرير إستخبارات يرفع الى رئاسة الجمهورية، عن حجم الخطر القادم على العراق في حال إقدامنا على إستعادة الكويت، تضمن التقرير إحتمالات المجابهة مع الغرب وأمريكا ببيان حجم التفوق التكنلوجي والتسليحي للقوات المتواجدة في الخليج العربي، واحتمالات الرد من الغرب على العراق في حال قررت القيادة إستعادة الكويت الى العراق.
تم رفع التقرير الى رئاسة الجمهورية بتوقيع المدير العام، فطلبت الرئاسة اسماء الضباط القائمين على إعداد التقرير، فكان رد المدير العام بانهُ “هــــــو” من أعد التقرير بنفسه ويتحمل كافة المسؤولية عما يحتويه من معلومات وتحليلات وفقا للأحداث والوقائع، فجاء رد الرئاسة بانه [عليكم تنفيذ الأوامر وعدم التدخل بالسياسة].
 لم تثني معلومات الاستخبارات العسكرية، القيادة السياسية عن القرار الذي اُتخذ، ولم يكن أمام الاستخبارات العسكرية مديراً وضباطاً ومراتب الا تنفيذ الأمر العسكري الذي حتَّمته الظروف آنذاك، فاخذت الإستخبارات العسكرية على عاتقها الاستمرار بجهودها لاستقصاء المعلومات بالعمل الدؤوب والمسؤولية الكبيرة بنفس الوتيرة التي امتازت بها طيلة السنين الاخيرة من معارك التحرير الكبرى، لتمكين العراق من تجاوز المحنة.
أنني هنا لا اريد مُناقشة الظروف التي أدت الى اتخاذ هذا القرار الخطير فــللقيادة  السياسية رؤيتها واسبابها، وجيش العراق العظيم  وقادته لايوجد أمامهم سوى تنفيذ الأوامر العسكرية الصادرة لهم والدفاع عن العراق وشعبه وفقا لقرارات القيادة السياسية مهما حصل،
كما أنني لن أتطرق هنا عن تفصيلات المُجابهة مع قوات التحالف والأدوار الخيانية للبعض  والتي أدت الى اعفاء المعاون الاول لمدير الإستخبارات “الشهيد اللواء الركن سنان ابو گلل” من منصبه في قرار لم يكن موفقاً أبــــــــداً  بعد اتهامهِ [والمدير العام] من قبل احد الخونه النفعيين من مدير الاستخبارات ومعاونه الاول “غير جادين بتحرير الكويت وان معلوماتهم التي تـُـرفع للقيادة غير  مجدية” مما دفع الرئيس لإعفاء اللواء سنان من منصبهِ وتعيين الخائن بدلا عنه بعد تحرير الكويت وقبل بدء المجابهة مع الحلفاء، وهذا ما أتعرف به الخائن في كتابه “حطام البوابة الشرقية” تحت عنوان صدام يتوعد بإعدام مدير الاستخبارات؛ ساترك تفصيلات هذا الموضوع الى مقال آخر.
تحدثتُ أولا عن بدايات الأزمة باختصار، الآن لندخل الى الموضوع الأساسي، لترابط الأحداث والمعلومات المُستقاة بين بدايات إسترجاع الكويت وتداعيات الصفحة الثانية من المؤامرة، والتي سمحت (لداعش الامس) الدخول الى العراق وانفلات الامن في محافظات جنوب العراق ومن ثم  شماله،  في خطة تقاسم الأدوار بين الولايات المتحدة اللعينة وإيران الشر، كما حصل بعد احتلال العراق عام 2003 وتسليمه الى ايران من جديد.
توالت الأحداث وحصل ما حصل، وبعد الثاني من اب عام 1990 وكبادرة حُـسن نية، توجه نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السيد عزت ابراهيم الى طهران تم إستقبالهُ هناك إستقبالاً مَهيباً، في بادرة لطي صفحة الماضي مع (الجارة اللدود)، كانت اللقاءات ودية الى درجة كبيرة (!!) اشادَ بها السيد عزت ابراهيم في اجتماع القيادة السياسية، ونقلَ للرئيس والقيادة السياسية تحيات طهران وقادتها وما وجدهُ هناك من حفاوة بالغة، اتفق  الطرفان على عدم تدخل ايران بالاحداث، خصوصا ان العدو القادم من خلف المحيطات هو ذاته الشيطان الأكبر! الذي تهتف ضده ايران “ليل نهار”!! حتى ان “رفسنجاني” اوصل السيد عزت ابراهيم الى باب الطائرة (!!) وطلب منه نقل تحياته الى (ابو عدي)!! وإبلاغه بان [ايران وقادتها يقفون بنفس الخندق مع العراق ضد الشيطان الأكبر]، و قبل بدء المُجابهة الكبرى بصفحتها الاولى وفي وقت مُبكّر نسبياً تحسّبت الاستخبارات العسكرية للمخاطر التي سيتعرض لها العراق “حجما ونوعا” رغم الزيارات الرسمية التي حصلت ما بين المسؤولين العراقيين والإيرانيين، وقد اشارت تقارير المديرية الدورية، ومتابعاتها اليومية سواءاً المرفوعة الى القيادة السياسية، او التي تُدرج ضمن متابعاتها، الى ما يمكن توقعه عند تعرض الوطن للعدوان المُسلح، وما ستقوم به زمر التخريب [أو الخلايا النائمة] من اعمال مُكملة للعدوان مع تحديد واضح المَعالم للدور الإيراني المُحتمل في هذا الصدد، وذلك طبقا لمعلومات المديرية ومُعطيات تحليلاتها لمجمل الوقائع والاحداث والطبيعة الشاملة للمؤامرة الدولية وتعدد اطرافها،،،
وقد أكدت الاستخبارات العسكرية بأن الاعمال التخريبية المُرتقبة ستكون موازية ومُكملة في ذات الوقت للعمليات الحربية، واحتمالات قيام ايران بدور “رئيسي” مُساهم في العدوان، وما سيحدث في محافظات الجنوب والشمال، خصوصاً بعد ورود معلومات الى المديرية بأن بعض زمر التخريب في الشمال بدأت فعلا باستمالة شيوخ العشائر الأكراد من امري أفواج الدفاع الوطني، فقد وثقّتْ الاستخبارات العسكرية متابعاتها وتحليلاتها بعدة وثائق أساسية حيث رفعت تقريرا الى المراجع *في  31/12/1990، [وبتوقيع مديرها العام “ف ر صابر الدوري” (وتذييل التوقيع)  من معاونهُ الخائن “وفيق عبجل السامرائي” مسؤول  معاونية ايران والشمال آنذاك، أضافة الى دمج المعاونيتن الاولى به بعد اعفاء الشهيد اللواء الركن سنان أبو كلل]، اشارت مديرية الإستخبارات في ذلك التقرير الى المعلومات التي تمكنت من الوصول آليها (ميدانيا) عن نوايا النظام الإيراني بالقيام بعمل يستهدف الحصول على “مكاسب ذاتية” في حال وقوع العدوان، اضافة الى قيامه باجراءات (تجميع عسكري) من الهاربين والخونة من الأسرى وجعلهم بأمرة ما يسمى (بالمجلس الأعلى للثورة الاسلامية) وتحت اسم (جيش التحرير الاسلامي) وفيلق 9 بدر بقيادة الإرهابي “هادي العامري” ( قائد داعش الامس)، كما أن النظام الإيراني فتح لهم مقرات في  مدن الأحواز وديزفول وان النية في الهجوم على العراق في حالة نشوب الحرب هي “حقيقية” ، خصوصا بعد المعلومات المُتحصلة عن نية ايران  اجراء مناورات واسعة  في مناطق كيلان غرب ــ قصر شيرين – وعيلام- مهران، وشرق ميسان وجنوب غربي الأحواز وستشارك فيها غالبية القوات النظامية في القاطع وسيشمل ذلك تسعة فرق (ناقصة) اضافة الى فرق من حرس خميني وأطلقت على المناورات تسمية (مناورات الأحرار) تغير اسماها لاحقا الى مناورات (الفجر العظيمة).
اثارت تلك المعلومات حفيظة الاستخبارات وأكد المدير العام على (معاونه لشؤون ايران والشمال*) “العميل الخائن وفيق عبجل” [بأستمرار  شُعب معاونية ايران برصد ومتابعة حدودنا مع ايران وتوثيق جميع الفعاليات والتصريحات الايرانية تحسبا للدور الإيراني الغادر دوما] .
استمر رصد ومتابعة الاستخبارات للجانب الإيراني وبدأت (داعش الامس) تتسلل طيلة فترة الصفحة الاولى الى داخل العراق على شكل مجموعات وأفراد من الخونه والهاربين وضباط اطلاعات (الإستخبارات) الايرانية  بسيارات بيك-اب تحمل محاصيل زراعية بداخلها أسلحة متوسطة وخفيفه مستغله فراغ الحدود من القطعات العسكرية الا من بعض منتسبي المخافر الحدودية، وما ان انتهت الصفحة الاولى حتى انطلقت الصفحة الثانية (الغدر والخيانة) كما توقعت وتابعت الاستخبارات العسكرية باستهداف منتسبي  الجيش العراقي المُـنسحب من الكويت ، حيث سجلت الوقائع بان أولى هذه الاعمال حدثت يوم 28 شباط 1991 باغتيال قائم مقام الجبايش فيما انتشرت النشاطات الغوغائية على نحو واسع يوم 1 آذار 1991 وشملت البصرة والناصرية وميسان، حيث بدأت اعمال الشغب الاولى وممارساتها باغتيال وقتل وسلب ونهب في تلك المحافظات  ولم يبقى فعل دنئ الا وارتكبوه بإصرار وتصميم مُسبّقين ((كما تفعل داعش اليوم))، وبنفس الوحشية والدموية!!  فقد امتدت أيديهم الى مخازن المواد الغذائية نهباً وسلباً، فيما أضرموا النار في كل شئ وقع تحت أيديهم القذرة كالوثائق والمستندات والكتب المدرسية والمستشفيات وتجهيزاتها،
لقد كانت هجمة ((داعش الامس)) شبيهة بهجوم هولاكو على بغداد ومطابِقة تماماً  لما تقوم به ((داعش اليوم)) من ايغال بالدم العراقي وطمس الهوية العراقية، فقد تفنن ((داعش الامس)) بقيادة الإرهابي “هادي العامري” وضباط اطلاعات الايرانية وبعض المُغرر بهم في تقديم ابشع مشاهد الإجرام وإيقاع أفدح الخسائر بالأرواح والممتلكات ونهب مقرات الحكومة ودوائر الدولة واتخذوا من الأماكن المقدسة مقرات لهم في إدارة اعمال القتل والنهب والتخريب ، كما تولى ((داعش الامس)) نصب سيطرات ونقاط تفتيش مهمتها تجريد العسكريين من أسلحتهم وقتل الضباط على الطريق وتفجير المنازل وقتل الاطباء وإعدام منتسبي قوى الامن الداخلي، ولم يسلم منهم حتى شرطي المرور المسالم،  ففي محافظات الجنوب قاموا بأعمال يندى لها جبين الانسانية، فأحرقوا الدوائر الحكومية ومراكز الأحوال المدنية ودوائر الجنسية، وانتهكوا حرمات المواطنين،
وبهمة الغيارى من رجال الاستخبارات الذين تحملوا مسؤولية الدفاع عن العراق وشعبه واستباقها الأحداث بتهيئة مستلزمات الصمود وإدامة زخم المعركة من وسائل الاتصال والمواصلات ، ولملمة قطعات الجيش ومنتسبيه  بتحسبها دوما من غدر ايران الشر، استطاعت قوات الجيش العراقي الخارج من حرب غير متكافئة ومُنهك من ظروف الانسحاب تحت قصف طائرات العدوان الثلاثيني وغدر الغادرين من عملاء ايران، من اعادة الامن للمحافظات الساقطة بيد ((داعش الامس)) بفترة قياسية لم تتجاوز شهر واحد، وألقي القبض على (80) ضابط استخبارات إيراني في مدن الجنوب وقد استبدلهم العراق عام 1998 بـــألف أسير عراقي بقوا  في معتقلات الأسر الايرانية منذ الحرب الاخيرة،  وأصر العراق على ان يكون التبادل هذا بعلم وتوثيق الصليب الاحمر الدولي لتكون شاهداً على عدوان ايران ودواعشها على العراق عام 1991، وعادت ((داعش اليوم))  من جديد بثوب اخر لتهدم ما تبقى من  المدن وتحرق المنازل وتقتل الشباب بخطة مدروسة من قوى الشر والضلالة للتشويش على ثوار العراق ومقاتليه من فصائل المقاومة البطلة بسرقة ثورتهم ضد الظلم والاستبداد بإدخال داعش (الصناعة الأمريكية – الإيرانية – الصهيونية) الى العراق،  كما أدخلت داعش الى سورية لسرقة ثورة الشعب السوري، في مسلسل مفضوح، للسيطرة على المنطقة وتقاسم  النفوذ بين ايران وأمريكا اللتين بقيتا على طول الخط تحملان أهدافا واحدة ضد العراق والعرب والمسلمين حتى قبل فضيحة ايران – غيت في الثمانينيّات،
وقد رأينا في اعتراف “مهدي الغراوي”، قائد عمليات نينوى على قناة البغدادية، حيث قال: {ان خمسة فرق من جيش النقشبندية وفصائل المقاومة  تمكنوا من إسقاط الموصل قبل دخول داعش  بأسبوعين}!  وبهذا يتضح فعل من ادخلوا ((داعش اليوم))  بعد سيطرة المقاومة على الموصل بهروب مُخزي (مُنظم) لأكثر من 50 الف عسكري هناك، مثلما ادخلوا داعش الى سوريا بعد سيطرة كبيرة للجيش السوري الحر في سوريا،  لسرقة ثورة الشعبين ضد ذيول ايران وأمريكا في المنطقة،
لقد استطاعت ايران والقوى الباغية العظمى استهداف العراق أرضا وشعباً وهويةً بإدخالها مليشيات( داعش) ومليشيات ايران ( ماعش ) ميليشيا ايران في العراق والشام ، في مسرحية منظمة للقتال فيما بينها على ارض العراق! فكل منزل لم تفجره ((داعش اليوم)) وكل شاب لم تقتله ((داعش اليوم))، تقوم  ((داعش الأمس)) بقيادة سليماني والأرهابي عبد الهادي العامري بتفجيره وقتل شبابه حال انتهاء مسرحية التحرير المزعومة والمدعومة بقادة فيلق القدس الإيراني الذين ينفـَـقون كالبهائهم واحداً تلو الاخر في ارض العراق، ويدّعي رئيس حكومة السُراق، العبادي، من غير خجل على شاشات التلفاز (عدم وجود جندي إيراني واحد على ارض العراق)، في حين يصرح قادة فيلق القدس (بان المسافة التي تفصل بينهم وبين داعش 40 كم فقط)، ويعلنون عن قتلاهم علنا من حرس خميني في سامراء وبلد وجرف الصخر لا بل يقوم محتال العصر الذي ادخل داعش الى العراق سئ الذكر (المالكي) بحضور حفلات تأبين لقتلى حرس خميني في بغداد، حتى امريكا أعلنت عن (قلقها) وشكوكها بوجود قاسم سليماني بعد 6 اشهر من انتشار صورهِ على صفحات الإنترنت بصحبة الأرهابي عبد الهادي العامري ((قائد داعش الامس)) على ارض العراق ! فهل سيبقى المغرر بهم يصدقون مسرحية داعش وحرس خميني في العراق وسوريا !؟ فأكثر ما  يثير السخرية ان ((داعش الامس)) تقاتل ((داعش اليوم))، واكثر ما  يثير القئ ان من كان مسؤولا عن متابعة ((داعش الامس)) (مسؤول ملف ايران والشمال) ويعد التقارير ويقترح سحق ((داعش الامس)) بطرقه المعروفة لضباط المديرية ويذيلها (باسمه الصريح) قبل رفعها الى الرئاسة من قبل المدير العام، ومن غير خجل وحياء، يدافع عنهم على الفضائيات ويقترح عليهم طرق الدفاع والهجوم والاحتفاظ بالاحتياط و يشيد ((داعش الامس)) وصمودها بوجه ((داعش اليوم))! .

[email protected]   

(هامش)   
………………………………………….           
قبل البدء بشرح الوثيقة المُرفقة، يجب ان تــُــفهم طريقة و سياق عمل مديرية الاستخبارات العسكرية العامة بإعداد التقارير الاستخبارية، عادة يبدأ تقرير الاستخبارات  من (ضابط القسم، مسؤول القسم، مدير الشعبة المُختص، المعاون المُختص، أمانة سر المقر  وصولا الى المدير العام) وكل هؤلاء المذكورين يشاركون بصياغة تقرير الاستخبارات من المعلومات المُتحصلة ميدانيا (المصادر البشرية) و المصادر الفنية الاخرى، و يجب عليهم جميعا ان يقوموا بــــ(تذييل) التقرير المُعد اي (كتابة أسمهم الاول مجرد من الرتبة على أصل التقرير) قبل وصولهِ لمكتب المدير العام وبعد (مناقشة) التقرير من قبل المدير العام وهيئة أمانة السر المُختصة يكون الرأي الأخير للمدير العام برفع التقرير الى المراجع او حفظهِ ضمن قاعدة المعلومات الخاصة بالمقر والشعبة المُختصة، وفي حالة مُـصادقة مدير الاستخبارات على ما وردَ من معلومات يرفع التقرير الى رئاسة الجمهورية بتوقيع المدير العام حصراً ليكون هو المسؤول الاول والأخير عما ورد في التقرير امام المراجع العُليا (رئاسة اركان الجيش، وزارة الدفاع، رئاسة الجمهورية).
الوثيقة المرفقة  أعلاه  والتي تحمل العدد م١ ش ١٣ / ٢٢٣٨١  في ٣١-١٢-١٩٩٠ معده من قبل ((وفيق السامرائي)) معاون مدير الاستخبارات لشؤون ايران والشمال وهو الوحيد الذي كان يجتهد باقتراح  توجيه الضربات لمقرات العملاء والمتعاونين مع العدو الإيراني،  ولكون ارتباط شعبة الشمال التابعة لمعاونية ايران به شخصيا فقد كان مسؤولا عن متابعة حركات التمرد في شمال العراق ومتابعة نشاطات فيلق الغدر الإيراني بقيادة عبد العزيز الحكيم (وأخيه هادي العامري -كما يسميه وفيق الان)، وتقع على عاتق معاونية ايران والشمال والتي تولى وفيق عبجل السامرائي ادارتها الفتره من ١٩٨٧حتى انتهاء احداث الشغب (صفحة الغدر والخيانة) في نيسان عام ١٩٩١، مسؤولية رصد ومتابعة القوات الايرانية والحركات المسلحة المتعاونة معها (المجلس الأعلى للثورة الاسلامية، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب الديمقراطي الكردستاني) كون الحزبين الاخيرين قد قاتلا ضمن مقرات مشتركة لحرس خميني تحت قيادة عمليات رمضان في شمال العراق وداخل الحدود الايرانية ضد الجيش العراقي، ودور المجلس الأعلى معروف للجميع بتعذيب الأسرى وتجميع الهاربين والمبعدين لقتال الجيش العراقي في أخزى موقف تاريخي في حياة الدول والشعوب ، وبهذا يتضح ان وفيق السامرائي ما هو الا خادما لمن يكون صاحب القرار بادعاء وطنية زائفة.
وفي الوثيقه أعلاه والتي حذّرت من حدوث اعمال شغب تستهدف الامن الداخلي العراقي من قبل ايران وعملائها وبالذات المجلس الأعلى وجناحه العسكري فيلق 9 بدر، نرى (تذييل)  وفيق  باسمه الاول بجانب توقيع الفريق الركن مدير الاستخبارات العسكرية العامة مما يدل على انه ضمن من شاركوا  بإعداد التقرير الذي حدد نوايا ايران الشر والمتعاونين معها بتهديد الامن الداخلي العراقي في اسوء صفحة من صفحات الغدر الإيراني بالعراق، والآن كون المسؤولين المُنصبين على العراق من قبل ايران  هم من يتحكمون بمقاليد الحكم ويهبون الاموال لابواقهم  نرى ان وفيق السامرائي اصبح يسمي صفحة الخيانة والغدر بــ(الانتفاضة الشعبانية) ويشيد بقادتها قادة ((داعش الامس)) ويمتدح من يسميه أخيه الشجاع “هادي العامري”! ويقدم الشكر لــ((قاسم سليماني)) على تفجير وقتل منازل وشباب محافظة صلاح الدين، فكيف يدعي انه معارضا لنظام صدام حسين منذ ان كان ملازم ثان في الجيش العراقي؟! ،  ويقوم عام 1991 بإعداد  تقارير ضدهم ويشارك بتحليل نوايا المتعاونين مع ايران (اتباع أخيه ابا الحسن – كما يسميه) ((داعش الامس)) الذين أرادوا إسقاط النظام الذي يعارضه في الخفاء؟! فهل يبقى دليل اكبر من هذا على خدمته لمن يكون في دفة الحكم، ان كان يدعي وقوفه مع العراق في الحرب فهذه الوثيقه تتحدث عن نوايا رفاقه في المعارضة خصوصا من يسميه (اخي الاستاذ ابا الحسن) فكيف لم يستغل وجوده كمسؤول عن متابعة ايران وعملائها  لمساعدة رفاقه (هادي العامري وقاسم سليماني)  للقضاء على نظام يعارضه (في الخفاء) كما يدعي؟!  
يبدو ان الله عزوجل أراد ان يخزيه ويفضحه أواخر عمره…

أحدث المقالات