لاشك ان دعم المنظمات والجماعات الارهابية واستخدامها من قبل دول وقوى متنفذة لتحقيق اهداف سياسية في منطقة الشرق الاوسط يعتبر خطأ استريجيا فادحا سيؤدي الى عواقب وخيمة ليس على شعوب المنطقة فحسب ، بل على شعوب تلك الدول الداعمة للارهاب نفسها وعلى مصالحها في المنطقة على المدى البعيد ، خطر”داعش”ليس محصورا في منطقة معينة ، بل يمتد الى العالم ، طبعا لن تكون الدول الاوروبية بمنأى عن هذا الخطر مهما احتاطت له ، وما تعرضت له صحيفة”شارل ابدو”الفرنسية والمركز الثقافي في دانمارك من هجوم ارهابي نتج عنه ضحايا من مواطني الدولتين ، دليل على ان الارهاب بامكانه تخطى حدود البلدان مهما كانت قوية ، فلا توجد دولة محصنة ضد الارهاب بحسب قول الرئيس الامريكي”اوباما”.. هذه القوة العسكرية والبشرية واللوجستية الرهيبة التي يمتلكها تنظيم”داعش”والتي تفوق قدرات بعض الدول لم تأت من فراغ ، بل هناك دولة او دول تسانده وتدعمه وتوفر له كل ما يريد ، لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها الاستراتيجية الجديدة في المنطقة من خلال نشر القتل والتدمير والفوضى”الخلاقة”، وتأجيج الصراع المذهبي بين السنة والشيعة الذي بلغ اوجه عندما احتلت حركة سنية”داعش”مدينة”الموصل”بدون اي مقاومة من قبل الجيش العراقي المرابط هناك والمدجج باحدث الاسلحة ؟ وفي موازاة ذلك تحركت ميليشيا”الحوثي”في اليمن وهي جماعة محسوبة على الشيعة صوب العاصمة”صنعاء”واحتلتها من دون ان تجد اي مقاومة تذكر من قبل الجيش اليمني ، نفس قصة”داعش”مع مدينة”الموصل”تكررت بحذافيرها ، مع فارق جوهري هو ان الدول الغربية شكلت تحالفا دوليا لمحاربة”داعش”والقضاء عليه ، بينما لاذت بالصمت المريب حيال استيلاء جماعة”الحوثي”على الصنعاء ! بالضبط كما فعلت مع الميليشيات الشيعية في المنطقة ، فبالرغم من جرائمها الطائفية بحق السنة في العراق وسوريا التي لاتختلف كثيرا عن جرائم”داعش”ولكنها ظلت بمنأى عن قوائم السوداء الامريكية المخصصة للارهاب !