26 نوفمبر، 2024 1:33 م
Search
Close this search box.

ل”الميادين ” الف تحية

ل”الميادين ” الف تحية

احتفلت مع قناة الميادين ، فرحت بها كثيرا ، انها النسخة التي حلمت يوما ان تصنع عراقيا ، لكن الفاسدين عبثوا بكل شيء وكان من الطبيعي ان يعبثوا بالاعلام  .
 انا متأكد ان “الميادين” لم تحظ مثل قنوات الجزيرة والعربية والعراقية بالمليارات  ، لكنها حظيت برجال عاشقون لمهنتهم ، غايتهم ان يكونوا سادة الميادين الاعلامية فكان لهم ما ارادو بالف يوم من الجهد والعزيمة ،حتى غدت “الميادين ” ماركة عربية جديرة بالمتابعة والاهتمام .
“الميادين ” صوت الذين ضاعت اصواتهم وقل اموالهم ايضا بين اعلام لايعرف اهدافه وغاياته والية تحقيقها وبين اخر يتلاعب بالمشاهدين  ويلوي الحقائق من اعناقها ويخلط لهم السم بالعسل ،في اصرار عجيب على تغييب عقل المواطن العربي واشغاله بمعارك هامشية .
 الميادين بايامها كانت صوتا عبرعن امال  الملايين ، مثلما كانت رمزا لشرف الكلمة وشرف المهنة وشرف التحدي  ، وشرف الانتصار .
 
الف يوم لكنها اختصرت الزمن وكأن جذورها تمتد الى اعماق تاريخ المهنة ، اداء ولااروع على مدى ساعات اليوم ومذيع ينافس اخر بجودة الاداء وحرفية المهنة وذكاء متقد يحضر في لحظات ومواقف لانتوقعها  .
الميادين يتقنون عملهم  ، نحن هنا في العراق يخالجنا شعور متناقض مابين الفرح للميادين التي نشعر انها لنا ومابين خيبة من الاعلام العراقي العاجز عن صناعة ربع ميادين .
اتذكر كيف ضاع الاعلام العراقي عندما باشرت القناة العربية غزوة داعشية متزامنة ومواكبة لعملية سقوط الموصل بأيدي تنظيم داعش الارهابي ، ولم تتمكن اي قناة عراقية من مواجهتها ، اتذكر بالم كيف ان المواطنين كانوا ينصتون الى القناة العربية التي ازاحت كل مكياجها وخرجت بوجهها الكالح تصب الزيت الطائفي المقيت على حرائق العراق، وتلقي على مسامع الناس بالشائعات واحدة تلو الاخرى مستغلة صدمة العراقيين بسقوط الموصل ، دون ان تردع ، ولم تتوقف الا بقرار امريكي غير مسار هجومها الاعلامي ، بعد ان تغيرت قواعد اللعبة .
الميادين التي ولدت من رحم المصاعب التي واجهتها ببراعة ولم يزل عودها غضا لكنها ولدت كبيرة  مستندة على مباديء اخلاقية ترسخت وصارت هوية للميادين ، فتسامت على الطائفية ذلك السلاح الذي حاربت به الجزيرة والعربية وسممت به اجواء العرب وعبرت العنصرية وتعاملت مع الحقائق ، فتفوقت على نفسها بعد ان تفوقت على منافسيها .
الميادين تحتقل والمستقبل كله لها لانها بنيت على اساس رصين ، وصارت ماركة يفخر من يعمل بها … احبكم ايها المبدعون في الميادين يامن كشفتم عورات الاعلام العربي الفاسد والمتخلف  ، اليكم نرفع القبعات.

أحدث المقالات