بعد أحداث الموصل أصبح العراق بقايا بلد, ذلك واقع لا يمكن انكاره, أعباء متراكمة وتركة ثقيلة لا تحسد عليها الحكومة الجديدة, بداية من تحت الصفر تنتظر الوزارات لا سيما وزارة النفط, تحدي جديد أشبه ما يكون بإزاحة جبل من مكانه, والبداية كانت مع أقتراب حلول الشتاء.
أجتياز الشتاء دون مشاكل, يمثل أول العقبات بالنسبة لوزارة النفط, طوابير بشرية طويلة تصطف أمام محطات الوقود, هذا المشهد أصبح سمة تميز شوارع العراق في السنوات الماضية, فمع أقتراب موسم البرد, يمثل الحصول على النفط الأبيض هم يؤرق كل مواطن عراقي, لاسيما مع أنتشار بيع النفط في الأسواق السوداء, مما يسبب أرتفاع الاسعار, وتفاقم الأزمة.
أزمات نفطية متوقعة مع مطلع كل عام, في الظروف الأعتيادية, فكيف سيكون الوضع في الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد؟
الخطط القديمة لتوزيع المشتقات النفطية لن تثمر في التعامل مع التحديات الجديدة الضغط الكبير الذي تشكله العوائل النازحة, على المحافظات التي نزحت إليها وضرورة توفير حصص نفطية لتك العوائل, تهريب المشتقات النفطية من قبل السماسرة من جهة, وعصابات داعش من جهة أخرى, صعوبة أنتقال الحوضيات الكبيرة بسبب الأوضاع الأمنية, توقف المصافي في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية, كل تلك الأزمات تمثل تحديات أمام وزارة النفط.
توقعات بحصول أزمة نفطية, وتكهنات بالعجز والفشل, تزامنت مع أستلام عادل عبد المهدي لوزارة النفط, بسبب تداعيات الأوضاع الأمنية من جهة, والأزمات المفتعلة من قبل بعض المتربصين بالحكومة الجديدة من جهة أخرى, كأزمة الغاز التي راهن عليها من أفتعلها, ألا أن النتائج جاءت مخالفة لمعظم التوقعات.
تمكنت الوزارة من أيفاء متطلبات النازحين, وتوفير حصص نفطية لهم, تجاوز أزمة الغاز المفتعلة, سد النقص الحاصل نتيجة توقف بعض المصافي, عن طريق تدوير بعض الحصص, في الأشهر التي ينخفض فيها الأستهلاك, وأستخدامها عند الحاجة.
النقطة المهمة التي تعتبر معياراً, حقيقاً لنجاح الوزارة في أجتياز الشتاء دون عقبات تذكر,هي أختفاء الطوابير الطويلة التي كنا نشاهدها في السنوات السابقة, لاسيما طوابير العام الماضي, التي أصبحت علامة فارقة في موضوع أزمات النفط, أذ تزامن أصطفاف طوابير المواطنين مع غرق العاصمة بغداد, فأصبح الوضع مأساويا بكل معنى الكلمة, فبراميل المواطنين تطفوا فوق الماء, أثناء انتظار وصول النفط الى المحطات.
كل تلك المؤشرات, تعتبر دليلاً واضحاً على نجاح وزارة النفط, في مواجهة التحديات والأزمات الحقيقية والمفتعلة, والعمل على أرض الواقع, خير أجابة على التساؤلات والتكهنات, حول مدى نجاح خطط الشتاء, في ظل ظروف أقل ما يمكن أن توصف به بأنها تعجيزية.