خُدع السفير اليوناني بالديمقراطية الامريكية دون ان يفكر بها و يتأملها جليا ليكتشف انها مزيفة ففي حديثه من الرئيس الامريكي السادس و الثلاثون (ليندون جونسون) قال السفير اليوناني للرئيس الامريكي ان بلاده تعارض مسالة تقسيم الجمهورية القبرصية المستقلة بين اليونان و تركيا و هما دولتان في حلف الناتو. رد عليه الرئيس الامريكي و بكل صلافة قائلا:
(تبا لبرلمانكم و دستوركم، ان امريكا فيل، و قبرص حشرة و اليونان حشرة ايضا. و في حال استمرت هاتان الحشرتان بازعاج الفيل، ستتلقيان الضربات من خرطوم الفيل، و ستكون الضربات موجعة… و اذا كلمني رئيس وزرائكم عن الديمقراطية و البرلمان و الدستور، فلن يستمر، لا هو و لا برلمانه و دستوره طويلا.)
ثم اردف الرئيس الامريكي قائلا (ربما كان على اليونان ان تعيد التفكير بقيمة برلمان لا يمكنه اتخاذ القرار المناسب) ان الديمقراطية الامريكية تساوي الخضوع و الاذلال و الطاعة العمياء. و بعد وقت قصير من ادلاء الرئيس الامريكي بهذا الكلام استولى الجيش على السلطة في اليونان فهذه هي الديمقراطية الامريكية المزيفة ديمقراطية (الفيل التي تعني القوة) و ما عداها من الدول الضعيفة مجرد حشرات يمكن سحقها في ثوان معدودة.
و نفس الشئ حدث في زمن الرئيس الامريكي (جون كيندي) الذي سبق جونسون و في العراق اذ كان عبد الكريم قاسم يصرح دائما ان نفط العراق للعراقيين و ان الكويت جزء لا يتجزء من العراق و اتجه نحو الاتحاد السوفييتي لشراء الاسلحة و ترك حلف بغداد الاستعماري و بدء بالبناء الحقيقي للعراق فصدرت الاوامر من (جون كيندي) الى مدير المخابرات الامريكية الCIA بازاحة عبدالكريم قاسم و كان لهم ما ارادوا و كانت عبارة علي صالح السعدي (جئنا بقطار امريكي) فهذه هي الديمقراطية الامريكية المزيفة و التي لا تعرف الا حذاء خروشوف فتبا و سحقا لمن يريد بناء وطنه و تبا و سحقا لمن لا يُقبل الحذاء الامريكي و يمسح الكتف الامريكي و مصيره مصير الحشرة و ما كلمة الرئيس الامريكي الجديد لدول الخليج و السعودية بانها لا تعرف شيئا و لا تملك شيئا الا المال و لولا الامريكان ما بقيت دول الخليج و ما كان لهم مال فسارعوا اليه خانعين خائفين طائعين كأن فوق رؤوسهم الطير فان امريكا ولية نعمتهم و ليقل رجالهم ان وجدوا كلمة واحدة و الا كان مصيرهم مصير ليبيا و العراق و تشيلي و اليونان و كل من ينبس بكلمة