أعلنت مصادر طبية وأخرى محلية عراقية، اليوم الخميس، مقتل وإصابة 70 مدنياً في قصف للطيران الحربي العراقي، استهدف مستشفى للولادة والأطفال الخدج، في مدينة الفلوجة غرب البلاد.
وأوضح طبيب في مستشفى الفلوجة، يُدعى فاضل أحمد، أنَّ “طيران الجيش العراقي أقدم، اليوم، على ارتكاب مجزرة جديدة، باستهداف مستشفى الفلوجة للولادة والأطفال، غرب المدينة، بواسطة ثلاثة براميل متفجرة، أسفرت عن مقتل 31 شخصاً، بينهم 23 طفلاً وامرأة وعدد من الممرضات، فضلاً عن جرح 39 آخرين”.
كما أشار إلى أن بعض الجثث متفحمة ويصعب التعرف عليها، خصوصاً الأطفال الخدج، حيث سقط أحد البراميل على القسم المخصص لهم. ولفت أحمد إلى أنَّ “مستشفى النساء والتوليد غرب المدينة يرقد فيه عشرات المرضى من النساء والأطفال، ولا يوجد قربه أي مظاهر مسلحة على الإطلاق، وهو مستشفى قديم ومعروف للجميع ببعده عن مركز الأحداث، كونه يقع على ضفاف الفرات من الجانب الثاني للفلوجة”.
وأكد شهود عيان، أنَّ “جميع القتلى نساء وأطفال من الراقدين في المستشفى، وأغلب الجثث متفحمة وممزقة، وحاضنات الأطفال محترقة، والعديد من الأطفال والنساء لم يتبق منهم سوى هياكل عظمية، أو بعض أجزاء من أجسادهم المتفحمة تماماً”.
وفي تعليقه على القصف، قال الشيخ محمد الهاشمي، أحد وجهاء الفلوجة، إنَّ “ما يقوم به الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي، جريمة إبادة جماعية للمدنيين في الفلوجة”، مناشداً الدول العربية والأمم المتحدة ومركز جنيف الدولي للعدالة، وجميع المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، التدخل الفوري لوقف جرائم الجيش والمليشيات العراقية ضد المدنيين في الفلوجة، بفرض حظر جوي شامل على الطائرات العراقية والإيرانية، التي تتخذ من محاربة تنظيم “داعش” غطاءً لقتل وإبادة المدنيين “السُنة” في الفلوجة، لأسباب طائفية ومشاريع تغيير ديموغرافي خطيرة ضد المكون “السني”.
كما حمل مجلس محافظة الأنبار وزارة الدفاع العراقية مسؤولية مقتل وجرح عشرات المدنيين والمرضى الراقدين في المستشفى.
وكشف البيان أنَّ “عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا إثر قصف المستشفى تجاوز 55 قتيلاً وجريحاً نساء وأطفالاً مع عدد من الكوادر الطبية في المستشفى في حصيلة أولية”. وطالب مجلس المحافظة وزارة الدفاع العراقية بإبعاد القصف عن المدنيين والتركيز على مواقع مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”.
كما اعتبر حقوقيون أنَّ إقدام الطائرات العراقية على قصف مستشفى النسائية والتوليد في المدينة وقتل العشرات من الأطفال والنساء نسفٌ لكل إصلاحات رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وقال الحقوقي عبدالواحد الدليمي إنّ العبادي يتحمل مسؤولية جريمة اليوم باعتباره القائد العام للقوات المسلحة. وأضاف الدليمي “وثقنا جريمة قصف المستشفى، لهذا اليوم، بالفيديو والصور وسنرفعها إلى الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية لإدراج الجريمة كمجزرة ومحاسبة المتورطين فيها”.
وذكرت مصادر طبية من داخل الفلوجة أنَّ العديد من الجرحى توفوا نتيجة قلة الكوادر الطبية، ونقص الأدوية، والمستلزمات والأجهزة الطبية اللازمة، ومواد التخدير، وصعوبة نقل هؤلاء الجرحى إلى أي مستشفى خارج المدينة، بسبب إغلاق قوات الجيش والحشد الشعبي المساند له الطرق المؤدية كافة، من وإلى المدينة، وقطع الطرق أمام الأهالي منذ أكثر من عام ونصف.