18 ديسمبر، 2024 8:55 م

المخابرات العراقية تنظم الى قائمة الفضائيين

المخابرات العراقية تنظم الى قائمة الفضائيين

تعريف
“المخابرات أو الاستخبارات هي جهاز ومؤسسة من مؤسسات الدولة تختص بجمع المعلومات وتحليلها.عادة ما تعمل على تنفيذ سياسات الحكومة. المخابرات أحدهما يعتنى بجمع المعلومات عن البلدان والمؤسسات الأجنبية ويقومها، والثاني يدافع عن الأمة ضد التجسس، والأعمال الأخرى التي تستهدف إضعاف البلاد. وهذا النوع من المخابرات يتمثل في وكالة مكافحة المخابرات أو وكالة مكافحة التجسس. وتشارك بعض وكالات مكافحة المخابرات في عمليات سرية أي أنها تتولى بشكل سري أنشطة سياسية مصممة للتأثير في مايجري في بلدان أجنبية. وهي تحتاج لقدرات فائقة وعالية من الذكاء”.
كان جهاز المخابرات العراقي قبل سقوط الطاغية من اقوى الاجهزة الامنية التي كانت تدار من خلالها الحكومة انذاك, وكان اكثر مايهتم به هذا الجهاز في عهد نظام”صدام” المقبور ,هو تصفية معارضيه في كل دول العالم .حتى اصبح المعارضون يخشون على انفسهم ويعيشون في حالة رعب وصمت كي لاياتي عليهم الدور.
 لكن في الدول المتقدمة شكل وتركيبة المخابرات وطريقة عملها تختلف عن غيرها من الدول ,حيث ان الانظمة الديموقراطية تختلف عن الانظمة الاستبدادية والسلطوية ,او التي تبحث عن منافعها الشخصية او الحزبية , فنلاحظ ان اجهزة مخابرات الدول العربية بكاملها تابعة وممنهجة بطريقة تخدم الرئيس او الملك او الحاكم اي كان نوع هذا الحكم .
فالعراق وبعد ان دخل عهدا جديدا من نظام الحكم لم يستطع تاسيس جهاز للمخابرات يكون مستقلا ويقوم بدوره في وقت تكالب العالم كله عليه لافشال العملية السياسية الجديدة, وادخال العراق في حروب طاحنة مستغلة التعدد  القومي والديني والمذهبي , فاخذت هذه الدول تغذي هذا النفس الذي كان غريبا عن العراق حتى اصبح واقع حال واصبح الجميع ينادي كل  باسم قوميته او دينه او مذهبه, فاجتمعت كل دول العالم وبالتحديد الدول العربية والمجاورة بالخصوص,على ان يحاربوا هذا النظام الجديد بكل الطرق وساعد في ذلك كثرة الاحزاب وضعف القادة وغياب المختصين, فجردونا من ان يكون للوطنية معنى نلتف حوله ,حيث كانت شعارات القومية هي السائدة في عهد النظام السابق واعتقدنا ان الوطن هو اكثر شئ يجمعنا.
ان اجهزة المخابرات العالمية تعتمد على الوقوف ضد التحديات الخارجية وترتبط هذه الاجهزة بالتاكيد بقوة خارج نطاق السلطة لتتحرك وفق معطيات التهديد الذي قد تتعرض له تلك الدولة وهذه القوة قد نسميها بـ”الخفية” وهي التي تاخذ على عاتقها طرق وخطط توفرها لحماية الدولة من التحديات تأتي من الخارج ,وعادة  لاترتبط هذه الاجهزة بتوجيهات رأس الهرم في السلطة كالرئيس او الملك او الحاكم  كما هو متوقع ,بل هو جهاز مستقل يعمل للدولة ككل وليس للحاكم , بل قد يتعدى الامر بان يكون هذا الجهاز او المؤسسة كما يسميها البعض, هو الموجه الحقيقي في كثير من الاحيان لسياسة وتصرف وقرار رئيس السلطة,كما حدث عند دخول القوات الامريكية الى العراق حيث اعتمدت القيادة الامريكية على تقارير ال”سي اي اي”وكالة الاستخبارات المركزية  في تقييم مايمكن فعله في العراق حاليا ومستقبليا ووضع الخطة كاملة .هذا هو المتعارف عليه في اغلب الدول المتقدمة. حيث لم نشهد بان تلك الاجهزة كانت تطارد او تراقب اوتغتال اؤلئك المعارضين.لان الاصل منتف , ولايوجد معارض لها في الخارج , بل المعارض يتحرك في الداخل ويمارس كل حقوقه بحرية دون قمع ودون تنكيل او انتقاص بالاخرين, وحتى وان وجد هناك معارض, لايرتقي الى الدعوة في حمل السلاح او قتال السلطة او قتال طائفة معينة , وعلى فرض وجود هذا المعارض خارج تلك الدولة  فهي اي تلك الدول تعلم جيدا ان تحركه او تصريحاته لاتؤدي الى الاقتتال او محاولة اسقاط نظام تلك الدولة , ولن تؤثر تلك المعارضة  باي شكل من الاشكال على عمل  واستمرارية وديمومة تلك الانظمة.
 اذاَ ماهو دور المخابرات ؟ المخابرات حسب التعريف الذي افتتحنا به المقال هو تنفيذ “سياسات الدولة” اي دولة وقادتها متفرقون؟!  وبالتاكيد هذا التعريف ينسجم مع الدول التي يقودها المتسلطون على رقاب الشعوب , او حسب ماترتضيه من مصالح خاصة ونفعية دون اعتبار لما قد يتاثر به المواطن من تدخلات خارجية ,كما يحصل الان في العراق حيث غياب دور هذا الجهاز واضح بشكل لايختلف عليه العراقيون, ولما نراه من دول الجوار من تدخلات وايواء لمطلوبين للعدالة العراقية خير دليل ,لان الواقع الذي نعيشه يجعلنا نفكر بان هذا الجهاز تابع لما اتفق عليه السياسيون من كون كل مافي العراق هو تابع للمحاصصة , ولن يكون مستقلا باي حال, واصبح تابعا لما تفرضه الاحزاب والاشخاص  وهو التفسير الذي نقبله لما هو واضح.
عندما نقرا التعريف جيدا قد نصاب بالذهول عند القول , بان المخابرات تقوم ” بجمع المعلومات وتحليلها” جيد جدا ان يكون لديها هذا الحس, بل هو من واجباتها وهو المطلوب !!, ولكن هل يحتاج جهاز المخابرات العراقي الى كل هذا الجهد من قراءة وتحليل وربط الاحداث و…الخ كي يقرر بان الدولة الفلانية مثلا فيها المئات مِن مَن ثبت عليهم الارهاب والعبث في البلاد سؤاء من خلال تصريحاتهم المستمرة, اودعمهم اللامتناهي لتدمير العراق ؟؟!! وهل يحتاج هذا الجهاز ان يحلل نوع السلاح او نوع المساعدة والتي هي بالاصل واضحة ومختومة حتى لوحات السيارات وتبعيتها من قبل تلك الدول ؟؟!!
هناك خلل ما في تركيبة هذا الجهاز واهدافه .لانه من غير المنطقي ان يعلم جهاز المخابرات العراقي بوجود عدد كبير من المجرمين الارهابيين المطلوبين للعدالة اصلا وتعجز دوبلوماسية العراق من جلبهم او اتخاذ اجراء رادع بحقهم وهي واقفة تتفرج, فحينما تعجر الدبلوماسية والخطوط المفتوحة بين الدول حينها يكون لزاما ومن المفروض ان تتدخل اجهزة وفروع المخابرات بتحقيق ماتعجز عنه السياسة من تحقيقه ,او حتى تقوم برد وتصرف يذكر تلك الدول بان الاستمرار بايواء المجرمين  ودعمهم سيرجع عليكم وبنفس الطريقة هذا هو عمل المخابرات “توجيه ضربة انذار”!!
فكما نعلم ان في دول الجوار بل حتى داخل العراق كما هو ثابت ومعروف لدى كل العراقيين ان رؤوس الافاعي تسكن الاردن واربيل وبعض الدول الاخرى وخصوصا الخليجية منها واصبحت هذه الدول مجتمعة مضاف اليها اربيل ايضا مرتعا لهؤلاء القتلة المجرمين الذين كانوا سببا رئيسيا من ان يجعلوا العراق يعيش هذه المأسي والحروب,ومخابراتنا عاجزة عن اي حركة او ان تتخذ اي خطوات لايقافهم او الحد من تحركهم!!
فمن هنا ومن حقنا كعراقيين ان نضع مليون علامة استفهام وتعجب حول هذا الجهاز,وينبغي مراجعة تركيبته وعلى اي اساس قد تم اخيار منتسبيه؟ من اين وكيف اُنشئ هذا الجهاز؟ ثم ماهذا التعتيم على مايقوم به؟! واين هي نشاطاته ؟! وماهو دوره في خضم الاحداث التي نعيشها ؟! طبعا كل هذه الاسئلة قد يعتبرها البعض انها غير منطقية ,لان المخابرات جهاز سري لايعرف عمله اي احد ولاينشر مايقوم به !!من اكبر الاخطاء تصور ذلك لان الدول جميعها بين فترة واخرى تطلع شعبها بما عملت ولاي غرض وما المقصود من ذلك العمل المخابراتي, فتعطي للمواطن الثقة بان قيادته هي الحامية والمدافعة عنه من اي عدوان خارجي .ففي حال ثبوت ان المخابرات العراقية قد  قامت بدور معين ويمكن ان ينسب اليها بشكل او باخر لابد من معرفته او بعض ماقامت به, حتى يطمئن المواطن العراقي ان الاجهزة الامنية التي تعمل في الداخل تحميه وان هناك سندا خارجيا تعتمد عليه فيما لو حدث كما هو حاصل اي اعتداءات خارجية ,وهذا مالم نجد له اثرا,لكن المتوقع ان جهاز المخابرات العراقي  كمثيله ولايعدو كونه فضائيا هو الاخر.