الثروة النفطية هي مصدر رزق العباد, بعد خراب أكثر من قرن, فلا زراعة ولا صناعة ولا تجارة, بلد يئن من الجراح والفوضى, فقط يملك النفط, وكانت تتحول مصدر الرزق الوحيد إلى تمويل الحروب, كما في عهد الطائش صدام, أو إلى جيوب سلسلة كبيرة من الفساد والمافيات, كما في عهد حكومة الضياع, إلى إن حصل التغيير, بإرادة الشعب.
الوزارة الجديدة اعنت أنها تسعى لإحداث تغيير كبير, ورفع المستوى الإنتاجي, وتنوع في الأسواق, كي يرتفع دخل المواطن العراقي.
أعلنت وزارة النفط العراقية, سعي العراق لتصدير النفط إلى شمال إفريقيا, عبر الأردن ومصر, حيث قالت الوزارة في بيان, إن وزير النفط عادل عبد المهدي اتفق مؤخراً, مع وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني محمد حامد, على تصدير النفط إلى شمال أفريقا, عبر بوابة مصر,ثم انعقد لقاء بين وزير الأردن والوزير المصري شريف إسماعيل., بشان تعاون البلدان الثلاثة, لمد أنبوب نفطي من العراق وعبر الأردن وصولا لمصر, لتصبح مصر بوابة جديد للنفط العراقي.
يعتبر المشروع مهم سياسيا, حيث سيسهم في ربط مصالح البلدين مع العراق, مما يعني كسبهما إلى صالحه, ولهما تأثير كبير في مجمل قضايا المنطقة, وموقفهم المعلن حاليا من داعش, مهم في حرب الارهاب, بعدان ذاقوا نار داعش, فالعراق يحتاج للدعم العربي, كي يمكنه كسر العزلة, التي صنعتها مشايخ الخليج, لفرض شروطها على العراق الجديد.
خطوة مهمة لفتح أسواق جديدة للنفط العراقي, حيث يصبح وصوله أسرع وأسهل لأوربا, عبر البحر المتوسط, مما يعني إمكانية تسويق الزيادة المتوقعة في الإنتاج, إلى أسواق خصبة ومتنوعة, بعيد عن احتكار بلدان معينة للنفط العراقي, بالإضافة للخروج من الحصار الجغرافي, الذي يفرضه واقع الإطلالة الصغيرة على مياه الخليج, أزمة الميناء الكويتي ليست بعيدة.
والمشروع مهم اقتصاديا لخلق واقع جديد, يربط حكومات المنطقة بمصالح مشتركة, خصوصا مع التخلف الاقتصادي لبلدان المعنية, واعتمادها على إيرادات النفط, بالإضافة للمنح والقروض المهينة, فهكذا أفكار يمكن إن تنهض بالمنطقة, وتحقق انتعاش اقتصادي لأكثر من طرف, خصوصا إن المال يعرقل خطط التنمية والنهوض, ووجوده يعني انفراج للازمات, التي تعاني منها شعوب المنطقة.
الأشرار يخططون لان تبقى بلدان المنطقة مكبلة بقيودها, كي تفرض شروطها عليها, وتمتص ثرواتها.
المشروع كبير جدا, والأكيد انه سيواجه عرقلة من جبهتين, جبهة المعارضة الداخلية, من ساسة وقوى سياسية, لا تفهم في أن الاقتصاد يصنع العلاقات, ويبني مصيراً مشتركا للشعوب, وينهي العزلة التي فرضتها سياسات قصيرة النظر,والجبهة الأخرى هي القوى الإقليمية, التي لا تريد الخير لبلدان المنطقة, وللعراق خصوصا, فإسرائيل لا ترغب بهكذا تقارب, بل تستشعر الخطر من هكذا مشاريع عملاقة, إما التنافس التجاري فانه سيدفع البعض للتأمر على المشروع, للفوز بحصص اكبر من السوق.
لكن مع فهم لأصول اللعبة الإقليمية, يمكن تحقيق النجاح, في فرض أحلامنا إلى حقيقة.