أطلت علينا بعض وسائل أعلام البترو دولار وكعادتها باخبار مفبركة جديدة واخر هذه ألاخبار هو الحديث عن وجود “أدلة جديدة تؤكد حسب ادعاءها وجود دور محوري لايران وحزب الله في إدارة أعمال تنظيم “القاعدة” و”جبهة النصرة”، بعد أن احتضنت عددا من المقاتلين القياديين من هذه التنظيمات، للتخطيط لأعمال إرهابية ضد أهداف أميركية في السعودية والامارات والأردن”,,وتحدثت بأسهاب وسائل اعلام البترو دولار عن هذه الاخبار المفبركة ,,وتحدثت عن شخوص واسماء واهداف وخطط وهي بمجملها كما تحدثت تستهدف ضرب اهداف حيوية أمريكية وبريطانية ويابانية بالمنطقة وبالغرب,وكالعادة بدأت وسائل اعلام البترو دولار بالترويج لهذه الفبركات الاعلامية,لتصب بالنهاية بمجموعها بخانة التحريض على ايران وحزب الله .
وضمن حملة وسائل أعلام البترو دولار,,بسياق هذه الفبركة ,,فقد تحدثت عن بعض التفاصيل ومنها على سبيل المثال لا الحصر أن هناك شخص سعودي الجنسية يدعى بصالح القرعاوي وهو كما يقولون الزعيم السابق لكتائب “عبد الله عزام”،والذي يحاكم الان بالسعودية بتهم ارهابية بعد ان تسلمته السلطات السعودية بعد اصابته باعاقة مستديمة بافغانستان , ويعد الشخص الأبرز الذي كان يدير عمليات تنظيم “القاعدة” من إيران”كما تدعي وسائل الاعلام هذه “، ومعه عدد من الأشخاص والمقاتلين الذين كانوا على علاقة بمسؤولين إيرانيين”حسب أدعائهم “,,وهؤلاء المقاتلين كانوا يتنقلون بين مدن إيرانية، منها طهران ومشهد وزهدان، بينما كانت بعض القيادات ” بحزب الله” تشرف على المخططات وتحضر لتمويل هؤلاء ,,وبالمحصلة وكما تدعي وسائل اعلام البترو دولار ,,فقد أجهضت غالبية هذه المشاريع باستثناء تفجير ناقلة النفط اليابانية بعمل انتحاري بمطلع الربع الثالث من عام 2010 بمضيق هرمز.
ومن هنا فان توقيت طرح وترويج هذه الادعاءات ,,يوحي بان هناك مشروع ما يستهدف كل من حزب الله وايران ,,وخصوصآ أذا اوردنا بعض الحقائق عن المدعو بصالح القرعاوي المصاب بأعاقة مستديمة نتيجة اصابته المباشرة باحدى الضربات الجوية الصاروخية الامريكية بمنطقة حدودية مشتركة بين افغانستان وباكستان بأواخرالربع الثاني من عام 2012وهذا ما ينفي بشكل قاطع حقيقة اقامته بأيران,وخصوصآ أذا بحثنا ببعض التصريحات للمدعو بصالح القرعاوي والتي تنفي بشكل قاطع أيضآ حقيقة ارتباطه بايران وحزب الله والتي كان يهاجمهما بشكل مباشر ، ووصفهم بأنهم يدافعون عن امن اسرائيل واتهمهم بمرات عديدة بأنهم يعملون بمقتضى التقية ,,وما ينفي حقيقة أرتباط القرعاوي ومجموعته المتطرفة بأيران ويؤكد على ارتباط القرعاوي بأجندة استخباراتية أقليمية ,,هو نقل القرعاوي بعد اصابته بافغانستان الى الرياض للعلاج,,بحجج واهية وهي مناشدة ذوي القرعاوي للسلطات السعودية لعلاجه بالسعودية ونقلة من افغانستان .
والدليل ألاكثر وضوحآ والذي ينفي بشكل قاطع أرتباط القرعاوي بايران وحزب الله ,,هو صلة القرعاوي المباشرة والتي كانت مع المدعو ابو مصعب الزرقاوي”ألاب الروحي لتنظيم داعش ” بالعراق منذ مطلع العام 2004والى منتصف عام 2006والذي قتل فيه الزرقاوي بعملية عسكرية بالعراق يشوبها الغموض للأن ,والمعروف عن الزرقاوي أنه قدم قتال الشيعة على قتال غيرهم ,ووضع الشيعة في مقدمة الاهداف المستقبلية المشروعة له ولمقاتليه ,,فكيف يمكن للقرعاوي يد ابو مصعب الزرقاوي اليمنى ان يتحالف مع الايرانيين ,وهم الهدف الاول له ولابو مصعب الزرقاوي ,,والايرانيين يعلمون كل ذلك ,,وهذا ما يدحض بشكل قطعي كل ادعاءات وسائل الاعلام هذه,,مع انه من الممكن ان يكون بالفعل ان القرعاوي قد تسلل لايران بفترات زمنية ما ,, ولكن هذا لايؤكد ان السلطات الايرانية كانت تتعاون معه.
فهناك أدلة كثيرة تؤكد وجود علاقة عدائية بين ايران و حزب الله مع تنظيم القاعدة المتطرف والدليل ألاكثر وضوحآ على العداء بين ما يسمى بتنظيم القاعدة ,وأيران وحزب الله هو حديث المدعو محمد عبد الرحمن الراشد بالربع الاخير من عام 2009وهو متزعم ما يعرف بـ”تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية”,,والذي قال بصريح العبارة ” أن الشيعة خطرهم على الإسلام وأهله أشد من خطر اليهود والنصارى”,,وهاجم حينها ايران وحزب الله بشكل واسع ,,وهذا ما ينفي بشكل قاطع حقيقة أرتباط هؤلاء مع الدولة الايرانية او مع حزب الله باي دور ,,وهذا ما يضحد حقيقة أدعاءات وسائل اعلام البترو دولار المسيسه .
فوسائل الاعلام هذه حاولت مرارآ وتكرارآ ان تثبت ان هناك مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة هربت من قندهار بعد الاحتلال الأميركي لأفغانستان في مطلع الربع الرابع من عام 2001وتوجهت إلى إيران,,ولكن للأن لم تستطع وسائل الاعلام هذه وكل الاجهزة المخابراتية والاستخباراتية التي تحركها وتدير عملها من أيجاد دليل واحد يثبت صحة ادعاءتهم هذه ,,واكتفو بدليل غير واقعي وهو على الاغلب غير صحيح أيضآ ,,وهو دليل تحدثت عنه الاستخبارات الامريكية وتدور تفاصيله حول حصول محادثة هاتفية بين شخص يدعى بسيف العدل يدعون وجوده بايران يقال انه من قادة تنظيم القاعدة ,,كان يعطي التعليمات لبعض شخوص كانو يقفون وراء التفجيرات التي ضربت الرياض بالربع الثاني من عام 2003,وهذا ما نفته طهران بشكل قاطع حينها .
ومع كل هذه الادلة والبراهين ,فما زال البعض ينفي كل هذه الحقائق ويقول ان هناك تقاطع مصالح بين ايران وحزب الله وتنظيم القاعدة المصطنع غربيآواقليميآ,مع أن كل المؤشرات وحقائق ألامر الواقع تؤكد ان لاروابط بين ايران وحزب الله وتنظيم القاعدة ,,بل هناك صراع مباشر بين الجاننين ,,والدليل ما تعرضت له ثكنات عسكرية أيرانية على الحدود مع باكستان بالفترة الماضية من هجمات دموية ,وما تعرضت له سفارات ايران ببغداد وطرابلس وصنعاء من اعتداءات,وما يتعرض له مقاتلي حزب الله من هجمات شبه يوميه بقواعدهم وثكناتهم العسكرية على الحدود مع سورية من جهة القلمون السوري ,,والعامل المشترك الذي يقف وراء جميع هذه الهجمات هو تنظيم القاعدة وتفريخاته “النصرة وداعش “,,فكيف بعد كل هذه الادلة يمكن لبعض وسائل اعلام البترو دولار أن تتهم أيران وحزب الله بدعم تنظيم القاعدة والتنسيق معه؟؟! .
أخيرآ ,,يمكن الربط بين توقيت اعلان وترويج هذه الاكاذيب والاخبار المفبركة من وسائل اعلام البترو دولار ,,من خلال ربط كل هذه الفبركات الاعلامية مع ما يجري من مفاوضات نووية بين ايران ومجموعة 5+1 ,,للتأثير على مسار هذه المفاوضات المعقدة,,ولوضع أيران بخندق الدولة الداعمة للأرهاب الذي يستهدف الغرب وتحديدآ واشنطن ولندن ,,مما سيؤثر بشكل سلبي نوعآ ما على مسار المفاوضات النووية ,,وفي شق أخر فيعكس توقيت نشر هذه الاكاذيب حقيقة محاولة بعض الدول الاقليمية تطويق أيران وحزب الله بقرارات دولية تستهدف ادانة كل من طهران وحزب الله بتهم دعم الارهاب ,كما يؤكد حتمية أن هناك مخطط أقليمي يستهدف ألاطاحة بحلفاء ايران بالاقليم ,كما ان لهذه الفبركات الاعلامية جملة أهداف أنيه ومستقبلية ,,وسيبنى عليها بألتاكيد حملة أقليمية –دولية جديدة تستهدف أيران وحزب الله ,,وهذا مايؤكد حتمية وقوف الكيان الصهيوني وبعض الانظمة الاقليمية المتحالفه معه وراء فبركة هذه الاخبار ,,لزيادة الضغط على حزب الله وايران سياسيآ وامنيآ ,,وخصوصآ بعد اشتداد الضغط على ألايرانيين أقتصاديآ من خلال “حرب النفط “,,والمرحلة المقبلة سوف تؤكد كل هذا ,وما توجه رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الاسبوع المقبل الى واشنطن لتحريض الكونغرس الامريكي على عدم الموافقة على اي اتفاق حول ملف ايران دون رضى اسرائيل عليه ,,الا دليل اضافي على حديثنا هذا………..