15 نوفمبر، 2024 6:24 ص
Search
Close this search box.

العراق وقتال داعش

’’ لا مجد ولاتقدم بدون أمن ،وجميع الوسائل شريفة
لكي نحافظ على السلطان1 ‘‘. المؤرخ القديم ’سالوست ‘,
أراء للمناقشــــــــــــــــة

1 . حرب العصابات .

تعد حروب العصابات/الأنصار/الغوار ،أو حرب التحرير الشعبية/حرب الشعب ،جيش الشعب 2. الأسلوب الأمثل لمحاربة القوات النظامية شرط توفر الظروف ومراعاة متطلباتها .

أ. لقد أخذت حرب العصابات أسمها Guerrilla Warfare‘،من الحرب التي خاضتها مجموعات صغيرة وبأسلحة ومعدات مبتكرة في أسبانيا ضد حملة نابليون بعد أحتلاله أسبانيا (شبه جزيلاة أيبريا 1807م)وكان المدافع ضد نابليون هو الأنكليزي الدوق ويللنكتون الذي دحره نهائياً عام 1814م،في معركة واترلو،في بلجيكا .

ب. يشير المحللون العسكريون الى التشابه بين حرب العصابات وحروب التنافس البحري في القرن السابع عشر (حروب القراصنة ) التي تتميز

ت. ليس في الحرب جبهات ولامحاور فكل البحر ساحة عمليات .

ث. هاجم الجبان/القليل القوة ،وأهرب أمام القوي .

ج. الكمائن والمباغتة محدودة إلا بالأختباء خلف الضباب ،والتقرب فجراً والأختباء في الخلجان والمراسي والموانئ المحمية .

1.الموقف في العراق حرج جداً ولكن التجارب أثبتت لنا وبما لايقبل الشك. بأن العراق وشعب العراق أنما خلقا لأحتمال المصائب التي تنوء تحتها أمم وتلال وجبال ،وفي كل مرة

أقول أن العراق في مهب الريح ويبقى العراق كما هو ،يجتر أحزانه ومصائبه ويواصل حياته بل ويبتسم ويفرح وترى حفلات الأعراس متصلة ،وتصر المكونات على أتمام زيجات تجمع مابين مكوناته وحتى اليوم وكأن الحروب والكوارث الطائفية لم تمر على أحد .عظيم أنت ياعراق ،والله وحده القادر على تفسير هذه المتناقضات العراقية الفريدة .

2.مهما كانت التركات المدمرة التي تسلمها د. العبادي من سلفه المالكي والتي ربما وضعها العبادي في مخيلته أو برامجه الوزارية ،فما جد ويجدٌ كل يوم من مشكلات تفرض على د .العبادي تعديل برامجه وقبلها تبديل و/ و إلغاء أسبقياته .

3. أدارة الحرب

تضم أدارة الحرب بين دفتيها نظريات وسياقات ومهام مركبة لا حصر لها ولصعوبة الأمر ،قل من تناوله بين عباقرة العسكريين والمعنيين بها ولا أعرف وحتى الأن أفضل من جنرال فوللير البريطاني الذي خصها بكتاب بنفس العنوان وبضعة كتب أخرى تناولته فيما تناولت من مواضيع عديدة تعاملت مع فن أدارة الحرب ،لاسيما في معالجتها، حرب تديرها قيادة عليا وتضم عدة جيوش وعدة جبهات .

المقر العام الميداني/قيادة قوة الميدان أو حتى قيادة الجبهة .

4. حسن فعل د .العبادي بفتح أو تشكيل مقر عمليات (قيادة ميدانية ) في كركوك كما قيل كالتي تشكلت أيام الرئيسين عبد السلام وعبد الرحمن عارف رحمهما الله ،فهي:-

أ. قيادة متفرغة للعملييات والمعارك الدائرة التي يتعذر على وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش –ودونهما كثيرون ممن يشغلون مناصباً هامة – توليها في أوقات فراغهم ،أو أضافة الى واجباتهم الهامة التي قد تبعدهم عن متطلبات الحرب التي لا نهاية لها.

ب.أختيار كركوك أو أي موضع فسيح جداً أولاً وقريب من ساحات القتال الحية،بل وفي محل مركزي ومؤثر فيها وأن يمتد وبقوة واضحة على جانبي نهر دجلة 3،مع توفر عدة جسور ضمن القاعدة لمنع داعش من السيطرة على أية معابر في منطقة الحركات.

فنظرة واحدة الى ساحات قتال داعش نرى أنها تضم المحافظات التالية :ديالى -كركوك – الموصل – والأنبار،وما قد يجد وهذا أمر غير مستبعد ، مما يفرض قرب مقرالعمليات

بل ومقر القائد – الميداني -العام للقوات المسلحة أو نائبه من ساحات القتال للأشراف المباشر على المعارك الكبيرة أو حتى قيادتها سيما أذا كانت رداً على الأسلوب التعرضي المركب لمقاتلي الدولة الأسلامية الذي يركز على شن عدة هجمات في وقت واحد وفي ساحات أو مواقع متعددة ومتباعدة حتى ولاننسى الحاجة الى مقرات قتالية متعددة كالمقر الرئيسي والمقر الأمامي والمقر الجوال لأدارة العمليات وعلى جميع المراحل والصفحات،الى مقرات وشعب الأركان وقيادات الصنوف ومعدات الأتصال المتعددة والتي ستشغل مساحات كبيرة،بالضافة الى ألاف العجلات والدراجات والسمتيات وعجلات القتال المدرعة ،وأفواج الأنضباط العسكري وافواج الستخبارات والحماية ..ألخ..ألخ.ولابد ان يحتفظ القائد العام للحرب على داعش بالأحتياط العام أو السوقي للساحة للساحة ليسهل على القائد العام زجه بصلاحية مباشرة كي لا تضيع الفرص أو يفوت الآوان.

5. أ.الملاحظ وبشكل مؤسف وخطير، أن المراقب سيحار بفهم طبيعة ومسار العمليات ،و كيف تدار تلك العمليات فلدينا عدة قوى مقاتلة بالأضافة الى القوات المسلحة العراقية و التي يفترض فيها تحمل العبئ الأكبر للحرب ضد داعش ولكن الملاحظ هو وجود عدة قوات مقاتلة بالأضافة الى قوات المليشيات والحشد الشعبي ،وقوات دول الأئتلاف/التحالف العالمي ضد داعش بشكله الزئبقي المتحرك،والذي لم نسمع أي شيئ عن مقراته وسياقات عمله وتوزيع المهام بين دوله وعساكرها!!؟،.

ب .ولا أعرف كيف سيصار الى تنسيق الجهد و الغارات الجوية التي تنفذها قوات جوية مختلفة تختار فيها كل قوة جوية منطقة الأهداف وسبيل الأمان الوحيد أن مناطق عملها متباعدة مع قلة مخيفة بنسبة وأعداد وحجوم الغارات والدوريات الجوية قياساً باية معارك وقتالات سابقة في الشرق الأوسط بالأضافة الى أنشغال القوات الجوية الأميركية بمقاتلة القاعدة وعلى الأخص في اليمن لأدراكها أهمية وخطورة الدورالذي تسعى اليه القاعدة في اليمن .

ج .يعتبر هذا المقر والقطعات القريبة منه القاعدة الرئيسية (لا قاعدة العمليات فقط) للقوات المسلحة العراقية

6.وحدة القيادة ووحدة او توخي الهدف :-

أ.أخذ الغرب على عاتقه أنجاز المهام الجوية ،وإن شاركته إيران المهام الجوية حقاً أو باطلاً ،أدون أن نعرف الأطار العام للمسؤوليات !!،أو طبيعة الأهداف ولا توقيت وواجبات الدوريات والمهام القتالية ولو بالحد الأدنى والذي لايعرض المهام المنفذة للخطر .

أما في البر فهناك الكثير من القيادات والمقرات دون تنسيق كافي كما يبدولي على الأقل.

فرغم حرماننا كمراقبين من متابعة معقولة لمسار العمليات فقد سمعنا وقرأنا أشياء خطيرة مم تتناقلها وكالات الأنباء والفضائيات والتقارير الصحفية لاسيما عن عمليات تصفية وأنتقام وثارات قديمة وأخرى حديثة مما باتت حديث الفضائيات.لا سيما عمن ينقذ من !!؟،ومن يستنجد بمن !!؟؟؟.

ب .تصريحات السيد مسعود البرزاني بل وقيامه فعلاً باضافة أي أرض عراقية تحررها قوات البيشمركةى الكوردية الى أقليمه كملك صرف !!!!؟. كمكاسب وغنائم وأنفال حربية

ج.تصريحه بضم المناطق المتنازع عليها بعد هجر الجيش العراقي لها،وتولي قوات الأقليم أستعادتها من داعش .

د .أن الحدود الدولية/الأقليمية القديمة (حدود سايكس بيكو )ماتت والحدود الجديدة ترسم بالدم فهل يطمح السيد مسعود ليكون بسمارك كوردستان !!!؟….فليتذكر مصير المشاريع الألمانية ،بل ومصير ألمانيا وكيف أنتهت؟؟؟،فما الذي يغريه بتقليدها!!؟.

هـ.رفض الأقليم بالأمس واليوم لدخول الحشد الشعبي الى كركوك وهنا ستنشأ مشكلة دستورية لم يعالجها الدستور؟؟ ولم ننس بعد رفض الأقليم دخول لواء عراقي الى الحدود العراقية السورية – منطقة عين زالة في محافظة نينوى – بدون أذن الأقليم!!؟. فكيف سنحارب داعش في ساحة قد تتقاتل فيها قوات عراقية ،أم هل أقول قوات عربية وكوردية ؟؟،وماذا سيحدث لو دخلت قوات الحشد الشعبي خلال اليومين أو الثلاثة القادمين على حد ما تناقلته وكالات الأنباء ؟؟.

و .تناقلت وكالات الأنباء عن قصف متبادل بالهاونات بين كرمة الفلوجة في الأنبار ومدينة الشعلة في بغداد على سبيل الفعل ورد الفعل !!والبادئ أظلم!!،ولكن كيف سنعرف البادئ بالعدوان بحق السماء؟؟؟.

ز .ونسمع في الوقت نفسه أن أهالي ناحية البغدادي يستجدون بكل من بوسعهم تذكره لأنقاذهم وقد أكد مدير شرطة البغدادي (المقدم قاسم العبيدي )أنهم على شفير الهاوية ولم تصلهم أية نجدات وهل نذكر الحرب الطائفية وتصفية الحسابات الدائرة اليوم وعلى قدم وساق .ويحار المراقب أمام تقارب نسب الخسائر بين أطراف الحرب الطائفية ،فحتام سنمضي بقتل بعضنا البعض.

ح .ويظل السؤال الأكبر هل بوسع الكادر الوزاري العراقي الأستمرار أو تقديم خدمات ملموسة على ضوء الواقع المعاش .

7.قيادة الميدان/المعركة .

يقول ،الفيلد ماريشال مولتكة الكبير4،’’ تنتهي/تتوقف الخطط (المعدة مسبقاً ) فور أطلاق أول أطلاقة في المعركة . فكيف وداعش عبارة عن قوة غاشمة هوجاء تعتبر العمليات التعرضية مهنتها الكبرى حتى باتت تفاجئ المتصدين لها بمواصلة جرائمها اللاانسانية كل ساعة ،وأخر ما أبتكرته حرق السرى بأسلوب فاق حدود جنون الحرب وجنون البقر .أنها أعصار عاتي لان يتوقف إلا بفعل مجابه أقوى أو أعصار أعتى أندفاعاً ووحشية :

أ .تفترض مقدمتنا هذا بناء قيادة وقطعات قادرة على التعامل و التصدي لنهج داعش في القتال .

ب .لا أقول بتنظيم قواتنا كما تنظم داعش قواتها ولا نوقت تحركاتنا وعملياتنا كما تفعل داعش بل بالضبط بالأسلوب الذي يربك داعش .ولو عدنا الى تأريخ حروب العصابات لوجدنا،أن أول من أنتصر في حروب العصابات تأريخيا هو الأسكندر المقدوني5،. أنتصار بريطانيا والى الأنتصار على ’’حرب العصابات ‘‘في الملايو1930-1م، وعلى قائد حرب العصابا في كينيا ’جومو كينياتا‘‘في ستينيات القرن العشرين،لوجدناها قد أعتمدت على أساليب مضادة وأنتصرت .في الملايو بتحويل القرى الريفية الى معسكرات مطوقة وعلى الأخص ليلاً ،لمنع رجال العصابات6 من الراحة وقضاء ليالي مريحة مع ذويهم وأنصارهم ،وكذلك فعلت في القضاء على القائد الأسطوري ’’جومو كينياتا‘‘ قائد عصابات ’’الماو

ماو ‘‘في كينيا . وقد نضطر في العراق الى تطبيق أسلوب ومفهوم ’’أرتال جوك 7‘‘ التي طبقتها بريطانيا في شمال أفريقيا إبان الحرب العالمية.فالكيف سنضمن لمقر العمليا في الساحة السيطرة على عمليات قوات متعددة مالم يفرض أعلى درجات السيطرة والتنسيق .

و لا أطالب بأخضاع قوات البيش مركة الأكثر ملائمة لمحاربة داعش وقوات المليشيات التي تتحرك وفق قدراتها وأستعداداتها للتضحية ،ونوعية تنظيماتها /وحداتها وأساليب القيادة والعمل ،والتي ستفضل كما أرى أسلوب حرب العصابات لنجاعته .ولكن لابد من الحد الأدنى من التنسيق لا سيما بالتوقيتات وساحة العمل وكلمات ع .مة قرى …….ب أعتمادها أجراءات مضادة قضاء على

5. الجبهة الداخليـــــــــــــــــة

وهي وفق المفهوم السوفيتي للحرب أحدى أهم مبادئ الحرب لأن سلامتها تعني

سلامة الموقف الحربي ،ويوم انهارت الجبهة الداخلية خسرت روسيا الحرب بل وأنسحبت منها كلياً .

أ.هل لدينا لاجبهة داخلية متماسكة ؟.الجواب وبكل سرعة وسهولة كلا!!؟. أذن كيف بوسع المقاتل على الجبهات مواصلة الحرب وهو قادر على الأتصال بعائلته كل ساعة فماذا ستقول له ؟،وكيف سيرد عليها ؟؟،وما رد فعله أن تأكد أن أطفاله بخطر أمني أو حتى بحاجة الى حامي أو حارس أو الى لقمة طعام

ب .الجبهة الداخلية هي الرديف والسند العسكري والأمني والنفسي للمقاتل وهي مصدر الأحتياط الحربي المقاتل فكيف الحال بالمقاتل لو فهم العكس ؟؟.

ج .هناك عملية سياسية فاشلة 100%، والتصدع يكاد يوشك بها كل يوم ،والخلافات فيها على قدم وساق !!،ولا تحل مشكلة ما حتى تولد ثلاثة أو اربعة مشاكل جديدة ،عملية كثيرة الأزمات التي تحل أما بالترقيع أو بالأموال وتبويس اللحى حتى جروء لصوص وفاشلين بل وأميين تسنم مناصب عليا فيها .فالجبهة الداخلية وفي النهاية ،هي السد الأمني و النفسي والعسكري والأجتماعي والعائلي للمقاتلين ….فكيف سيواصل هولاء القتال مع جبهة داخلية باتت كشبكة صياد مهترئة حتى لتكاد تعجز عن مواصلة العيش

أحدث المقالات

أحدث المقالات