23 ديسمبر، 2024 10:45 م

كي نفهم الفوضى.. ومن ورائها!!

كي نفهم الفوضى.. ومن ورائها!!

أتذكرون بلاك ووتر!! تلك الشركة الأمنية التي عملت في العراق ولازالت تحت تنفذ مهامها تحت مسميات كثيرة؟ لقد كتبنا عنها الكثير، وسلطنا الضوء عليها كواحدة من أخطر الشركات الأمنية وباعتراف الغرب أنفسهم.
موظفو هذه الشركة هم من المرتزقة، فيهم العرب والأجانب من كل لون، مهامها ببساطة قذرة جدا، لا يمكنكم تخيلها، هم عرابو الفوضى التي تنتشر في وطننا العربي اليوم، لا يقف أمامها أية مهمة يمكن أن تُطلب منهم طالما هناك من يدفع بالدولار، فهم محترفون، يحصلون على الدعم اللوجستي أينما حلوا، يستخدمون أحدث الأسلحة،  ويتنقلون بطائرات خاصة بين دول العالم.
مرتزقة مجرمون، تسلط هوليوود الضوء عليهم بين حين وآخر، تظهرهم على إنهم المنقذون، لكنهم على العكس تماما، هم قتلة محترفون، لا يأبهون لطفل أو امرأة أو شيخ، الأهم من كل ذلك تنفيذ المهمة على أكمل وجه، أو أقذر وجه إن صح التعبير.
كان لهم السبق في إحداث الشرخ الطائفي الكبير في العراق، رأيتم الكثير من عمليات الذبح في العراق إبان الاحتلال، كانت تلك مهمتهم الرئيسية في الواقع، فلم يعرف العراق الذبح قبل أن تُكلف تلك الشركات بمهمات قتل الشيعة والسنة على السواء، حيث يقومون برمي جثث السنة في المناطق الشيعية والعكس صحيح،
لا يمتلك هؤلاء قلوب بشر، بل ضباع على هيئة بشر، يتلذذون بشرب الدماء، كأسلافهم الرومان، ومن تبعهم من العرب.
أي شخص منكم يمتلك 100 مليون دولار يستطيع تكليفهم بأية مهمة، ويمكن الوصول إليهم عن طريق شركات أمنية صغيرة انتشرت وكلائها في العراق!! أو غير العراق، الكثير من عمليات النهب والسلب والقتل الخطيرة نفذها هؤلاء، هكذا استخدمهم سياسيو العراق، المتمكنين طبعا! والذين سرقوا مليارات الدولارات، فليس صعب عليهم تأجير المرتزقة، الذين لا يبعدون عنهم سوى أمتارا في المنطقة الخضراء، لتنفيذ مهمات قذرة هنا وهناك.
واجهتهم هي حفظ الأمن حول العالم، لكن مهامهم أخطر بكثير، يستطيعون قلب الحكم في الدول الضعيفة، أو الإخلال بالأخرى، يتحكمون بما يجري اليوم من فوضى، خلاقة وفوضوية، لا يمكن كشفهم لأنهم محترفون للغاية، لا يتركون ورائهم أي أثر، ينفذون المهمة وينسحبون.
توقعوا رؤيتهم أينما تذهبون، لكنهم سيبدون لكم كمواطنين عاديين، كالقاتل المحترف، يعيش حياته بين الناس لكن وظيفته القتل!! لكل قضية أو مهمة أو رأس إنسان ثمن، لا يوجد شيء ليس له ثمن.
إنهم يسيرون على خطى فرسان مالطا، إن سمعتم بهم! تلك الدولة الافتراضية التي تعترف بوجودها عدد من الدول العربية والإسلامية، وهناك معلومات ترقى للموثوقية عن علاقة شركة بلاك ووتر الأمنية مع فرسان مالطا، لم يثبت ذلك! لكنه منطقي جدا، فبرغم جرائمهم في العراق لم تستطع أية دولة تجريمهم!
والآن، هل هناك من مستغرب لما يحدث اليوم؟
هل من المستبعد أن تكون هناك أطراف خفية تمسك خيوط اللعبة من بعيد؟
وهل نستغرب الإيغال بالدماء عندما نعلم بأن للدماء علاقة وثيقة بطقوسهم؟
إن العمليات الدموية التي ترفع في بعضها لواء الإسلام ما هي إلا عمليات استخباراتية ينفذها فرسانها المنتشرين حول العالم، فبمقدورهم التداخل مع أية حركة إسلامية أو غير إسلامية لنشر الفوضى حول العالم، إن كان باستغلال أسمائهم! أو بالاتفاق معهم، فالمال كثير!
ذلك ليس كابوسا، أو تأليفا من بنات أفكارنا! ولا هي نظرية مؤامرة، إنها حقيقة واضحة لنا منذ البداية، وتتورط فيها دول كثيرة، كما هو صندوق النقد الدولي! فهو أيضا ذراع لكنه اقتصادي، يضغط على الدول لقتلها اقتصاديا، ولا تفلت دولة مستهدفة قطعا، ولكل من هذه الأذرع مهمتها المرحلية التي تهيأ الأرضية لزميلتها لتقوم بمهمتها، وهو بالضبط ما يحدث من فوضى.