کلما تحدث جريمة مروعة و مقززة في العراق، نجد اوساطا إعلامية و أقلاما مختلفة تبادر الى تبرير الجريمة تحت عنوانين، اولهما الصدفة، و الثاني نظرية المؤامرة و تعليق الاسباب على شماعات جاهزة وفق ذلك السياق.
الجريمة الوحشية التي تم إرتکابها قبل أيام بحق عضو مجلس النواب زيد الجنابي على أثر إختطافه و قتل عشرة أشخاص کانوا ضمن موکبه، بينهم شيخ عشيرته قاسم الجنابي و نجله محمد قاسم الجنابي، إضافة الى أفراد حمايته، على أثر کمين أعد لهم شمالي بغداد، والتي ساهمت في کهربة و توتر الاجواء في بغداد بصورة ملفتة للنظر، و التبريرات(الجاهزة) التي تم تسويقها، أعادت للأذهان العديد من الجرائم و المجازر الطائفية الاخرى، و التي سعت أوساطا لإدراجها ضمن نظرية المؤامرة، کأن تقوم الطائفة السنية بنفسها قتل أبنائها من أجل إتهام الآخرين!!
الإتهام الذي وجهته منظمة هيمان رايتس ووتش يوم الاثنين الماضي في بيان خاص لها لزعيم منظمة بدر هادي العامري بقيادة مليشيات لارتكاب جرائم ضد اهل السنة وقالت انها قتلت العديد منهم واحرقت منازلتهم وارغمتهم عبى مغادرة مناطقهم اثر توزيعها منشورات في قراهم ومدنهم تقول “بيوتكم قبوركم .. ارحلوا فقد اعذر من أنذر” واشارت الى ان هذه الجرائم مستمرة برغم وعود العبادي بردعها، تأتي بعد فترة قصيرة من الاتهامات الموجهة من جانب تقرير أخباري بريطاني إن قائد فيلق قدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، يشرف على “عمليات تطهير” ضد السنة في العراق. وأضاف التقرير أن “المسؤول الأول عن الميليشيات الشيعية المقاتلة في العراق، المتهمة بارتكاب جرائم ضد السنة في العراق، هو الجنرال سليماني”، مشيرة إلى أن “سليماني أشرف على تحويل القوات العسكرية والأمنية في العراق إلى ما يشبه حزب الله في لبنان”.
هذه الصورة الواضحة جدا للأوضاع في العراق و التي يبدو الدور الايراني فيها جليا خصوصا من حيث علاقته بتحريك و توجيه الامور في العراق خصوصا و المنطقة عموما، وان توارد الاتهامات و تکرارها بشأن الدور المشبوه لطهران، يختلف تماما عن التبريرات السمجة و المثيرة للسخرية التي تقوم اوساط معينة بتسويقها من أجل أهداف و غايات معينة أبعد ماتکون عن واقع القضية و جوهرها، والحقيقة التي يجب أن نلفت الانظار إليها هي ان تلك الاوساط تسعى من أجل تحريف الانظار عن الميليشيات الشيعية و اوساطا إيرانية خصوصا الحرس الثوري الايراني بإرتکابها لتلك الجرائم و المجازر، واننا نرى ان الطريق الوحيد الذي نجده الافضل لمواجهة هذه الجرائم الطائفية تکمن فيما إقترحته زعيمة المعارضة الايرانية مريم
رجوي في مؤتمر دول بخصوص التطرف الديني و دور إيران فيه عندما قالت” نظام ولاية الفقيه، هو المنبع والمصدر الرئيسي للإرهاب والتطرف الديني في المنطقة. ان الخطوة الضرورية الاولى والأهم لمواجهة التطرف تحت غطاء الإسلام، هي قطع أذرع النظام الإيراني خاصة في العراق وسوريا.”.