19 ديسمبر، 2024 12:10 ص

الرياضة .. وأمنها

الرياضة .. وأمنها

حوادث الشغب في الملاعب ليست بالجديدة ولا هي بالمنتهية فستستمر  مادام هناك رياضة تنافسية وعلى جميع الأنشطة الرياضية وتبقى  كرة القدم  لها حصة  الأسد بذلك .
شغب الجمهور يعتمد في تقليله او منعه اذا أمكن على عدة عوامل اهمها ثقافة الجمهور،  اليابان مثالا تكاد تنعدم حوادث الشغب فيه وبالمقابل الجمهور المصري الذي سجل اعتداءات مميتة ، فضلا عن روادع اخرى كالقانون الصارم والبروبكاندا الإعلامية وما الى ذلك من اليات متبعة للحد من ظاهرة الشغب والاعتداءات . 
في العراق وحيث الانفلات في كل تمفصلات الحياة المجتمعية لا تستثنى الرياضة من ذلك ، فنجد عدم انضباط الجمهور حالة متوقعة جداً كون الجمهور هو احد اهم مراجع المجتمع وإفرازاته فإبراز العضلات والتقرحات النفسية واضحة في كل الرياضات التي يصاحبها الجمهور بل تتعدى ذلك لتكون في داخل البيت الرياضي الواحد  والتي تستند على مرجعيات القوة المستمدة من التكتلات الحزبية والعشائرية ، اسوق مثالا كوني حكما دوليا في المصارعة وأبان تحكيمي لنزلات المتقدمين ( فئة الكبار ) في بغداد قبل شهرين من اليوم تقريبا ، حدثت اكثر من حالة تهجمية من قبل اللاعب الخسران مؤازرا  بجمهور و مهددا  كوادر الاتحاد وقادة النزالات  من الحكام بتهديدات عشائرية وحزبية أدت الى توقف النزالات لأكثر من مرة،  لو لم يسيطر عليها المعنيون لربما كادت ان تصل لتوقف البطولة وان حدث ذلك فهذا سيسبب بإيذاء المصارعة والمصارعين كون البطولة تحتاج الى إعداد خاص بالتمرين والتغذية والوزن وكذلك  ستربك البرنامج المعد من قبل الاتحاد، وهذا ينعكس على باقي اللعبات الرياضية الاخرى  ، فقد شاهدنا ماحدث في بعض مباريات الدوري العراقي لكرة القدم وحادثة مباراة الجوية والكهرباء ومؤخرا الميناء وامانة بغداد . 
لكي نحد من تلك الظاهرة رغم صعوبة ذلك كوننا كما اسلفت  نعيش في حالة من  الانفلات الاجتماعي المنسل من الفساد الحكومي ، وكون اكثر اليات نظامنا تحتاج الى اعادة تنظيم  وتأسيس واهمها  مبدأ الانتخابات الرياضية على صعيدي الأندية والاتحادات لان العلة الحقيقة تكمن في ذلك حيث ان هنالك تنازلات جمة من اجل  النصر الانتخابي وهذه التنازلات تنعكس على الادارة بصورة سلبية مما تسبب بذلك التسيب والانفلات وهذا يشمل الجزء المهم من العملية التنظيمية التي ينضبط فيها اللاعبون والمدربون والإداريون .
اما ما يشمل الجمهور فهذا ايضا جزء منه يقع على عاتق الاتحادات المعنية وذلك من خلال اتخاذ العقوبات  الجدية والصارمة والتي توازي الحدث من خلال سن قوانين بذلك تجرم النادي وجمهوره وتعرضه للعقوبات المادية والإيقاف والطرد  والاهم في كل ذلك الجدية وعدم التراجع باتخاذ قرار العقوبة وهذا ما تتبعه معظم الاتحادات في الدول التي تحترم نفسها والتي ترتقي بلعبتها رياضيا واخلاقيا والتي أنتجت إنجازات نقف لها اجلالا وتقديرا . 
الجزء الاخر من الحماية من خلال  تاسيس جهات أمنية خاصة لحماية المنشآت الرياضية بما فيها الدوريات الرياضية والبطولات ، هذه الحماية حسب معلومتي الشخصية بان هناك قانونا  قد وضع بزمن الوزير السابق للشباب والرياضة جاسم محمد جعفر لكنه للاسف لم يفعل والذي لو طبق سيكون هناك قوة أمنية خاصة للرياضة فقط ليس كما يحدث الان من الاستعانة بالقوات الامنية العادية وكذلك  قوات مكافحة الشغب ، والتي كانت في بعض التفاصيل مقصرة كونها لا تعتبر  هذا من واجباتها وقد وصل التقصير حد القتل كما في الحادثة الاليمة  التي وقعت على المأسوف  عليه المدرب محمد عباس في ملعب كربلاء ،  فعليه على المعنيين ان يفعلوا قانون امن الملاعب او قوة حماية المنشآت الرياضية .
وهنالك مقترح اخر:  بما ان الوزارة حسب التصريحات الاخيرة ستقوم بدعم الخصخصة من خلال الاستثمار الرياضي الذي سيخضع لقانون الاستثمار  وذلك بان تدون  ضمن القانون الذي سيسن فقرة لا حياد عنها والتي  تنص على التعاقد  مع الشركات الامنية الخاصة لحماية منشات النادي والتي تشمل ايضا بعموميتها امن الملاعب والقاعات الرياضية التي تقام عليها وفيها المباريات و البطولات مع  عدم استثناء الدعم المالي من قبل الوزارة لتحقيق هذه الفقرة  للأندية التي لا تملك استثمار يغطي احتياجاتها وهذا ما سيقرره المختصون . ان تحقق ذلك سنحافظ على رياضتنا من الخدش والجروح التي ستصيبها جراء بعض التصرفات الخرقاء والتي للاسف كثرت هذه الأيام ، وبما يشمل كرة القدم فعين (بلاتر ) من سويسرا متربصة  بما يكفي  لترصد ما يجري على ملاعب العراق .
وكما قالوا ” اذا أضعت ثروتك ، لم تخسر شيئا ، فان أضعت صحتك خسرت شيئا كثيرا . اما اذا أضعت قرارك وعزمك ، فقد خسرت كل شيء “
 
[email protected]