18 ديسمبر، 2024 9:11 م

أنامل مُقيّدة – وصايا السيد السيستاني وسلوك الدواعش/1

أنامل مُقيّدة – وصايا السيد السيستاني وسلوك الدواعش/1

الوصايا او التوجيهات التي أصدرها سماحة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني الى جميع القوى المقاتلة في ساحات الحرب ضد الارهاب المتمثل بتنظيم داعش في المناطق العراقية التي يسيطر عليها طيلة الشهور الماضية تمثل منعطفا ومنهجا قويما يستند الى رؤية واضحة في كيفية التعامل مع واقع المعركة على الارض بكل مفرداتها وتعبر عن الروح الانسانية والبعد الاسلامي في اطار روح التسامح الذي يمثله هذا الدين من خلال أخلاق الرسول الأكرم (ص).

واذا توقفنا عند الفقرة الثانية والثالثة من التوصيات سنجد ان العمق والبعد الروحي في التمسك بسماحة الاسلام الاصيل يتوهج من فكر السيد المرجع من حيث الآداب العامة للجهاد التي كان يؤكد عليها رسول الانسانية نبينا محمد (ص) لأتباعه وهم يتأهبون للخروج من اجل القتال في سبيل الله فتجده يتوقف كثيرا عند تلك العبارات ” لا تغلوا، ولا تمثّلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبيّاً ولا امرأة، ولا تقطعوا شجراً إلاّ أن تضطرّوا إليها”

ولو قارنا بين هذا الإصرار على التحلي بأخلاق نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام وبين ما تقوم بهد داعش او ما يسمى كذبا وبهتانا “بالدولة الاسلامية” حيث لم تسثني طفلا او عجوزا او شيخا كبير إلا وقتلتهم قتلا عامدا وإصرارا على الجريمة ولم يستثنوا النساء كبيرة كانت أو وصغيرة إلا وعمدوا الى اغتصابها وهتك حرمتها في أعز ما تملك سواء كانت مسلمة او

تدين بدين آخر فالجميع حرم الإسلام التعدي عليهن ، ولم يتركوا معلما حضاريا او أثرا تاريخيا إلا ونسفوه ومسحوه من على وجه الارض وبعبارة أخرى أن أفعال داعش سحقت الحجر والبشر وداست على كرامة الانسانية جميعا وقتلت البسمة في وجوه الاطفال الابرياء الذين لا ذنب لهم في عداد الحروب .

نقول اذن الى من يدافع او يحتضن او يحمي تلك المجاميع الارهابية هل كان لديكم الوقت لتقرؤوا ما بين سطور هذه الوصايا التي أطلقها المرجع السيستاني رعاه الله وهي خطاب ليس للعراق وشعبه فحسب وإنما لكل الانسانية في أن يعودوا الى رسالة الإسلام والحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم وأن يفرق هؤلاء بين تلك العدالة وروح الحب والتسامح المستمدة من شريعة الباري عزوجل التي تؤمن بها المرجعية في النجف الاشرف وبين من يدعي بدولة الخلافة الاسلامية التي يُراد تطبيقها من قبل بعض المعتوهين والمرتزقة القادمين الينا من الشيشان وليبيا ودول الخليج ومن لحق بركبهم الاسود من العراقيين .

هذه واحدة من المفردات وللباقي تتمة.