الإستراتيجية الأمريكية وضعت منذ عقود, بحيث ترسم مستقبل المنطقة, بحسب ما تشتهي الإدارة الأمريكية, وتتوقع أدق التفاصيل, كي تسيطر تماما على الزمن, فرسمت لصدام نهايته بالجحر منذ عقود, وتحققت الأسطر إلى واقع, بحسب التوقيتات الزمنية, الحشد الشعبي احدث مفاجئة للمخطط الأمريكي, حيث أحال برامجه إلى سراب, وأوقف خططه عن العمل, مما اثر على إستراتيجيته بكاملها, فالذي حصل خارج نطاق التوقع.
ذكرت صحيفة الواشنطن بوست إن قوات الحشد الشعبي, تعمل بشكل متزايد في صد هجمات تنظيم داعش, وتتمتع بروح معنوية عالية, فهذه الفصائل تقوم بدور عسكري كبير وتكتيكات وخطط, تجعل المواجهة مع داعش محسومة لصالحهم, والنجاح الأخير في تحرير محافظة ديالى, من تنظيم داعش, بواسطة قوة عسكرية صغيرة, لفت انتباه الرأي العام, على اعتباره نجاح للحشد الشعبي, في مقابل فشل أمريكا وتحالفها الدولي.
هزيمة الأمريكان, دفعتهم للتفكير بقلب النتائج, عبر آليات متنوعة, تقوم بها على ارض الواقع, كي تعود بخططها للتأثير.
لم تجد الإدارة الأمريكية, امضي من سلاح الإشاعات, لتسقيط المتطوعين, مع تفكيرها في تصحيح الإستراتيجية, التي تم تعطيلها بفتوى المرجعية, فأحدثت زوبعة إعلامية, ضد الحشد الشعبي, كي تصيب الروح المعنوية للحشد بمقتل, ليعاد السيناريو المرسوم للعمل, وهكذا اتجهت المنظومة الإعلامية الأمريكية, والقنوات الخاضعة لها, لتنشر الأكاذيب عن قوات الحشد الشعبي.
لجئت الإدارة الأمريكية لدعم الدواعش, بشكل غير مباشر, لتعود الأرض بيد العصابات, عبر فتح مسارات التمويل, من تسهيل عمليات تهريب النفط, وتنشيط خطط نقل السلاح للدواعش, مع توفير نوع من الحماية لما يجري من خطيئة, وقضية الطائرة الروسية, كشفت الكثير من المستور, ومن الجهة المقابلة عملت على تعطيل صفقات التسلح العراقية, والتي تمسك بأغلب خيوطها الإدارة الأمريكية, كي تعود المبادرة بيد الدواعش.
الإدارة الأمريكية تدرك تأثير العامل الاقتصادي في الحروب, لذا لجئت للدفع بمشايخ الخليج لإغراق سوق النفط, فتم إحداث زلزال بأسعار النفط, لتهبط لأرقام مخيفة, تهدد اقتصاد البلاد, وتم خلق أزمة مالية , ليصعب الوفاء بالتزاماتها, وبالتالي التأثير على مجمل قضايا البلد, ومنها حرب الإرهاب, والتي تحتاج لأموال كثيرة, مما يعني فسح المجال لتنظيم داعش ليتمدد, وبالتالي عبور الفشل الأمريكي, الذي حصل بفعل قوة الحشد الشعبي.
الخبث الأمريكي سيستمر, ودمى المنطقة ستستمر بالتهريج, فالدولار يحرك مشاعرها, لذا نحتاج رص الصفوف, وعدم السماح بأي تهاون, والالتزام بتعليمات المرجعية الصالحة.