لا ادري اهي الظروف العراقية المعقدة ام هو الشعب العراقي المسطول ام هو الحظ الذي جعل من ابن الفلوجة صالح المطلق شخصية سياسية تصل الى قمة الهرم السياسي في العراق، فالمثل العراقي يقول (احجي بخت وكوم بخت مسكين يالمالك بخت) ومعلوم طبعاً ان البخت تعني الحظ. فمن غير المعقول ان يتحول شخص لاتنطبق عليه غير صفة المنشار فهو المنشار البعثي الذي يجسد المثل المصري (كالمنشار صاعد واكل نازل واكل) ليصبح نائباً لرئيس وزراء اهم دولة في تاريخ الشرق الاوسط وعلى مدى سنين.
فقد كان منعّماً ومرفهاً وهو يتلذذ بخدمة سيدته ساجدة خيرالله زوجة المقبور هدام حيث يقوم بخدمة ادارته لمزارعها وقد اصبح متنعماً بعد زوال نعمة اسياده ليكون من المتزلفين الوصوليين الذين ينعمون بالمغانم في كل الاوقات، وانا لم ار اي منجز للمطلق يمكن ان يعتز به المواطن العراقي ليمنحه احقية وصوله الى هذا المستوى اللهم الا نداءاته المتكرره ضد ايران والتهويل من خطورة البعبع الصفوي وخصوصاً ايام الدعاية الانتخابية.
غير انني مشفق عليه لعلمي بعدم ارتياحه النفسي وتحسره على ايام سجوده لان هذه النوعيات من البشر لاترتاح الا في ظروف الخنوع لاسيادها فهي كشعراء العصر الجاهلي تتلذذ بالعذاب والخنوع للحبيب، وهذا امر نفسي يفقهه علماء النفس.
والان وقد قرر مجلس النواب استجوابه على خلفية فضائحه التي كشف عنها غريمه او “صديق الامس لا ادري” على خلفية تزعمه للجنة مساعدات النازحين الذين لازالوا يكابدون معاناتهم ويتسائلون عن الاموال التي تسلمها اليطلق ومنها اكثر من 500 مليار دينار من مجلس الوزراء اضافة الى 500 مليون دولار من السعودية وكذلك 100 مليون دولار من دول اخرى التي يمكن ان تحقق شيئاً ملموساً بصورة جدية لاحوال النازحين، فماذا سيكون موقف (قائمته العربية) التي فقدت اعضائها ولم يبق معه منهم الا اربعة كما تناقلته الاخبار؟. وحسناً فعلت الحكومة اذ اودعت احد اتباع النظام السابق هذه المسؤولية والا لقامت الدنيا ولم تقعد لو ان شيعي تسلم هذه المسؤولية لصاح طارق الهاشمي من على مرتفات اسطنبول ( ولك باكونه الصفويين ) ولناداه رافع العيساوي من ديار الزرقاوي في عمان ( مو جانت هاي المالية بيدي، ياحيف راحت ).
والعجيب ان من اطاح به مطلوب للانتربول على خلفية فساد فاحت رائحتها في عقود تزويد الطعام للجيش العراقي الذي كان يمثل قوائم وهمية والفضيحة تدور في الاوساط العراقية والسياسية منذ زمن، مضافاً لذلك فضيحة الغجرية ساجدة عبيد التي تزوجها سراً بعد ان التقاها في مزرعة مع وطبان ايام كان احد بيادق الحكم الصدامي وكيف انه تزوج ابنته منها واسمها صبا وعندما وبّخته على فعلته مستغربة لكيفية قيامه بها، اجابها بان الغجر لايعرفون الحلال والحرام وهو ما تناقلته الوسائل الاعلامية كذلك.
وهكذا اصبح وجود مشعان في مجلس النواب عبارة عن ( رب ضارة نافعه ) رغم تاريخه المعلوم ايام البعث وقد شاهد العالم جميعاً مدى صلافة دفاعه عن صدام وحكمه، ولكن على ما يبدو ان حظوظ هؤلاء في الدنيا كبيرة لا لشيء الا مصداقاً لقوله تعالى ( انما نملي لهم ليزدادوا اثماً ) فهي ازدياداً لهم في آثام الدنيا والقاءً لحجة رب العالمين عليهم من حيث لايشعرون، فدعهم يتمتعوا الى حين.
ان حال فضائحهم ومناكفاتهم هذه التي كشفت مستورهم تجسد المثل ( لم يحضوا بهم وهم يسرقون ولكن مسكوهم وهم يتقاسمون )، وهذه الندية متاتية لاشك من حسد بعضهم البعض لانهم يعرفون بعضهم وخلفياتهم جيداً لهذا فهم يتنافسون على شيء اسمه الجاه والبروز نتيجة لاطّلاع احدهم على احوال الاخر.
وقد صرح المطلق بان مشعان اخبره حين انتمائه لقائمته بانه سيكون سيفه الذي يحارب به، اذن هكذا هم وهذه هي حقيقتهم كما هو عهد الشعب العراقي بازلام البعث ( الم يغدر صدام برفاق الامس وقتل في ليلة واحدة خمسين منهم بما فيهم الحمداني المسمى مدلل الحزب )؟.
وهؤلاء ليسوا اول ولا آخر الحرامية من البعثية الذين مهد الله لهم الامر كي تنكشف حقيقتهم ولكي لايخرج علينا من يدعي ان البعثيين هم الاصلح من غيرهم وان حزب البعث هو الافضل وان الحرامية تخاف من بعبع البعث … الخ من الادعاءات، انما هم شخوص كارتونية تسقط في ابسط مستنقع من مستنقعات الملذات حيث لاعقيدة لها الا العبث الذي لايعرف غير المصلحة الشخصية وتسلقه على طريقة الغاية تبرر الوسيلة وهو ما اعترف به كاتبهم حسن العلوي الامر الذي ذكرناه اكثر من مرة ولكن لايريد البعض على مايبدو الاعتراف بهذه الحقيقة لغاية في نفسه.
ومشعان الجبوري هو الاخر يؤكد هذا المنحى على طريقة “من لسانك ادينك” فقد صرح في 27/ 10/2014 ( ان المطلق خريج المدرسة الصدامية التي تقوم على اساس الاساءة للخصم وتلفيق القصص عنه لتسقيطه امام الشعب ) وقد اوضحنا ذلك في مقالتنا السابقة.
صحيح ان هنالك الكثير من المسؤولين قد تورطوا بسرقة الكثير من اموال الشعب بعد زوال العبث, ولكن الم يكن اول من سن هذه السنة السيئة هم عمالقة البعث ايهم السامرائي وزير الكهرباء الاسبق حيث سرق مليار دولار والشعلان وزير الدفاع الاسبق على نفس النهج بعد ان ادعى انه الوطني الاول واخذ يرعد ويزمجر وقد صرح ذلك التصريح الغريب الذي لايصب الا في خانة الغرائب من دهور السياسة بقولة (ايران العدو الاول للعراق) وكانه يعيد ايام امجاد قادسية سيده المقبور. هذا ويعلم الجميع كيف ان ظاهرة الفساد المالي والرشوة بالذات انتشرت بين العراقيين فاصبح الموظف لايروج لمعاملة دون اخذه الرشوة منذ اواخر سنوات الحكم الصدامي واتسعت الى يومنا هذا. راجين من العراقيين الشرفاء العمل على القضاء على هذه الظاهرة وتخليص العراق منها باذنه تعالى.
مقابل ذلك فللانسان العراقي الكريم ان يتسائل وبكل براءة، هل لدى الفرس الصفويين كل هذه الفضائح التي يندى لها الجبين. اننا نذكر هذا رغم تاكدنا من ان الكثير ممن سيحسبنا من الصفويين وياليتنا منهم لنكون من ذلك البلد الذي خوَف العالم كما عبر عن ذلك احدهم ولكننا نحاول الاستفادة من تجارب الغير والاتعاظ من سوء تجاربنا مهما كلفنا ذلك اسهاماً منا للاخذ بيد بلادنا نحو الافضل والله على ذلك شهيد وهو الذي يزكي الانفس.
الم تحصل خلافات سياسية وصلت الى اوجها وهو ماحدث بين مايسمى التيار الاصلاحي والتيار المتشدد وقد خرج اتباع حسين الموسوي بالملايين واتباع احمدي نجاد كذلك بالملايين واصبحت الندية فيما بينهم على اشدها بعد الانتخابات العامة ولكن لم يشاهد العالم شيئاً من فضائح الاتهامات الاخلاقية او شيء من فساد الاموال وسرقة قوت الشعب والتي يندى لها الجبين كما يحصل عندنا.
بعد كل هذا ما نحن فاعلون وماهو دور الشعب العراقي وهل سيسمح لهكذا اقزام للتلاعب بمستقبل البلد لمجرد قصد النكاية الطائفية ليخسر الجميع وينحدر العراق العظيم بسبب استفادة هكذا امّعات من القضية الطائفية ويستمر دوران هكذا عهود على العراق دون تحسن؟!.
فمن المعلوم ان من اختارهم هي شريحة من ابناء الشعب التي لولاها لما وصلت هكذا نماذج لسدة الحكم وعليه فلايجب القاء اللوم على بيادق الحكومة ان تعثر اداءها فنحن من اوصلهم ولاسباب عدة منها طائفية او نفعية او سوء في التقدير او لاسباب يستطعمها بعضنا لعلة فيه، لهذا نكون كما قال الشاعر ( نلوم زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ).
قاتل الله كل متصيد بمياه الطائفية وكل من ادخل الدين في المسرح السياسي بغير حق وكل من عرف الحق فمال عنه وحفظ العراق وشعبه المخلص من كل مكروه.