في كل دول العالم التي تعيش أضطرابات بين النظام الحاكم والمعارضة نرى تبرز فيها حكومتان حكومة النظام وحكومة المعارضة أو تسمى غالباً حكومة المنفى وهذه الأخيرة تظهر عندما تشتد الخلافات وتصل الأمور الى طريق مسدود . لكن في العراق نعيش أحد أبرز عجائب السياسة في العالم وهي وجود ثلاث حكومات وجميعها متوافقة وتعمل تحت سقف الدولة . الأولى :هي حكومة السيد حيدر العبادي ذات التوافق السياسي الداخلي و ذات التوافق الأمريكي الأيراني و الأقليمي وحتى العالمي وهي لديها سلطة علي بعض الوزراء وجزء من الجيش والأجهزة الأمنية .والثانية: هي حكومة الضل التي يقودها السيد نوري المالكي وهي ايظا ذات دعم ايراني وتشبه كثيراً ما كان يفعله الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في اليمن قبل الانقلاب الحوثي والسيطرة على اليمن وهي تسيطر ايظا على جزء من الأجهزة الامنية والمليشيات التي يتكون منها الحشد الشعبي وتعجز الحكومة الاولى عن مجاراتها أو حتى تغير شخصياتها مثل أمين بغداد السيد نعيم عبعوب وتواجه مشكلة في سن القوانين مثل قانون المساءلة والعدالة أو مشروع الحرس الوطني .والثالثة : هي حكومة أقليم كردستان ذات الطموح التوسعي والتي ايظا تحظى بدعم أمريكي أوربي وحتى ايراني وهي تبتلع المناطق التي تحررها من سيطرة داعش وتضمها الى أقليم كردستان وتعجز الحكومتان الأولى والثانية في منعها عن تطبيق ما يهوى لها مثل أرسال قوات عسكرية من البشمركة الى مدينة كوباني السورية ذات الأغلبية الكردية.
طبعاً الولايات المتحدة تدعم حكومة السيد حيدر العبادي لأرضاء العرب السنة في محاولة لأعادة الامور الى الطريق الصحيح بعد أن وجه لها اللوم على ماحدث للعراق بعد عام 2003 الى الآن وتبقى دعمها للأكراد في حال أنهار الوضع بالكامل في الوسط والجنوب فيبقى لديها موطئ قدم في الشمال الذي تملك فيه أكبر قوة مخابراتية في الشرق الأوسط على أرضيه .
وايران التي تقف في ظهرها روسيا والصين تدعم الجميع طبعاً ليبقى الوضع كما هو عليه في البلد من عدم أستقرار والتشتت والضعف لكي يبقى العراق مركز نفوذ لها .وثانياً أذا ما سقطت حكومة فيكون لها البديل الجاهز الذي لايتعارض مع مصالحها .
