أَبسط مقومات الحياة في البلدان التي تحترم نفسها هي الأمن ووحدة البلد . وقد شهدنا تجارب عدة كانت فيها البلدان تسعى الى لملمة حدودها ووحدتها ولنا في المانيا التي كسرت جدار برلين مثالا رائعا على وحدة الألمانيتين بعد سنوات من التقسيم ليعيش الشعب الألماني واحدا موحدا تقوده الأن أمرأة حديدية في حبها لوحدة المانيا وشرسة في الحوار والتقدم للوصول بألمانيا الى ان تجعل منها قطبا عالمياً يغير معادلات دولية .
وأوكرانيا التي تذوق اليوم طعماً مرراً نتيجة لأنفصال الجبل الأسود نتيجة لتدخلات خارجية جعلت منها دولة ضعيفة تحاول ان تلملم نفسها .
كل دول العالم تسعى للوحدة بين شعوبها بفضل مالديها من قيادات تعرف جيدا ان تماسك الدول لايتم اِلا من خلال وحدة الشعوب واحترام كراماتها .
العراق وحده ابتلى بمصائب كارثية جعلته مفككا مهشما وهو عرضة الآن للتمزيق أوصالاً نتيجة للجهل الواضح في عقلية قيادته على مدى السنوات ال 12 الماضية .
شعب كان ينعم بوحدة موحدة رغم المآسي التي مرت به عبر الحروب المجانية والممارسات الدكتاتورية لكن ابنائه كانوا متحابين لايفرق بينهم دين او عرق او طائفة وتلك سمة تميز الشعب العراقي عبر العصور . الى ان جائتنا امريكا المجرمة ومعها عملاء تصورنا للوهلة الأولى على انهم وطنيون سيبنون ويؤسسون لبلد متحضر متطور فيه كرامة الأنسان فوق كل اعتبار ولكن حصل العكس تماما !
ارض العراق بدت طاردة لعلمائها وخبراتها بفضل القيادات التي جائت على ظهر الدبابة الأمريكية فزرعة بذور التفرقة والثأر بين ابناء البلد الواحد ومن ثم زرعت مرض الطائفية الخبيث وهي تنفذ اجندة بعيدة كل البعد عن الوطنية وشرعت في تبديد ثرواته بشكل فضيع حتى استحال العراق الى خربة ليس فيها سوى الاحقاد والضغائن وعمليات الثأر وبدلاً من ان نعمل على تعويض السنوات التي شهدت حروب وحصار راح ساستنا الجدد يعمقون الألم ويفتتون عضد الشعب بعد ان قسموا العراق وأِن لم يكن بشكل رسمي !
كل تلك الأفعال زالأهوال التي حلت بالعراق اعطت فرصة كبيرة للأرهاب ليزداد قساوة ويخطف ارواح بريئة لاذنب لها سوى انها من الطائفة هذه او الطائفة تلك . من الدين هذا او الدين ذاك لتنتهي الولاية الثانية للمالكي وقد احتل الأرهاب اراضي واسعة ومدن كبيرة دون قتال !
معروف للقاصي والداني ان تلك النتائج الكارثية التي حلت بالبلاد كانت لها اسباب اهمها ان الحكومات المتعاقبة لم تؤسس لقوانين تطور الوطن والمواطن وتعيد له كرامته بل ان جل القوانين التي تبنتها كتل واحزاب كانت مبنية على اساس من المحسوبية والمناطقية والطائفية بل ان بعضها قوانين تكرس تقسيم الشعب العراقي الى فئات ومن هنا بدأت الأنهيارات رغم تجييش الأعداد الكبيرة من المتطوعين في سلك الشرطة والجيش اذ لم يشهد العراق هكذا اعداد وصلت الى اكثر من 30 الف منتسب في محافظة واحدة دون ان يتحقق الأمن بشكل ملموس . كل ماوصلنا اليه وسنصل من كوارث انما هو ناتج عن سوء ادارة واضح متعمد !
وبدلاً من ان تقوم الحكومة الجديدة القديمة بأجراء اصلاحات حقيقية في سياسات دمرت البلد راحد تتكتم على جرائم السياسات السابقة وتستمر بالعلاجات التي لاتنفع بل تزيد الأمور تعقيدا من خلال اعتمادها على ذات المستشارين الذين دمروا البلد والذين لاروق لهم استقرار العراق فراحوا يحاولون تشريع قوانين كارثية سوف تؤدي الى تقسيم البلد وجعله من الدول المتخلفة التي لاتحصل على ايرادات تنشط اقتصادها حتى لو صدرنا 10 مليون برميل من النفط يوماً ومن تلك القوانين مايسمى بالحرس الوطني !
هذا القانون سيجلب لنا الويلات فهو اولا يفترض ان العراق سوف يبقى الى الأبد دون استقرار ولذا فانه سيعمل على تطويع الآلف ضمن ملاك مايسمى بالحرس الوطني وهذا يحتاج الى تخصيصات مالية هائلة في حين ان البلد يحتاج الى تلك التخصيصات لتأمين متطلبات الحياة كالخدمات وتأمين لقمة العيش وان استمر هذا القانون فستكون لدينا الجيش والشرطة والحرس الوطني ومع هذا سوف لن يتوفر الأمن !
ثانيا . الأمن ياسادة ياكرام يتوفر عندما يشعر المواطن ان كرامته مصانة وانه يتساوى مع باقي المواطنين في نختلف بقاع الوطن وان لاتتم التفرقة بين ابناء الوطن وان يتم معالجة مظالم الناس التي كرستها سياسات الحكومات السابقة حين ملئت السجون والمعتقلات بالآلاف من المواطنين الأبرياء . ولو دققنا في تصريحات رئيس مجلس القضاء الأعلى في مناسبة قريبة حين قال ان اكثر من 498 مخبر سري محال الى المحاكب بتهمة الكذب سنعرف حجم المعاناة التي لحقت بالألاف من الموطنين الذين حولتهم الحكومة الى اعداء لها .
لذا فان استقرار العراق سوف لن يكون قبل اصدار قوانين سريعة تعطي الحقوق لأهلها وتعتذر للشعب على ماحل به من ظلم وجور . وبعد اصدار تلك القوانين سيشهد العراق استقرارا واضحا فالعراقي معروف بطيبته أِن انصفته وفي هذه الحالة لانحتاج الى هذا الكم الهائل من المتطوعين لأن الشعب بكامل شرائحه سوف يكون موحدا ويصعب اختراقه . هذه نصيحة رغم علمي بعدم الأخذ بها لكننا نقول ( اللهم اشهد اني قد بلغت ) ولن ينتهي الأرهاب دون تلك القوانين التي تعيد اللحمة الوطنية وتبعد الأحقاد والأنتقام وعلى مجلس النواب ان يعرف ان القوانين التي نشيح التسامح والوحدة وحدها ستجعلهم محترمين في قلوب الناس وليس العكس . فأتقوا الله في الشعب قبل فوات الأوان وهنا نذكر فقط ( لو دامت لصدام ماوصلت للمالكي الذي لم يتعظ ولو دامت للمالكي ماوصلت للعبادي الذي اتمنى ان يتعظ ) والله على مانقول شهيد . ارجعوا الى وحدة شعبكم . ارجعوا الى الله فهو لايقبل بالظلم وكفاكم مهاترات وقوانين تؤجج مشاعر الناس وتبدد اموال العراق ولاتبنيه