من خلال الرصد والمتابعة , فلَم تكن هنالك ردود فعلٍ حادة من معظم القوى السياسية والنخب الثقافية وسواها , على عملية رفع العلم الكردي في كركوك والتي كان بطل ! العملية فيها محافظ كركوك السيد نجم الدين كريم .! , وعلى الرغم من الرفض ” الدبلوماسي نصف او شبه المتقن ” للناطق الرسمي لمجلس الوزراء ” د. سعد الحديثي ” لهذا الأجراء الذي جرى مؤخراً في كركوك , لكنَّ عدم ظهور ردود افعالٍ جادة وحادّة من مختلف القوى العراقية وبضمنها ” روّاد السوشيال ميديا ” , فمؤدّى ذلك هو استخفاف هذه القوى بالتصرّف الذي ابداه محافظ كركوك , واعتبارهم أنّ ذلك لا يشكّل سوى سلوك ليس له قيمة فعلية او مادية ولا حتى معنوية .!
وفي الواقع فأنّ الأجراء الذي قام به السيد المحافظ ” وهو طبيب دخل عالم السياسة من نافذة تنصيبه كمحافظ ” , فهو إجراءٌ مفتقد للتقنيات السياسية في مجالات السيناريو والأنتاج والإخراج , اكثر ممّا هو فاشل بأمتياز في حساباتِ عِلمِ الإعلام والدعاية السياسية , فأنّ رفع الرايات والأعلام ” الخفّاقة ! ” فوق سطوح الدوائر الحكومية على اية مدينة او محافظة لا يمثل اطلاقا وبتاتاً عائدية تلك المدن لأصحاب الأعلام والرايات وذلك أمرٌ RIDICULOUS- مثير للسخرية والإستخفاف .. علماً أنّ محافظ كركوك هو اشدّ تطرفاً وتعصباً ” عرقياً ” من كلا السيدين البرزاني والطالباني .! لكنه يبدو وكأنه يقرأ الكلمات من اليسار الى اليمين ” مع حفظ المقامات ” ولا نقصد – المقامات الغنائية – .
ومرّةً اخرى , فأنّ السيد المحافظ هذا وما قام به ! ربما ناجم عن ذكاءٍ مُتَصَوّر لديه , بأنه استغلال واستثمار للظرف الحربي – السياسي ” المدوّل ” الذي تمرّ به الدولة العراقية في المعركة الحامية الوطيس مع داعش , وما يسفر عنها من موجاتٍ وكأنها ” امواج ” من الآلاف المؤلفة من النازحين , لكنّ كلّ ذلك المفترض ! هو افتقادٌ للرؤى السياسية وغير السياسية بأن انتهاء المعركة في القضاء على داعش سوف يسفر عن نتائجٍ ومضاعفاتٍ غير محسوبة , ولربما يغدو نجم الدين كريم هو اوّل ضحايها او يصدر اوامره العاجله بأنزال العلم الكوردي من بناية المحافظة والدوائر الحكومية الأخرى .!
وِفقَ عِلمِ المنطق السياسي , وكذلك اللامنطق , فأنّ كركوك ” وسواها ايضاً ” سوف تعود للدولة العراقية سواءً عسكرياً ! او سياسياً او عبر توافقاتٍ دولية , مع الإشارةِ المشار اليها بالآلاف المؤلفة من الأشارات بأنّ الدول المحيطة بالأقليم الذي جرى تسميته كأقليم ” تركيا , ايران , وسوريا ” ترفض وجود مثل هذا ” الكيان ” الذي لا منفذ لحدوده خارج هذه الول الثلاث .!
ومعَ , وقبلَ وبعدَ كلّ ذلك , فأنّ موقف سيادة الرئيس فؤاد معصوم – رئيس الجمهورية – عِبرَ التزامه الصمت المطبق تجاه السلوك الفردي لمحافظ كركوك , وايضا بوجود قوات البيشمركة التابعة للأتحاد الوطني الكردستاني بنسبةٍ عدديةٍ اكثر مما لبيشمركة حزب الحزب الديمقراطي الكردستاني ” البارازانية ” في او في احتلال كركوك بالتزامن والتناغم مع السويعات الأوائل لإحتلال الدواعش للموصل , فأنّ ذلك يضع الرئيس معصوم في قلب الزاوية الحرجة لموقعه الرئاسي المُربِك , لكننا اعتدنا وربما ادمنّا أنّ سيادة الرئيس يتعمّد اختيار والتزام ” السكوت ” لمراهنته أنّ مجتمع الوطن العراقي منهمكٌ في الإفلات من كلّ هذا وذاك , لمحاولة الحفاظ على الحياة من مفخخة , او من مردفاتها المدروسة والمحسوسة , على الأقلّ .!!