ان من اولويات مهنة الصحافة ودور الاعلام هما النقد البناء والتوجيه والارشاد والاستدلال على طريق ايجاد الحلول البناءة والتي تكون عاملا مساعدا للسلطة التنفيذية في اطار المحاولة لكسب الوقت واختصار الزمن من اجل تنفيذ الحول للقضايا الملحة التي ترتبط اولا وأخيرا بمصالح الناس والجماهير التي كانت ومازالت صاحبة المصلحة الاساسية والرئيسية في التغيير المنشود والذي يطالب به الجميع باعتباره الوسيلة الناجعة للانتقال من الواقع المريض الراهن الى واقع اخر متعافي ويتم فيه استثمار جهود كل القوى القادرة على البناء والعطاء وبالتالي تحقيق الوعود ومايتم الاتفاق عليه بين الاطراف المختلفة. ان مهمة الصحافة والاعلام يمكن ان تكون في لعب دور المساعد وفتح البوابات المغلقة من تلك التي اصطدمت بالعديد من المعوقات والصعوبات بسبب اختلاف وجهات النظر والتطلعات التي يعتبرها كل طرف مشروعة فلكاتب والصحفي والإعلامي يعتبر بمثابة الاخ الناصح الكبير الذي يحاول جهد إمكاناته ربط الخطوط المنقطعة بين القوى السياسية المختلفة وفتح الحوارات الهادفة الى كسر الحواجز التي يعمل بعض من ذوي المصالح الخاصة الى ترسيخها بين القوى هذه خدمة لمصالح أنية ضيقة بجانب قيام الصحفي والاعلامي باشاعة روح المحبة والتسامح والتذكير ببعض المواقف السياسية او التأريخية التي قد جمعت ووحدت المواقف واجمع عليها الجميع وساهمت بتجاوز مراحل معينة بذاتها وبعبارة اخرى يجب على الصحفي والاعلامي القيام بمهمة التذكير وتناول التأريخ القريب والبعيد من اجل انجاح مهمته في الجمع وليس التفريق.
واذا كان الصحفي او الاعلامي قد اخذ على عاتقه القيام بهذا الدور الوطني والشريف فان عليه من جانب اخر ان لا يضع نفسه طرفا في كل مايدور ويحول نفسه الى حكما بيده عصى المسألة والتسلط والتشكيك بالنوايا للاطراف وعلى اختلاف مسمياتها وعناوينها لأنه والحالة كذلك قد خرج عن دوره البناء وساهم في تعقيد المواقف وتقسية القلوب بدلا من ايجاد الحلول والمعالجات التي تقرب وجهات النظر وليس المضي فيها الى مجالات ابعد من المتوقع.ومن المؤسف حقا ان تجد بعض الزملاء ممن أتيحت امامهم فرص للعب الدور الايجابي ان يسخروا اقلامهم بالضد من المصلحة الوطنية ويساهموا في تعقيد المواقف والذهاب بها بعيدا الى حدود من القطيعة التي لا عودة عنها وهم بذلك قد خرجوا عن الدور الذي يتعين ان تقوم به الصحافة كقوة وقدرة ومارسوا دورا تخريبيا والحقوا الضرر والاذى ليس بانفسهم فحسب بل حتى بالجهات التي كانت تدفعهم للكتابة في هذا الاتجاه وما أكثره اليوم من كتاب وعلاميين وصحفيين يملئون العشرات من الصحف اليومية والاسبوعية والقنوات الفضائية والمواقع الكترونية التي يعج بها العراق هذه الايام. والخلاصة التي نقولها للجميع ان يضعوا ضميرهم امام اعينهم حتى قبل ان يمسكوا بالقلم ويفكروا في الكتابة عن هذا الموضوع اوذاك وللبقية صلة.