الحشد الشعبي يمثل جذوة نور لنفق طويل مظلم كونه وليد حقد وجنين محرومية لسنوات عجاف مرت بتهميش وتسقيط وظلم طائفة مساحتها كبيرة ونفوسها الأكثرية جاء بفتوى الجهاد الكفائي مدافعا عن أرض العراق ومقدساته بدون إعداد عسكري أو تدريب بدني تحدوهم الرغبة , التحم فيه الكهول والشيوخ والشباب إستجابة للنداء وعشقا للتضحية منخرطة مع المقاومة الأسلامية التي كانت متواجده في الميدان كبدر, العصائب ,كتائب حزب الله ,النجباء الخراساني ,كتائب الامام علي واللواء الرسالي وبقية الفصائل المنضوية تحت هذا المسمى بقيادييها المعروفين لتشكل جبهة نضالية لحماية العراق ومقدساته , إدارة هذه المسميات تعتمد على مؤسسيها والداعمين لها ولذلك لم تكن موحدة الفكرة والأسلوب , لارئيس ولامرؤوس بينهم سوى الرغبة والأيمان والتخطيط والمعلومة و استعمال السلاح و القدرة البدنية ليكون في مقدمة الصفوف , المعركة طويلة ولانهاية قريبة لها ان بقيت على هذا الشكل من قلة العدة ونقص الخبرة وقلة الدعم وغياب التنسيق بينها من جهة والحكومة من جهة أخرى ,انعدم بصيص الأمل القريب لنهاية المعركة فالواجب الأخلاقي والديني يحتم البحث عن صفحة أخرى تكون لهذه الحالة منقذا مما دعاها لاختيار نوري المالكي قائدا لها لهذه المرحلة , لاغبار على ذلك باعتبار الرجل يعرف أسرارها ومعوقات عملها ولديه الخبرة من سنوات عمله في النضال السري ضد حكومة البعث الصدامية وما أعقبها بعد عام 2003 وكيفية مواجهته لصفحات العنف وغياب الأمن ومجاميع المسلحين في ساحات البلد المختلفة , مشروع في بدايته له مسبباته الأيديولوجية والفكرية لان معرفة الأرض التي يراد ان يُضع فيها القدم ضرورية جدا لخطوة أُخرى تعقبها اكثر عمقا وأطول مسافة وكما يقال مسافة الألف ميل تبدأ بميل , هذا الوضع أزعج البعض واعتبره فشلا لها وبداية نهايتها لتنصيبها نوري المالكي باعتباره لايحظى بالمقبولية لدى الشارع والمرجعية التي جاءت على لسان سماحة السيد مقتدى الصدر وأضاف قائلا ( مثلي لايبايع مثله )
عبارة قاسية ووقعها مؤلم سواءا على المقصود أو الجمهور فالمالكي ليس أجنبيا أو من غير كوكب إلا ان الخلافات السياسية التي عصفت بالعلاقة بين المالكي وسماحته طيلة الفترة الماضية زادت حدتها ووسعت هوتها كلما اقتربت الأنتخابات لتشن الحرب الكلامية وتدفىء التصريحات المتشنجه بعضهم مع الاخر , خيمة التحالف الوطني بمكوناته لم تعالج هذا الخلاف برغم تواجدهم فيه وَتَنْحت متفرجة أو بالأحرى شامتة ومطبلة ومساهمة أحيانا لهذا الواقع الذي ينخر وحدة التحالف ويشق تكاتفه وينهي تأثيره كما هو الآن اسما بلا مسمى لانه لم يستطع ان يحل مشكلة أو يتخذ قرار و يعالج محنه فقط أبدع في تنحية المالكي , ان الموقف الصحيح بتكاتفهم وتوحدهم في رؤيا ,هدف ,رساله وممارسة لرأب الصدع الشيعي الشيعي ودعم الحشد الشعبي والمقاومة الأسلامية بعنوان الجهاد الكفائي ومحاولة نسيان الخلافات ودفنها لأن المعركة طويلة والعدو متمرس وأساليبه متطوره في التهام البلد ليؤسس واقعا جديدا كما جاء على لسان الشريك الكردستاني نيجير برزاني بقوله (( لم يعد العراق موحدا ولايمتلك جيشا منظما )) لنبثت لهم ان هذا الكلام بعيدا عن الواقع ولايمت للحقيقة بصلة وذلك بالتوحد تحت راية المرجعية ودعم الحشد الشعبي والمقاومة الأسلامية بهذا التنصيب لحماية العراق وشعبه ومقدساته وعساه ان يكون بداية لتجمع ليس للعسكرة فقط انما بفكر سياسي وطني ينقذ العراق مما هو فيه برؤيا وطنية بعيدة عن الطائفية والكتلوية .